مشكلة ريال مدريد هذا الموسم تكمن في بيريز ؟؟
لا يختلف إثنان على أن هذا الموسم يعتبر أسوأ موسم لعشاق ريال مدريد وأنه جاء مخيب للجماهير بشكل كبير ، وقد تعددت الأسباب واستمرت الأيادي ترتفع كل مرة في الإشارة لأشخاص بأعينهم سواء لاعبين أو المدرب أو حتى الحكام بل وإمتدت للإتحاد الأسباني ! بأنهم سبب بعد البطولات عن الفريق الملكي هذا الموسم .
ولكن هناك شخص واحد ظل يشاهد من بعيد هذا الغليان الجماهيري وهو صامت وكأن على رأسه الطير بلا حراك ، وكأنه يراقب قميص الفشل وهو يتم تجربة قياسه على كلٍ من المتهمين المشار إليهم بأنهم أسباب الفشل الملكي ولا يعترف بأنه قميصه الخاص به .. إنه الرئيس فلورنتينو بيريز !!.
ماهو عملك بالنادي سيدي الرئيس ؟؟
ما أعرفه عن عمل أي رئيس نادي في العالم هو تسيير أمور الفريق الإدارية ويكون تقريباً الممول الرئيسي للفريق ، ويكون قريب ومُلم بأمور الفريق ويتدخل في الوقت المناسب ، سواء لدعم الفرق مادياً أو معنوياً أو بتدخل إداري سواء بقرار عقابي أو تأديبي أو إقالة مدرب أو تعيين آخر.
أما السيد بيريز فيبدو أنه أصبح رئيس شرفي يسمع أخبار الفريق مثل أي مدريستا من الإعلام ، ربما يحنق أو يسعد مثلما الحال مع الجماهير ولكن هل يتدخل ؟ هل تشعر جماهير اللوس بلانكوس بأن هناك رئيس فعال وقوي لأحد أكبر الأندية في العالم ؟ بالطبع .. لا.
خطايا بيريز المقيتة ..
1- منصب نائب الرئيس مورينيو : ترك بيريز الحبل على الغارب كما يقال لمورينيو في الفريق يفعل فيه ما يحلوا له وربما هو شيء جيد لو كانت الأمور تسير في إتجاه التتويج وحصد البطولات فوقتها لا يكون هناك داعي لتدخل ربما يجهض نجاحات الفريق ، لكن مع تردي النتائج بشكل متوالي وخسارة الألقاب المتوالية فهذا أمراً مخزي إدارياً ، وكان لابد من كبح جماح مورينيو المنفلت بشدة هذا الموسم سواء مع اللاعبين أو الإعلام وكأنه يتحدى أن يتصدى له أي شخص ! وهو أمر غير جيد – بغض النظر عن قدراته التدريبية – فالمدرب في كل الأحوال يجب أن يعي ويشعر تماماً أنه معرض للمساءلة والمحاسبة ، وأذكر الجميع بعلاقة مورينيو مع رؤساء الأندية التي دربها فحتى مع ابراموفيتش الذي كان يدلل مورينيو كان الأخير يطبق فمه عند تدخل ابراموفيتش فنياً !! وكلنا نتذكر انتداب شيفشينكو وكريسبو وغيرهم ولم ينبس ببنت شفه ، وحتى مع موراتي في الإنتر كان موراتي له سلطة قوية على الاسبيشيال وان ، ولكن على النقيض تجد بيريز وديعاً بلا صوت وكأنه يهاب مورينيو ويخاف من عقابه !!.
2- الشح في الصفقات : من يقارن بين النجوم التي كان يتعاقد معها الريال في ولاية بيريز السابقة للنادي سيجد تفاوتاً رهيب بين الإثنين ، ففي فترة بيريز الأولى كان الفريق يسمى فريق المجرة من كثرة النجوم السوبر الذين كان يعج بهم الفريق من إنتدابات خيالية وصفقات مدوية أما الآن فمن وقت قدوم بيريز مؤخراً تشعر بأن الصفقات تكاد تكون بالقطعة وبتقتير ، والدليل أن فالكاو نجم أتليتكو مدريد كان من الممكن إنتدابه في الميركاتو الشتوي ومشاركته مع الفريق في الشامبيونزلييج – لأنه لم يكن شارك في اليوربا ليج حتى وقتها مع فريقه – وأعتقد أن وجود فالكاو كان سيكون قوة هجومية كاسحة للريال كانت ستساعده في بلوغ النهائي ، أو جلب جوتزة ودفع مبلغ الشرط الجزائي في عقده كما فعل البايرن ، ولكن بيريز كان ممسك اليدين عن الإنفاق على الفريق بشكل مستفز.
3- علاقات سيئة مع الإعلام : ربما لم يشهد النادي فترة سيئة من التوتر مع وسائل الإعلام من قبل مثلما تحدث الآن في عهد السيد بيريز ، والغريب أن الأزمة الإعلامية طالت أيضاً اللوبي الإعلامي المدريدي المرتبط بالنادي طوال تاريخه بعلاقة وثيقة ، وهو أمر في منتهى السوأ لأن الإعلام المدريدي مهم جداً للبيرنابيو سواء كداعم لمسيرة الفريق أو حامل لواء الدفاع عن النادي ضد أية أمور سلبية تواجهه ، ولكن بيريز ترك العلاقة تصل بين الإعلام المدريدي والفريق إلى حافة الصدام بل العدائية ولم يحرك ساكناً من أجل تصفية تلك الأجواء المتوترة لمصلحة الفريق بل إكتفى بالمشاهدة.
4- إدارة بلا تخطيط = فشل : من يعمل في حقل الإدارة في أي مكان بالعالم يعلم جيداً أن من أسس الإدارة ولبنتها الأساسية التخطيط وهو الأهم لتحقيق النجاح ، لكن بيريز خلال فترة ولايته الثانية – وحتى الأولى – تشعر بأنه سعيد من أجل تواجده في سُدة النادي ولكن بلا تخطيط مدروس للنادي على الأمد الطويل كما نشاهد في مانشيستر يونايتيد والبايرن والفرق الكبيرة ، بيريز واضح أنه لا يملك رؤية للفريق ولا خطة محددة المعالم وأتعجب ممن إنتخبوه ومن أعضاء ومساهمي النادي على عدم محاسبته على برنامجه الإنتخابي وتقصيره في حق النادي.
كلمة أخيرة .. ربما يشعر جماهير الريال بالحنق والسوداوية تجاه إدارة دفة الفريق ونتائجه وكما قولت في المقدمة ستطير أسهم النقد لتطال الجميع ، ولكن يجب أن يعلم الجميع أن الفشل الذي حدث هذا الموسم المتسبب الأكبر فيه هو بيريز بعدم قياديته للنادي بشكل حازم وعدم تدعيمه للفريق بالشكل الكافي في الوقت المناسب وعدم توفير جو مناسب للنجاح وعدم التدخل لتذويب أية خلافات في أروقة الفريق سواء بالمصالحة أو بالبتر.