حراك الجزائر وشبابه
المحامي معاذ وليد ابو دلو
جو 24 :
من الظاهر ان الانظمة العربية والاقليمية حتى ،غير مهتمة ومنتبهة الى ان الشعوب اختلفت عن السابق في وقتنا الحالي ،حيث الانفتاح التكنولوجي وعصر السرعة والانترنت اصبح متاح للجميع ،بالاضافة الى ان الشباب هم النسبة الغالبة على هذه الشعوب ،وهذا يتضح من خلال الحراك والمظاهرات في لبنان والعراق وحتى ايران .
لو ذهبنا غربا قليلا الى الجزائر الشقيق نرى بان الشعب بشكل عام والشباب بشكل خاص لايرغب بترقيع الاصلاحات او اجراء اصلاح على النظام بل يرغب بتغيير النهج والاشخاص ويرفض رموز النظام السابق .
بعد تسع اشهر وما يتجاوز ستة وثلاثون اسبوعا من الحراك في الشارع الجزائري ،بعد اسقاط الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة ،مازال الشارع يطالب وبطريقة سلمية عدم قبول رموز النظام السابق وعدم رغبته باجراء الانتخابات التي يرغب الجيش وقيادته باجرائها ،دون اجراء التغييرات الدستورية والاصلاحات الحقيقية ومحاربة الفساد وانهاء تغول النظام السابق على الجزائر .
اعلنت الهيئة المشرفة على الانتخابات قبول ترشح 5 خمس شخصيات لرئاسة الجزائر هذه الشخصيات التي يرفضها غالبية الشعب الجزائري كون ان اغلبها من رموز النظام السابق ومن عمل مع الرئيس بوتفليقة او من ايدلوجيات لا رغبة لوصولها للحكم من الشارع ،ولو استعرضنا هذه الشخصيات لوجدنا الفجوة الكبيرة بين الشباب و المرشحين حيث ان المرشح علي بن فليس يبلغ من العمر 75 عام بالاضافة لكونه شغل رئيس للحكومة في عهد بوتفليقة اما عبد المجيد تبون فهو رئيس حكومة ويبلغ من العمر 74 عام وشغل رئيس للحكومة في عهد بوتفليقة ، وعز الدين ميهوبي 61 عام شغل منصب وزير سابقا في عهد بوتفليقة ، اما عبد العزيز بلعيد 58 عام نائب سابق ،واخيرا عبد القادر بن قرينه الوزير السابق في النظام.
بعد استعراض اعمار المرشحين و سيرتهم الذاتية البسيطة نجد بان غالبية الشعب الجزائري وخاصة الشباب من خلال الحراك المستمر يرفضها مما يدل على الفجوة ما بين الطبقة السياسية والشعب والحراك .
اعتقد انه على الطبقة السياسية والانظمة العربية التنبه الى ان الشباب العربي الذي يشكل غالبية الشعوب لن يرضى في قادم الايام ان يكون طرفاً غير فاعل في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ،ويتوجب على النخب الاقتراب من الشباب ومشاركتهم تطلعاتهم وافكارهم وطموحاتهم واحتياجاتهم ،ومشاركة الشباب في صنع القرار للنهوض بالاوطان .
لنرى ماذا تخبى قادم الايام للشعب الجزائري واتمنى لشعب المليون شهيد الخير والازدهار والخروج من الازمة واختيار الاكفاء والاصلح كما حصل بالشقيقة تونس .