منصور: ننحاز إلى النظام السوري ضد التدخل الأجنبي وإلى الشعب عندما يُقتل
جو 24 : يتميز الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي الأردني الشيخ حمزة منصور بقدر من الدماثة والرجاحة وسعة الصدر، الامر الذي جعله يتولى أكثر من مرة قيادة الحزب الذي يعد الرافعة السياسية لجماعة "الإخوان المسلمين" في الأردن، وكذلك أعطى انطباعات جيدة عن الحزب الذي يقود المعارضة الأردنية.
التقت "النهار" الشيخ منصور وحاورته في شأن مطالب الحزب والحركة الاصلاحية التي انخرط فيها منذ 30 شهراً، وعلاقته بمكونات النظام، والموقف من الأزمة السورية.
وعرضت كذلك للعلاقة مع إيران ومع الغرب ومع الحركات الاسلامية في دول الربيع العربي، وتقويمه لتسلمها السلطة في عدد منها.
وهنا الأسئلة والأجوبة:
¶ ما هي مطالبكم الإصلاحية؟
- ليست لدينا مطالب إصلاحية منفصلة عن مطالب شعبنا، فنحن نريد أن يكون الشعب مصدر السلطات، وهذا نص دستوري، لكنه غير مفعل ويفرغ من مضمونه بتعارضه مع نصوص دستورية اخرى.
نريد أن يتخذ الشعب حكومته وفقا للمعايير الديموقراطية، وعلى قاعدة تكليف كتلة الغالبية النيابية تشكيل الحكومة. ونريد أن يكون مجلس الأمة بشقيه (النواب والأعيان) منتخبا وفق قانون عادل وديموقراطي يسمح بتمثيل حقيقي للشعب الأردني. ونريد أن تكون الحكومة ذات ولاية عامة وليست مظهرا لحكومة خفية تدير شؤون البلاد.
ونريد أن يأخذ كلٌّ دوره الدستوري، وأن تلتزم الاجهزة الامنية دورها الدستوري حماية الوطن وعدم التدخل في الحياة السياسية والمدنية.
كما نريد أن نتبنى سياسة اقتصادية وطنية وفقا لقناعة ومصالح الشعب الأردني، وأن تتوافر لدينا الإرادة والآليات التي تضع حدا للفساد. وأظنها مطالب موضوعية.
¶ ماذا تقصد بـ"تمثيل حقيقي" لمكونات الشعب؟
- هناك معايير ديموقراطية في كل الديموقراطيات، نريد أن نطبقها، ونراعي الأبعاد الجغرافية والديموغرافية والتنموية. لدينا أقاليم تنموية الآن ومن حقها أن يكون لها تمثيل واضح.
¶ ولكن هناك من يفسر الدعوة الى "تمثيل حقيقي" بالقول إنكم تبحثون عن تمثيل أكبر لذوي الأصول الفلسطينية وإقامة الوطن البديل للفلسطينيين على الأرض الأردنية؟
- الذين يتهمون الحركة الإسلامية بذلك لا يصدقون أنفسهم ويعلمون أنهم كاذبون. الحركة تؤمن بأن لا وطن للفلسطينيين إلا فلسطين التي هي 27 ألف كيلومتر مربع دون انتقاص ذرة تراب منها. فنحن من أحرص الناس على تحرير فلسطين وإعادة كل اللاجئين إلى وطنهم فلسطين.
العلاقة مع النظام
¶ هنالك من يقول إن الحركة الإسلامية ضيعت فرصاً حقيقية للدخول مع النظام في عملية إصلاح حقيقية، إحداها كانت بعد اللقاء اليتيم مع الملك في نهاية 2011، والفرصة الأخرى مع مجيء حكومة عون الخصاونة؟
- نحن لم نضيع فرصا، ولم نجد أنفسنا مختلفين مع الملك حين التقيناه، لكن قوى الشد العكسي، وفي المناسبة هو الذي سماها بهذا الإسم، هي التي أثرت على القرار وحرمت الاردن فرصة ذهبية للإصلاح.
ونحن لم نغلق أبوابنا مع أحد، ولم نسع إلى مصالح حزبية او شخصية، وإنما بوصلتنا الوطن وحيثما كانت مصلحة الوطن توجهنا. ولا نقبل أن يغرينا رئيس حكومة بمقاعد برلمانية أو حقائب وزارية ويغطى على الفساد الذي أوصل البلد إلى ما وصل إليه.
ونريد تصحيح المعادلة بغض النظر عما إذا في الحكومة أم في المعارضة. وفي المناسبة، أود أن أكون واضحا، نحن لا ندعو إلى المغالبة ولا إلى الاستحواذ والهيمنة، ولكننا نريد المشاركة، مشاركة حقيقية وليست شكلية.
¶ الملك قال أنه عرض عليكم المشاركة ولكنكم تلكأتم وتراجعتم...
- قلنا للملك: أليس الشعب الأردني المعروف بوعيه وبمسؤوليته الوطنية جديرا بحكومة برلمانية وباعتماد مبدأ تداول السلطة، فقال: أنا مع الحكومة البرلمانية ومع تداول السلطة.
¶ في حوار مع مجلة "الأتلانتيك" كان الملك حادا في الحديث عنكم ووصفكم بأوصاف قاسية، كيف تصفون علاقتكم مع رأس النظام حاليا؟
- بداية حاول الديوان الملكي أن يتبرأ من هذا الحوار وقالوا إن فيه تحريفا. ثانيا: الرسائل الموجهة في هذه المقابلة لم تستهدف الاسلاميين فقط وإنما العائلة المالكة والمخابرات وأحزاب ليبرالية وسطية كذلك.
¶ هل تغير موقفكم أنتم من الملك؟
- نحن ليس لدينا موقف شخصي وإنما لدينا موقف من السياسات، ونعتقد أن المصلحة الوطنية هي في الاستجابة للمطالب الاصلاحية، وهذه الاستجابة تعزز وحدتنا وأمننا الوطني وتضعنا على الطريق الصحيح للتنمية.
¶ لكن موقف الملك منكم كان شخصيا ولم يكن تصريحه سياسيا؟
- أنا ذكرت أن الديوان الملكي شكك في هذا التقرير، وربما كان للظروف الداخلية والخارجية الصعبة التي يعيشها الأردن والمنطقة دور في طريقة التعبير.
¶ لكنه قال إنه حاول أن يقنع الغرب بخطورة أن يتسلم الإسلاميون في الأردن والمنطقة السلطة؟
- هذا التعبير يتناقض مع أكثر من تعبير سمعناه من الملك ومن الحكومة بأن الحركة الإسلامية هي جزء أصيل من النسيج الوطني الأردني.. ولا أدري أي اللغتين نصدق.
¶ بم تفسر الاعتداءات المتتالية على الحزب ومسيراته ونشاطاته وحرق بعض مقاره؟
- هذه الاعتداءات لم تكن بمنأى عن جهات رسمية باتت معروفة للشعب. ونحن حينما نحذر على مدى ثلاثة أيام من الاعتداء على إخواننا ومقراتنا، ثم يأتي الاعتداء بعد ذلك، هذا يؤكد أن هنالك قوى لا تنطلق من مصالح وطنية وإنما تريد أن تخضع الجميع لإرادتها وبرنامجها.
¶ إلى أي درجة تعتقد أن هذا نابع من مواقف شخصية لمتنفذين في النظام، أم أنه جزء من مخطط إقليمي لتصفية الحركة الإسلامية في المنطقة؟
- في تصوري يلتقي فيها الشخصي والمؤسسي، ونعتقد أن زمر الفساد والقوى المهيمنة في البلد، وأيضا الإدارة الأميركية التي لا تريد إصلاحا وخصوصا في الأردن، تلتقي كلها ضد الحزب والحركة.
الملف السوري
¶ ما موقفكم الآن مما يحدث في سوريا؟
- موقفنا مبدئي وواضح، نحن مع خيار الشعوب. نحن مع أي نظام عربي بغضّ النظر عن استبداده أو فساده إذا كان في مواجهة مع العدو الصهيوني او الإدارة الأميركية.
ولكن حينما يكون الصراع بين النظام والشعب، بوصلة الشعب لا تخطئ، ونحن مع الشعب السوري ومطالبه العادلة في الحرية والكرامة ونهج الحكم.
¶ لكن الحالتين متوافرتان، النظام السوري في صراع مع الشعب، وكذلك في صراع مع الغرب؟
- أنا لا أرى أن هناك صراعا بين النظام السوري والغرب. الغرب غير جاد في دعم الشعب السوري، لأن ما يحركه هو المصالح الصهيونية أولا ومصالحه ثانيا. والغرب يعرف أن النظام السوري عبر 40 سنة وفّر الأمن والاستقرار للعدو الصهيوني، ولم تطلق طلقة واحدة بعد عام 1973 في اتجاه الجولان المحتل والأراضي العربية المحتلة.
¶ إذاً أنتم ضد أي تدخل أجنبي حتى لو كان عبر الأمم المتحدة لوقف العنف في سوريا؟
- نحن نرفض التدخل العسكري في الشأن السوري أكان من الغرب أم من إيران أو روسيا أم من "حزب الله". ولكن، ويا للأسف، روسيا وإيران و"حزب الله" في المعركة الآن مع النظام ضد الشعب السوري.
¶ كيف تصف علاقتكم مع "الإخوان المسلمين" السوريين؟
- ليست لنا علاقة تنظيمية معهم، ولكن إذا زار أحدهم الأردن أو التقيناهم في مؤتمر أو غير ذلك، نحب أن نستمع إليهم وأن نتناصح في ما بيننا.
¶ هناك حديث عن مخطط للتدخل في سوريا لدعم "الجيش السوري الحر" و"القوى المعتدلة في المعارضة" لمنع سيطرة المتشددين السلفيين، ما موقفكم؟
- نحن مع حل عربي عادل للأزمة السورية.
¶ حتى لو أفضى هذا الحل إلى بقاء رأس النظام؟
- الحل العادل هو الذي يحترم إرادة الشعب السوري.
¶ وموقفكم من وجود قوات أجنبية على الأرض الأردنية؟
- كنا من أوائل الذين دانوا ذلك، ونرى أن هذا لا يتفق والسيادة الوطنية الأردنية.
¶ إلى أي درجة تتخوفون من ابدال نظام الأسد بنظام ديني متشدد؟
- اعتقد أن الإسلاميين المتشددين ليسوا متشددين بالفطرة، ولكنهم تعرضوا لمظالم وإقصاء، ورأوا في سجون كثير من الأنظمة العربية والأجنبية ما زادهم تشددا. وأتصور أنهم حينما يُشرَكون في السلطة سيجدون أن الواقع يفرض عليهم المراجعة.
من جهة اخرى، الحقائق تؤكد أن غالبية الشعب السوري والثورة هي مع الخط المعتدل الذي يؤمن بالشركة وبمبدأ المواطنة وبالدولة المدنية في سوريا.
إيران ومصر وتونس
¶ لماذا تراجعت علاقتكم مع إيران؟
- نرفض بشدة تدخل إيران في العراق وفي سوريا، ونرفض اصطفافها الطائفي لصالح بعض الأنظمة الطائفية.
¶ كيف تقوّمون أداء تجربة الإسلاميين في مصر وتونس؟
- التجربة هناك، ويا للأسف الشديد، ولدت في أجواء معادية، والعداء لا يقتصر على فلول النظامين السابقين، وإنما انحاز إليهما الذين خسروا في صناديق الاقتراع وأيضا أجهزة الدولة العميقة ممثلة بالإعلام والقضاء والأجهزة الأمنية.
ومع هذا أبدى النظامان قدرا عاليا من المسؤولية والمرونة والحكمة مما مكنهما من الثبات ومن كسب التأييد الشعبي.
(النهار اللبنانية)
التقت "النهار" الشيخ منصور وحاورته في شأن مطالب الحزب والحركة الاصلاحية التي انخرط فيها منذ 30 شهراً، وعلاقته بمكونات النظام، والموقف من الأزمة السورية.
وعرضت كذلك للعلاقة مع إيران ومع الغرب ومع الحركات الاسلامية في دول الربيع العربي، وتقويمه لتسلمها السلطة في عدد منها.
وهنا الأسئلة والأجوبة:
¶ ما هي مطالبكم الإصلاحية؟
- ليست لدينا مطالب إصلاحية منفصلة عن مطالب شعبنا، فنحن نريد أن يكون الشعب مصدر السلطات، وهذا نص دستوري، لكنه غير مفعل ويفرغ من مضمونه بتعارضه مع نصوص دستورية اخرى.
نريد أن يتخذ الشعب حكومته وفقا للمعايير الديموقراطية، وعلى قاعدة تكليف كتلة الغالبية النيابية تشكيل الحكومة. ونريد أن يكون مجلس الأمة بشقيه (النواب والأعيان) منتخبا وفق قانون عادل وديموقراطي يسمح بتمثيل حقيقي للشعب الأردني. ونريد أن تكون الحكومة ذات ولاية عامة وليست مظهرا لحكومة خفية تدير شؤون البلاد.
ونريد أن يأخذ كلٌّ دوره الدستوري، وأن تلتزم الاجهزة الامنية دورها الدستوري حماية الوطن وعدم التدخل في الحياة السياسية والمدنية.
كما نريد أن نتبنى سياسة اقتصادية وطنية وفقا لقناعة ومصالح الشعب الأردني، وأن تتوافر لدينا الإرادة والآليات التي تضع حدا للفساد. وأظنها مطالب موضوعية.
¶ ماذا تقصد بـ"تمثيل حقيقي" لمكونات الشعب؟
- هناك معايير ديموقراطية في كل الديموقراطيات، نريد أن نطبقها، ونراعي الأبعاد الجغرافية والديموغرافية والتنموية. لدينا أقاليم تنموية الآن ومن حقها أن يكون لها تمثيل واضح.
¶ ولكن هناك من يفسر الدعوة الى "تمثيل حقيقي" بالقول إنكم تبحثون عن تمثيل أكبر لذوي الأصول الفلسطينية وإقامة الوطن البديل للفلسطينيين على الأرض الأردنية؟
- الذين يتهمون الحركة الإسلامية بذلك لا يصدقون أنفسهم ويعلمون أنهم كاذبون. الحركة تؤمن بأن لا وطن للفلسطينيين إلا فلسطين التي هي 27 ألف كيلومتر مربع دون انتقاص ذرة تراب منها. فنحن من أحرص الناس على تحرير فلسطين وإعادة كل اللاجئين إلى وطنهم فلسطين.
العلاقة مع النظام
¶ هنالك من يقول إن الحركة الإسلامية ضيعت فرصاً حقيقية للدخول مع النظام في عملية إصلاح حقيقية، إحداها كانت بعد اللقاء اليتيم مع الملك في نهاية 2011، والفرصة الأخرى مع مجيء حكومة عون الخصاونة؟
- نحن لم نضيع فرصا، ولم نجد أنفسنا مختلفين مع الملك حين التقيناه، لكن قوى الشد العكسي، وفي المناسبة هو الذي سماها بهذا الإسم، هي التي أثرت على القرار وحرمت الاردن فرصة ذهبية للإصلاح.
ونحن لم نغلق أبوابنا مع أحد، ولم نسع إلى مصالح حزبية او شخصية، وإنما بوصلتنا الوطن وحيثما كانت مصلحة الوطن توجهنا. ولا نقبل أن يغرينا رئيس حكومة بمقاعد برلمانية أو حقائب وزارية ويغطى على الفساد الذي أوصل البلد إلى ما وصل إليه.
ونريد تصحيح المعادلة بغض النظر عما إذا في الحكومة أم في المعارضة. وفي المناسبة، أود أن أكون واضحا، نحن لا ندعو إلى المغالبة ولا إلى الاستحواذ والهيمنة، ولكننا نريد المشاركة، مشاركة حقيقية وليست شكلية.
¶ الملك قال أنه عرض عليكم المشاركة ولكنكم تلكأتم وتراجعتم...
- قلنا للملك: أليس الشعب الأردني المعروف بوعيه وبمسؤوليته الوطنية جديرا بحكومة برلمانية وباعتماد مبدأ تداول السلطة، فقال: أنا مع الحكومة البرلمانية ومع تداول السلطة.
¶ في حوار مع مجلة "الأتلانتيك" كان الملك حادا في الحديث عنكم ووصفكم بأوصاف قاسية، كيف تصفون علاقتكم مع رأس النظام حاليا؟
- بداية حاول الديوان الملكي أن يتبرأ من هذا الحوار وقالوا إن فيه تحريفا. ثانيا: الرسائل الموجهة في هذه المقابلة لم تستهدف الاسلاميين فقط وإنما العائلة المالكة والمخابرات وأحزاب ليبرالية وسطية كذلك.
¶ هل تغير موقفكم أنتم من الملك؟
- نحن ليس لدينا موقف شخصي وإنما لدينا موقف من السياسات، ونعتقد أن المصلحة الوطنية هي في الاستجابة للمطالب الاصلاحية، وهذه الاستجابة تعزز وحدتنا وأمننا الوطني وتضعنا على الطريق الصحيح للتنمية.
¶ لكن موقف الملك منكم كان شخصيا ولم يكن تصريحه سياسيا؟
- أنا ذكرت أن الديوان الملكي شكك في هذا التقرير، وربما كان للظروف الداخلية والخارجية الصعبة التي يعيشها الأردن والمنطقة دور في طريقة التعبير.
¶ لكنه قال إنه حاول أن يقنع الغرب بخطورة أن يتسلم الإسلاميون في الأردن والمنطقة السلطة؟
- هذا التعبير يتناقض مع أكثر من تعبير سمعناه من الملك ومن الحكومة بأن الحركة الإسلامية هي جزء أصيل من النسيج الوطني الأردني.. ولا أدري أي اللغتين نصدق.
¶ بم تفسر الاعتداءات المتتالية على الحزب ومسيراته ونشاطاته وحرق بعض مقاره؟
- هذه الاعتداءات لم تكن بمنأى عن جهات رسمية باتت معروفة للشعب. ونحن حينما نحذر على مدى ثلاثة أيام من الاعتداء على إخواننا ومقراتنا، ثم يأتي الاعتداء بعد ذلك، هذا يؤكد أن هنالك قوى لا تنطلق من مصالح وطنية وإنما تريد أن تخضع الجميع لإرادتها وبرنامجها.
¶ إلى أي درجة تعتقد أن هذا نابع من مواقف شخصية لمتنفذين في النظام، أم أنه جزء من مخطط إقليمي لتصفية الحركة الإسلامية في المنطقة؟
- في تصوري يلتقي فيها الشخصي والمؤسسي، ونعتقد أن زمر الفساد والقوى المهيمنة في البلد، وأيضا الإدارة الأميركية التي لا تريد إصلاحا وخصوصا في الأردن، تلتقي كلها ضد الحزب والحركة.
الملف السوري
¶ ما موقفكم الآن مما يحدث في سوريا؟
- موقفنا مبدئي وواضح، نحن مع خيار الشعوب. نحن مع أي نظام عربي بغضّ النظر عن استبداده أو فساده إذا كان في مواجهة مع العدو الصهيوني او الإدارة الأميركية.
ولكن حينما يكون الصراع بين النظام والشعب، بوصلة الشعب لا تخطئ، ونحن مع الشعب السوري ومطالبه العادلة في الحرية والكرامة ونهج الحكم.
¶ لكن الحالتين متوافرتان، النظام السوري في صراع مع الشعب، وكذلك في صراع مع الغرب؟
- أنا لا أرى أن هناك صراعا بين النظام السوري والغرب. الغرب غير جاد في دعم الشعب السوري، لأن ما يحركه هو المصالح الصهيونية أولا ومصالحه ثانيا. والغرب يعرف أن النظام السوري عبر 40 سنة وفّر الأمن والاستقرار للعدو الصهيوني، ولم تطلق طلقة واحدة بعد عام 1973 في اتجاه الجولان المحتل والأراضي العربية المحتلة.
¶ إذاً أنتم ضد أي تدخل أجنبي حتى لو كان عبر الأمم المتحدة لوقف العنف في سوريا؟
- نحن نرفض التدخل العسكري في الشأن السوري أكان من الغرب أم من إيران أو روسيا أم من "حزب الله". ولكن، ويا للأسف، روسيا وإيران و"حزب الله" في المعركة الآن مع النظام ضد الشعب السوري.
¶ كيف تصف علاقتكم مع "الإخوان المسلمين" السوريين؟
- ليست لنا علاقة تنظيمية معهم، ولكن إذا زار أحدهم الأردن أو التقيناهم في مؤتمر أو غير ذلك، نحب أن نستمع إليهم وأن نتناصح في ما بيننا.
¶ هناك حديث عن مخطط للتدخل في سوريا لدعم "الجيش السوري الحر" و"القوى المعتدلة في المعارضة" لمنع سيطرة المتشددين السلفيين، ما موقفكم؟
- نحن مع حل عربي عادل للأزمة السورية.
¶ حتى لو أفضى هذا الحل إلى بقاء رأس النظام؟
- الحل العادل هو الذي يحترم إرادة الشعب السوري.
¶ وموقفكم من وجود قوات أجنبية على الأرض الأردنية؟
- كنا من أوائل الذين دانوا ذلك، ونرى أن هذا لا يتفق والسيادة الوطنية الأردنية.
¶ إلى أي درجة تتخوفون من ابدال نظام الأسد بنظام ديني متشدد؟
- اعتقد أن الإسلاميين المتشددين ليسوا متشددين بالفطرة، ولكنهم تعرضوا لمظالم وإقصاء، ورأوا في سجون كثير من الأنظمة العربية والأجنبية ما زادهم تشددا. وأتصور أنهم حينما يُشرَكون في السلطة سيجدون أن الواقع يفرض عليهم المراجعة.
من جهة اخرى، الحقائق تؤكد أن غالبية الشعب السوري والثورة هي مع الخط المعتدل الذي يؤمن بالشركة وبمبدأ المواطنة وبالدولة المدنية في سوريا.
إيران ومصر وتونس
¶ لماذا تراجعت علاقتكم مع إيران؟
- نرفض بشدة تدخل إيران في العراق وفي سوريا، ونرفض اصطفافها الطائفي لصالح بعض الأنظمة الطائفية.
¶ كيف تقوّمون أداء تجربة الإسلاميين في مصر وتونس؟
- التجربة هناك، ويا للأسف الشديد، ولدت في أجواء معادية، والعداء لا يقتصر على فلول النظامين السابقين، وإنما انحاز إليهما الذين خسروا في صناديق الاقتراع وأيضا أجهزة الدولة العميقة ممثلة بالإعلام والقضاء والأجهزة الأمنية.
ومع هذا أبدى النظامان قدرا عاليا من المسؤولية والمرونة والحكمة مما مكنهما من الثبات ومن كسب التأييد الشعبي.
(النهار اللبنانية)