تشرين الثاني. ...عنوان لمؤامرات وجرائم. . ..ولكن. ..؟ !
د. فوزي السمهوري
جو 24 :
شهر تشرين الثاني بالنسبة للشعب الفلسطيني عنوان ورمز لمؤامرات تعرض لها بل لجرائم دولية الطابع استهدفت هويته ووطنه عانى على أثرها ولم يزل يعاني تداعياتها منذ قرن من الزمان.
الجريمة الأولى :
إلتزام دولة الإستعمار البريطاني عبر إطلاق إعلانها المسمى "وعد بلفور " بتاريخ 2/11/1917 بإقامة كيان ديني دخيل وغريب على الأرض الفلسطينية وما يترتب عليه من إرتكاب كافة أشكال الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.
الجريمة الثانية :
بعد إخضاع فلسطين للانتداب البريطاني بدعم وتأييد فرنسي عملت قوات الإحتلال البريطاني على تسهيل هجرة اليهود من مختلف دول العالم الذين بادروا بدعم وغطاء بريطاني إلى تكوين عصابات إرهابية مسلحة قامت بالشراكة مع قوات المستعمر بارتكاب أعمال القتل والتدمير والمجازر والاختطاف بحق الشعب الفلسطيني الذي هب للدفاع عن وطنه.
هذه الجرائم ادت الى فرض أمر واقع مناقض للحقوق الأساسية والتاريخية للشعب الفلسطيني مما حدا بالدول الاستعمارية (بريطانيا وفرنسا ) إلى العمل على إنتزاع قرار دولي بتاريخ 29 /11 /1947 ويحمل رقم 181 بتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية صهيونية دخيلة كالخلايا السرطانية في قلب الوطن العربي.
الجريمة الثالثة :
رفض الشعب الفلسطيني طليعة الشعب العربي الخنوع والاستسلام لنتائج العدوان المشترك للعصابات الصهيونية والقوات الاستعمارية البريطانية فهب مدافعا عن وطنه وحريته وحقه بالحياة في وطن مستقل.
اكتسبت الثورة الفلسطينية الحديثة بقيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني العمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بقيادة ياسر عرفات التفافا وزخما وثقة جماهيرية قل نظيرها مما دفع بدول كبرى للتآمر على الثورة الفلسطينية واستهداف كوادرها وقياداتها حماية وتمكينا للكيان الصهيوني العنصري بادامة إحتلاله للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة إثر عدوان حزيران عام 1967.
بالرغم من موازين القوى التي تميل لصالح الكيان الصهيوني بفضل الدعم الأمريكي خاصة إلا أن إرادة الشعب الفلسطيني بقيت عصية على التركيع والخنوع والتدجين والاحتواء وما انتفاضته الأولى والثانية بوجه الإحتلال إلا تعبير عن هذه الإرادة المؤمنة بحقها بالنضال حتى التحرير وإنهاء الإحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس.
ونتيجة لموقف القيادة الفلسطينية ممثلة بقائدها أبو عمار الثبات الاستراتيجي على ثوابت الشعب الفلسطيني بحدها الأدنى ورفض التنازل عن القدس والاصرار على تمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة الى مدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة تنفيذا للقرار رقم 194 مما يشكل اجهاضا وحاجزا عصيا على الإختراق أمام أهداف الحركة الصهيونية الاستراتيجية القائمة على العدوان والتوسع دون حدود فلجأت القيادة الصهيونية برموزها المتطرفه والإرهابية وعبر أجهزتها إلى إرتكاب جريمة إغتيال القائد الرمز ياسر عرفات الذي انتقل الى رحمة الله في 11 /11 /2004 اعتقادا " خائبا " أن شخص الزعيم أبو عمار هو العقبة متجاهلين أن الشعب الفلسطيني الذي منح ثقته لأبي عمار لن يتخلى عن ثوابته ولن يكون من بينه فرد أو قائد يتنازل عن أي من حقوقه وحقوق شعبه بالحرية والعدالة وتقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وتمكين اللاجئين من العودة تنفيذا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 273.
وبالرغم مما شهده شهر تشرين الثاني من مؤامرات وجرائم بحق الشعب الفلسطيني إلا أن تسلحه بالإيمان بعدالة قضيته لم تثنية عن النضال من أجل إحداث تغيير داعم لدى الرأي العام الدولي على الأصعدة الرسمية والشعبية فجاء قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتماد 29/ 11 من كل عام (ذات تاريخ إصدار قرار التقسيم ) يوما عالميا للتضامن مع الشعب الفلسطيني أي مع حقه بالنضال بكافة الوسائل المكفولة دوليا من أجل الحرية والاستقلال ودحر المستعمر الإسرائيلي.
كما خاب ظن القادة الإسرائيليين " مجرمي الحرب " بالرهان على تقديم تنازلات تم رفضها من الشهيد ياسر عرفات أو تمس أي من الثوابت الفلسطينية.
فاختارت قيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني بالاجماع رفيق درب ياسر عرفات وشريكه بالنضال منذ إنطلاقة الثورة الفلسطينية السيد محمود عباس " ابو مازن" لقيادة مرحلة بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية المنشودة ذلك الاختيار الذي حظي بمبايعة ودعم وتأييد القوى الفلسطينية في اطار منظمة التحرير كما حظي كذلك بمد جماهيري واسع عبرت عنه الإنتخابات الرئاسية التي جرت في كانون الثاني لعام 2005 .
فها هي منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بقيادة رئيسها وحكيمها السيد محمود عباس تثبت تمسكها بأهداف وثوابت الشعب الفلسطيني وبرنامجه النضالي حتى إنهاء الإحتلال الإسرائيلي الإرهابي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس وفقا للقرارات الدولية ذات الصلة .....كما ترفض بكل شجاعة كافة المؤامرات التي تستهدف النيل من الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني وما رفض صفعة القرن الترامبيةالنتنياهوية إلا دليل على المضي قدما نحو تحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية بحكمة وشجاعة دون تردد مهما بلغت الضغوطات. ...