وقفة للأطر الصحفية بغزة تنديدًا بقرار السلطة حجب 59 موقعًا
نظّمت أطر وكتل وتجمعات صحفية في قطاع غزة اليوم الثلاثاء وقفة احتجاجية، تنديدًا بقرار السلطة الفلسطينية حجب عشرات المواقع الإخبارية الفلسطينية.
جاء ذلك خلال وقفة لهم أمام مقر نقابة الصحفيين في مدينة غزة، بمشاركة عشرات الصحفيين والإعلاميين.
وقال منسق التجمع الإعلامي الفلسطيني علاء سلامة "تابعنا بقلق قرار محكمة الصلح في رام الله نحو 60 موقعًا فلسطينيًّا عن العمل في محافظاتنا الشمالية، ندين هذا القرار ونعتبره مساسًا بالحريات العامة".
وأوضح سلامة أن هذا القرار يشكل انتكاسة للمحتوى الفلسطيني أمام محتوى الاحتلال وهو إضعاف له، مطالبًا بعدم زج السلطة الرابعة في رحى الصراع والانقسام الفلسطيني.
وأهاب بمحكمة الصلح في رام الله العدول عن "قرارها الظالم الذي جاء مجحفًا بحق الوسائل الإعلامية"، محذّرًا أن يكون هذا القرار خطوةً استباقية لحجب المزيد من وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية.
وأضاف "المطلوب هو تكريم الصحفي الفلسطيني والوسيلة الإعلامية التي طالما وقفوا محاربين للرواية الإسرائيلية".
وشدد سلامة بقوله "الأصل أن يتم حجب ومنع المواقع ووسائل إعلام إسرائيلية التي تبث سمومها بشكل يومي للجمهور الفلسطيني، لا أن تحجب المواقع الفلسطينية التي تدافع عن الرواية والمحتوى الفلسطيني.
قرار جائر
وأوضح رئيس المجلس الإداري بنقابة الصحفيين الفلسطينيين سعود أبو رمضان أن قرار حظر المواقع الفلسطينية هو "قرار جائر ومجزرة ارتكبتها محكمة الصلح برام الله بحق المواقع الإخبارية الفلسطينية".
وطالب أبو رمضان بضرورة التراجع فورًا عن هذا القرار، لأنه يتناقض مع كافة الأعراف والمواثيق الدولية التي كفلت حرية الصحافة والاعلام، داعيًا في ذات الوقت لوقف كافة الاعتقالات بحق الصحفيين الذين اعتقلوا على خلفيات سياسية والإفراج عنهم.
من جهته، استهجن مدير موقع فلسطين أون لاين في كلمة ممثلة عن كتلة الصحفي الفلسطيني مفيد أبو شمالة قرار حجب المواقع الفلسطينية، مؤكدًا أن ذلك "جريمة لن تثني الأحرار عن مواصلة عملهم بجد لنشر الرواية الفلسطينية".
وقال أبو شمالة "قرار حجب المواقع الفلسطينية هو جريمة واستهتار كبير من قبل السلطة وقضائها الظالم المسيس بالقانون والقيم بحق المحتوى الفلسطيني".
وطالب المؤسسات الحقوقية والاتحادات الصحفية العربية والدولية بإدانة هذه الجريمة والتصدي لها.
يوم أسود
ووصف مسؤول المكتب الحركي المركزي للصحفيين شريف النيرب قرار حجب المواقع الإخبارية الفلسطينية بالقرار الظالم، قائلا: "لا نعتبره يومًا أسودًا فحسب؛ بل إجراء أسود من أيادٍ سوداء تريد اختطاف حرية الرأي والتعبير".
وقال النيرب "قرأنا بالأمس بيان نقابة الصحفيين والذي نعتبره إلى حد ما مُرضٍ لكنه جاء منقوصا"، عادًّا تصريحات نقيب الصحفيين برام الله ناصر أبو بكر لموقع النجاح قبل يوم من هذا القرار جسرًا لمرور قرار الحظر بحق المواقع الفلسطينية.
واستهجن إعلان أبو بكر أن انتخابات نقابة الصحفيين ستجرى في موعدها المحدد، موضحًا أن هذا الإعلان منقوص، وفيه عِوارٌ قانوني من ناحية أن النقابة لم تنشر القرار الرسمي المتعلق بإجراء الانتخابات والإجراءات التي تلت هذا الإعلان.
وشدد على ضرورة أن يكون لنقابة الصحفيين موقف صلب أمام قرار حظر المواقع الفلسطينية، داعيًا كل الصحفيين لأن "يستظلوا تحت مظلة هذه النقابة، لكن بالإرادة التي يريدونها وليس بالإرادة التي تُفرض عليهم".
ودعا النيرب اتحاد الصحفيين العرب والاتحاد الدولي للصحفيين لوقف هذه الجرائم التي تمارس بحق الصحفيين ووقف هذه الانتهاكات بحقهم.
وأضاف "نخاطب الأخ ناصر أبو بكر بصفته عضو باللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب الالتزام بالنظام الداخلي لهذه الاتحادات، وإجراء انتخابات نقابة الصحفيين وفق ما تنص عليه اللواح القانونية.
وقررت السلطة الفلسطينية في رام الله حجب عشرات المواقع والصفحات عن الجمهور الفلسطيني، ليس من بينها صفحة "المنسق" او صفحات مخابرات الاحتلال الإسرائيلي.
وجاء في قرار المحكمة الصادر يوم الخميس الماضي بتاريخ 17 أكتوبر الجاري، أن المحكمة تقرر إجابة طلب النائب العام، وهي الجهة المستدعية، وحجب المواقع الالكترونية، وذلك لنشر صور ومقالات تهدد الأمن القومي والسلم الأهلي والإخلال بالنظام والآداب العامة وإثارة الرأي العام الفلسطيني.
وورد في قرار المحكمة أن تلك المواقع تقوم بالتهجم على رموز السلطة ونشر عبارات وصور تهدد الأمن القومي.
وعللت النيابة سبب القرار بأن استمرار بث هذه المواقع من شأنه الإخلال بالنظام العام وتهديد السلم الأهلي الفلسطيني.صفا