صومالية تغزو مواقع التواصل.. بلدي ليس منطقة حرب ومجاعة
جو 24 :
فاطمة وريا فتاة صومالية خصصت وقتها وجهدها للدفاع عن بلادها وتغيير الصورة النمطية التي ترسخت في أذهان الكثيرين في العالم، بمن فيهم المواطنون العرب.
الفتاة الصومالية ومن خلال كاميرا صغيرة تطوف بها أرجاء بلادها وتلتقط صورا لمناظرها الطبيعية الخلابة وأماكنها الأثرية، وعبر قناة على "اليوتيوب" وصفحات السوشيال ميديا تبث هذه المشاهد، وتشرح فيها عادات وتقاليد الصوماليين، وتحاول إزالة الصورة السلبية السابقة التي تتركز على أن بلادها منطقة حرب ودولة تنتشر فيها المجاعات.
تروي فاطمة تجربتها لـ"العربية.نت" وتقول إنها عاشت أغلب فترات حياتها خارج الصومال، لكنها تلقت تعليمها الجامعي فيه، وعقب أن أنهت دراستها في كلية العلوم السياسية، قررت أن تخوض تجربة التعرف على بلادها ومعالمها وتقدم صورتها الحقيقية.
استخدمت الفتاة الصومالية مواقع التواصل للتعريف ببلادها أرضا وشعبا، وتقدم الصورة التي لا يعرفها العالم عنه، وتسلط الضوء على قضاياه مستهدفة في المقام الأول الجمهور العربي.
فاطمة وريا
وتوضح فاطمة أن صورة الصومال النمطية تعكس صورة دولة مجاعة ومنطقة حروب، وأن الحياة فيها عبارة عن جحيم، لكنها وبعد أن عايشت التجربة اكتشفت أنه رغم الظروف التي خلفتها الحرب وآثار النزاعات والعقبات الواضحة على الصوماليين إلا أن الحياة مستمرة، والصوماليون مقبلون على الحياة وأغلب الخدمات الأساسية متوافرة ولا توجد مجاعات.
صدمة وذهول متابعيها
تقول فاطمة إنها قامت بتصوير كل شيء في بلدها، من دور العلم إلى المناطق السكنية إلى المطاعم والمعالم السياحية وسواحل البحر وانتشار المصطافين، ونشرتها وروت حكايتها وحكاية ما يجري في بلدها، ووجدت تفاعلا هائلا وأحيانا صدمة وذهولا من متابعيها حتى من الصوماليين الذين يقيمون في المهجر فلم يصدقوا أن هذه هي الصومال.
قدمت فاطمة في فيديوهاتها التعريفية معلومات وافية عن أبرز معالم بلادها، ومنها منطقة هيا وتقول إنها منطقة شامخة وصامدة رغم سنوات الحرب ومازالت باقية فيها ملامح الحضارة والتاريخ، وحي حمرويني وهو منطقة تاريخية تعود لآلاف السنين وتروي مبانيه قصص التجارة والخلافة الإسلامية، مضيفة أنه أول حي بالعاصمة مقديشو، ولديه اسم آخر وهو حمر ، وسمي بذلك نسبة للقبائل التي تسكنه.
ترويج سياحي
وتتابع قائلة إن هذه المنطقة قادرة على أن تنضم لقائمة اليونسكو للآثار التاريخية، لكن تأخر ذلك لكونها لم تنل حظها من الترويج السياحي.
لم تكتف فاطمة بالترويج والدعاية لبلادها عبر منصات التواصل، بل انطلقت إلى المحافل الدولية، ومثلت الصومال في عدة مناسبات ومؤتمرات دولية، تقدم فيها صورة بلادها من بينها مؤتمر الشباب العربي الإفريقي في أسوان التابع لمنتدى الشباب العالمي في مصر، وبطولة الذاكرة العربية للشباب في العراق.
تأمل فاطمة أن يتخلص الصومال من كافة آثار الحروب والنزاعات، وتقول إن الحرب أصبحت جزءا منا لا نستطيع محو آثارها، ولكن نستطيع تخفيف آلامها، ولذلك فهي تؤمن أن الإنسان يحتاج لبناء شخصيته عبر الوعي والتعليم وتأسيس إيديولوجية حب الوطن.