التهابات العضلات.. على ماذا تدّل؟
جو 24 :
نعتقد أحيانًا أن الآلام التي نشعر بها عقب ممارستنا بعض أنواع الرياضات الخفيفة أو التمارين الرياضية التقليدية هي دليل على أننا لم نستفد من تلك التمارين أو لم نقم بها بالشكل الصحيح، والحقيقة هي أن تلك الآلام إشارة دالة على جودة تلك التمارين.
فشعور الألم هو في الحقيقة ظهور متأخر للألم في العضلات، حيث عادة ما تبدأ تلك الآلام في الظهور بعد ممارسة التمارين بمدة تتراوح ما بين 24 إلى 72 ساعة، ومع ذلك ما تزال أسباب حدوث هذه الآلام غير معروفة والأرجح أنها تحدث نتيجة التمزقات المجهرية التي تسببها التمرينات في العضلات وهو ما ينتج عنه حدوث التهابات وإحساس متزايد بالألم.
ونوه خبراء في الوقت نفسه إلى أن معظم أنواع التمرينات الرياضية يمكن أن تتسبب في ظهور الألم بشكل متأخر بالعضلات، لكن السبب الأبرز وراء الشعور بهذا الألم هو الانخراط في أي تمرين قد يتطلب انقباض العضلات أو تقلصها بشكل غريب، فضلاً عن وجود سبب ثالث وهو احتمال قيام الأشخاص بنوعية تمارين غير معتادين عليها أو لم يمارسوها من قبل كبدء برنامج أو نظام رياضي جديد دون خبرة.
وأشار الخبراء إلى نقطة غاية في الأهمية وهي أن الالتهابات التي تحدث حول تلك التمزقات المجهرية هي واحدة من الإشارات الدالة على أن العضلات تعيد بناء نفسها وتزداد قوة.
لكن السؤال (ألا يعني هذا أن الألم أو الوجع يعني نمو العضلات؟)، والإجابة الفورية هنا (ليس بالضرورة) وذلك لسببين أولهما أن تلف العضلات ليس الطريقة الوحيدة لنمو العضلات، وثانيهما أن تأخر ظهور الألم في العضلات لا يمكن اعتباره مؤشرًا جيدًا جدًا على تلف العضلات على أي حال.
والطبيعي أنه كلما زاد معدل ممارسة التمارين الرياضية قل شعور الوجع بعد ذلك، والسبب في ذلك هو ما يعرف بـ"تأثير النوبة المتكرر"، وهو التعديل الذي يقوم به الجسم بعد التمرين الأول للتأكد من أن عضلاته لن تصاب بضرر في المرة القادمة.
وأكد الخبراء أن الشعور بجودة أداء الجسم في اليوم التالي لممارسة التمارين لا يعني بالضرورة تثاقله أو تراخيه، فقد يعني أيضًا أنه صار أكثر رشاقة وحيوية وهو ما جعل الخبراء يشددون في الأخير على أن أهم شيء في الموضوع هو التوازن.
المصدر: فوشيا