الحراك اللبناني في يومه التاسع: "حزب الله" يغادر الساحات مشككا بأجندة سياسية ويدعو حلفاءه للحاق به
جو 24 :
كتبت مارلين خليفة -
وجّه أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله عصر اليوم الجمعة كلمة الى اللبنانيين في اليوم التاسع للحراك الشعبي الذي انطلق في الـ17 من الجاري، وعلى عكس خطابه السابق في اليوم الخامس من الحراك والذي اتسم بلهجة سمحة ومشجعة ومتفائلة، ظهر السيد نصر الله متشددا ومشككا في هذا الحراك ومحذرا المتظاهرين بألا يصبحوا مطية لأجندات سياسية خارجية.
قبل التطرق الى الرسائل التي وجهها السيد نصر الله كان لافتا تعليقات لمغردين وناشطين عن سبب وضعه للعلم اللبناني الى جانبه، معتبرين بأنها المرة الأولى. في هذا السياق تقول مصادر مقربة من "حزب الله" لموقع "مصدر دبلوماسي" بأن "السيد نصر الله وضع العلم اللبناني لوحده الى جانبه عشرات المرات ودائما يكون العلم اللبناني حاضرا الى جانب علم "حزب الله" وربما ان هنالك رمزية لحضور العلم بهذه المناسبة تشير الى أن الحزب يمثل مواطنين لبنانيين لهم علاقة بكل ما يدور من حوادث".
الرسالة الرئيسية التي أراد السيد نصر الله توجيهها في كلمته هي "أن "حزب الله" مسؤول عن منع البلاد من الإنزلاق الى الإنهيار". كذلك "وجّه رسالة سياسية واضحة بهذا المنحى ووجه اتهامات شديدة اللهجة للحراك الموجود طالبا بألا يكون مطية لقوى خارجية ومقدّمة لاضطراب سياسي وأمني".
ودعا أمين عام "حزب الله" جمهوره "للخروج من الساحات لأن الحراك انحرف من حركة مطلبية اجتماعية معيشية عفوية محقة الى حراك تحركه أجندات سياسية وراءها منظمات مجتمع مدني وسفارات معروفة (ذكر منها المصدر الذي تحدثنا اليه على سبيل المثال لا الحصر الولايات المتحدة الأميركية والإمارات العربية المتحدة وسواها). وعن دعوته الحلفاء لتحمل مسؤولياتهم وهل يعني ذلك النأي بالنفس عن الحراك الشعبي وان "حزب الله" اختار التفرّج من بعيد؟ نفى المصدر المقرّب من مناخ "حزب الله" هذا الأمر قائلا:" لا، بالعكس إن الحزب لم ينأى بنفسه والرسالة هي الى الحلفاء الذين لا يزالون يدعمون هذا الحراك ويشاركون فيه، ودعوة لهم الى الإنسحاب منه كما انسحب الحزب مع جمهوره الذي شارك فيه لغاية اليوم كونه حراك مطلبي فتبين لاحقا أنه تحول الى حراك ذي أجندة سياسية". ومن هم هؤلاء الحلفاء؟ يقول المصدر:" منهم مثلا حركة الشعب، الحزب الشيوعي، الناصريون في صيدا، النائب فيصل كرامي، الوزير وئام وهاب، النائب جميل السيد وسواها من شخصيات لا تزال تدعم الحراك، وبالتالي الرسالة واضحة: تفضّلوا وغادروا الحراك واتركوه لأصحاب الأجندات السياسية". وكذلك وجه أمين عام "حزب الله" رسالة واضحة الى "المتظاهرين والى الدولة اللبنانية بفتح الطرق وللمتظاهرين الباقين في الساحات بأن يحافظوا على المظهر المطلبي للحراك وهو مشروع".
وعن الخطوات اللاحقة التي سيتخذها "حزب الله" قال المصدر:" حاليا ليس من خطوات".
(المصدر: موقع "مصدر دبلوماسي" اللبناني)