عالم مصريات يجيب... هل ينزعج الموتى من أعمال البحث؟
جو 24 :
أجاب العالم الألماني لودفيغ مورينتس، عن سؤال حول ما إذا كانت أعمال البحث والتنقيب عن الآثار تزعج هدوء الموتى، وذلك في سياق حديث أكد فيه أن "ثقافة الموت لدى المصريين القدماء توحي لنا بالكثير حتى يومنا هذا".
وتحدث عالم المصريات مورينتس لشبكة "دويتش فيله" بعد تلقيه سؤال، يقول: "إنه لدى فتح القبور أو القيام بأعمال البحث والتنقيب الأثري مثلا في وادي الملوك يطرح دوما السؤال نفسه حول إزعاج هدوء الموتى ومدى شرعية هذا العمل؟ ما هو موقفك؟".
وأوضح مورينتس، قائلا: "الأفق الذي نعمل على أساسه في الحفريات هو أننا نخوض مبدئيا في عالم ماض وبالتالي فنحن نواجه على كل حال آثار الموت. وبالطبع هناك السؤال حول كيفية التعامل بشكل ملموس مع البقايا التاريخية للموتى؟ وهنا يأتي الجواب الواضح نسبيا حسب وجهة نظري المتمثل في الحفاظ على كرامة الإنسان وأنه يمكن إقحام ذلك بشكل جيد في البحوث".
وتابع: "بالنسبة لعلم الآثار، الذي يتعامل مع الماضي، وينبش فيه وتقابل أيضا بقايا أشخاص ميتين حقيقيين؛ يبقى هذا سؤال جوهري. كيف يجب علينا التعامل مع ذلك؟ وما يحق لنا؟ وما هي الخدمات التي يمكن أن نقدمها؟ تصوري الذي يلقى أيضا التأييد في القسم (قسم علم المصريات) هو أن البحوث التي تتعلق بالماضي وبأشخاص حقيقين ميتين يمكن الربط فيما بينها لتبقى كرامتهم مصونة أو تُعاد لهم من جديد.
وأوضح: "نحن أنفسنا في حياتنا اليومية لا ننشغل كثيرا بالموت كعملية فناء؛ لكن هذه النقطة مثلا كانت مختلفة تماما في المجتمعات المصرية القديمة. ففي تلك المجتمعات كان الموت جزءً من الحياة على نطاق واسع".
يأتي حديث مورينتس بعد أيام من اكتشاف وزارة الآثار المصرية لـ 30 تابوتا خشبيا وُجدت في وادي الملوك بالقرب من الأقصر، وفي هذا الصدد يقول مورينتس إن هذه التوابيت تحوي بالفعل موميات، وهذا حقا شيء مثير للاهتمام، وحتى قضية أن تأتي تلك التوابيت من منطقة لم نكن نتوقعها فيها ـ يعني ليس من قبور، بل هي حسب التقارير حتى الآن، بشكل أو بآخر تم دفنها تحت ضغط من الحاجة والسرعة.
وأشار إلى أن البحوث المزمع إجرائها على تلك التوابيت ستأتي من خلال ثلاث خطوات: الأولى ستكون تسجيلا دقيقا وتقييما للمخطوطات والنصوص. والنتائج المثيرة حقيقة ستكون في المقام الثاني في البحوث العلمية للموميات. وثالثا مكان الاكتشاف وهو لم يتم الحديث عنه كثيرا.