المطالبة باستملاك اراضي الباقورة.. رغم تباين الآراء حول ملكيتها ؟
جو 24 :
اظهرت دراسة تحليلية وجود حالة من التباين الشديد بين الاردنيين حول ملكية الباقورة، ما بين انها، امتياز مقيد بالنفع العام، وبالتالي فأنه لا يحق لروتنبرغ بيع هذه الاراضي، وبناء على ذلك تعتبر البيوعات التي قام بها روتنبرغ، هي بيوعات باطلة وهنا يجب على الدولة استملاك هذه الاراضي دون تعويض اصحابها. اما الرأي الاخر، فتمثل بأن الامتياز الذي منح الى روتنبرغ انه امتياز غير مقيد، وبالتالي فأن البيوعات التي قام بها روتنبرغ هي بيوعات قانونية، لذلك على الدولة استملاك تلك الاراضي مع تعويض اصحابها، مع وضع اللوم على الوفد المفاوض الذي اقر وجود ملكية خاصة لاسرائيلين في الباقورة دون الاطلاع على سندات الملكية التي تثبت ذلك.
كانت هذه النتيجة هي من ابرز النتائج التي توصلت اليها الدراسة التي حملت عنوان (اتجاهات الاعلام الاردني نحو القرار الملكي بوقف العمل بالنظام الخاص بملحقي الباقورة الغمر في معاهدة السلام الاردنية الاسرائيلية) والتي قام بها الباحثان الدكتور محمود عواد الدباس والباحث عامر السعايدة. حيث اشتمل مجتمع الدراسة على 12 برنامج تلفزيوني، شارك فيها 25 متحدث على خمس قنوات اعلامية اردنية هي (التلفزيون الاردني، قناة رؤيا، قناة المملكة، قناة الاردن اليوم، وقناة الغد). منهجيا، تم اتباع منهجية تحليل المحتوى – وحدة الموضوع -. وكانت اداة الدراسة هي الاستمارة المفتوحة ، حيث تم رصد اراء كل متحدث منفردا ، ليتم لاحقا تجميع كافة اراء المتحدثين وتنظيمها في جدول واحد ليصار بعد ذلك الى تحليل تلك الاراء بشكل عام.
حول اهمية القرار الملكي، بينت الدراسة ان القرار يساهم في فرض سيادة الدولة الاردنية على منطقتي الباقورة والغمر، مع امكانية الاستفادة الاردنية منهما من الناحية الاقتصادية. فيما يتعلق باسباب القرار الملكي، فقد تعددت الاسباب، وكان ابرزها، اعتراض الاردن على السياسه الاسرائيلية المدعومة امريكيا، والمتمثلة بالتوسع في بناء المستوطنات، وعدم الالتزام بحل الدولتين. في ذات السياق رفض المشاركون في البرامج الحوارية كافة التهديدات الاسرائيلية للاردن، والمتمثلة بقطع المياة عن الاردن. مع التأكيد على ان القرار الملكي، هو قرار قانوني، ذلك ان نصوص المعاهدة تسمح لاي طرف من الطرفين ابلاغ الطرف الاخر بعدم رغبته بتجديد العمل بالنظام الخاص بملحقي الباقورة و الغمر قبل سنة من موعد انتهاء العمل بالملحقين، وقد فعل الاردن ذلك.
حول التوقعات التي قدمها المشاركون في هذه البرامج الحوارية، فقد كانت متعددة، وكان، ابرزها، قيام اسرائيل بحملات اعلامية على الاردن، مع ممارسة ضغوطات على الاردن بمساعدة امريكا من اجل تجديد العمل بملحقي الباقورة والغمر. وفيما يتعلق بالمقترحات المقدمة من المشاركين، فكان توحيد الجبهة الداخلية، مع ممارسة ضغوطات على اسرائيل في قضايا اخرى تهمها. مع التأكيد على التزام الحكومة الاردنية بأن تكون شفافة عبر اطلاع الشعب على جميع الاجراءات المتخذة مع اسرائيل في موضوعي الباقورة والغمر خلال عام المفاوضات بينهما. اضافة الى استملاك الحكومة الاردنية لاراضي الباقورة، بدون تعويض اذا كانت البيوعات باطلة، او دفع تعويضات اذا كانت البيوعات قانونية مع شرط تقديم ما يثبت الملكية الشخصية.