كيف تحب ذاتك؟ 4 تمارين لتتقن ذلك
تعد علاقتنا بأنفسنا، وتناغمنا مع عقلنا وجسدنا، محددا للطريقة التي نتواصل بها مع ذاتنا، ومؤشرا لقدرتنا العاطفية على إدارة المواقف الصعبة، والطريقة التي نتصل بها مع العالم.
لهذا السبب يصبح من الضروري خلق جو سلمي متصالح ومتفائل داخل عقل الإنسان، يمكننا من التحليل الشخصي الشامل الهادئ، وتعزيز علاقة إيجابية مع النفس والجسد. وهو ما يجعل تمارين حب الذات مفيدة.
وإليك 4 تمارين لحب الذات يمكنك ممارستها في المنزل، لتساعدك في رحلة حب وقبول الذات، والانسجام والتصالح مع الواقع والعالم، أو لمواصلة طريق آخر للبحث عن حب الذات.
التأكيد
التأكيد وسيلة قوية لإنشاء علاقة إيجابية مع نفسك، حيث يمكنك استخدام التأكيد لتحضير النفس لمقابلة عمل أو موقف يسبب التوتر. من الممكن اللجوء إلى التأكيد اللفظي، أو الكتابي، بتكرير الرسالة في بيئة مسالمة.
يمكن أن تتضمن الرسالة عبارات مثل:
أنا مكتف ذاتيا، لا أحتاج أحدا. هذه عبارة وتأكيد قوي لإبعاد أي شبح للشك الذاتي، حيث يثبت هذا التأكيد في العقل الباطن أن لديك الأدوات والموارد الكفيلة بمواجهة تحدياتك.
يمكنني تحقيق هذا، بإمكاني النجاح. هذا تأكيد مفيد لمواجهة تحد أو عقبة معينة، يساعد في تثبيت حقيقة أنك قادر على تحقيق هدفك.
كذلك هناك أنواع من التأكيد الجسدي، بأن تقف مثل الرجل الخارق/المرأة الخارقة، بكامل طولك، مع رفع الذقن، ووضع الأذرع على الوسط، مع فرد الصدر أمام المرآة، وتكرار التأكيدات اللفظية الخاصة بك. يساعد الوقوف على هذا النحو، وتكرير الرسالة اللفظية على نقل طاقة إيجابية مؤكدة لجميع أنحاء عقلك وجسمك.
كذلك تمثل التأكيدات الكتابية نوعا من ممارسات الحب الذاتية. بإمكانك ترك رسالة في مكان ظاهر تمر به كثيرا خلال يومك، في مدخل المنزل أو على الثلاجة، بحيث تقرأ تلك الرسالة باستمرار.
تعد كتابة اليوميات من أبسط تمارين حب الذات الأكثر فعالية، حيث أن بإمكان هذه الممارسة متابعة المشاعر والتحديات، والتغلب على المصاعب، بل والفشل أحيانا.
كما تتيح لك كتابة اليوميات تحديد المواقف التي تثير لديك المشاعر السلبية، وتحديد مواقف أخرى تثير لديك ردود فعل إيجابية، والتركيز على الأخيرة. ذلك أننا ننسى الإيجابيات الصغيرة مع ازدحام الحياة من حولنا بالكثير من الأحداث اليومية.
خصص لنفسك وقتا أسبوعيا لقراءة ما كتبت، حاول أن تكون كتاباتك شخصية، على هيئة تدوين للملاحظات، وأن تكون صادقة، وغير موجهة للنشر أو القراءة من قبل أحد سواك، حتى تسمح لك برصد تجاربك، والتفكير فيها بترو.
بإمكانك إضافة صور، أو رسومات، أو ألوان، أو كل ما يمكن أن يعبر عن أفكارك وحالاتك النفسية وقت الكتابة، وما يمكن أن يرسم بسمة حينما تعاود لقراءته.
حاول كتابة كل شيء مع التركيز على الأشياء الإيجابية، كأن تسمع طائرا يغني، أو تلاحظ شخصا غريبا يبتسم لك في متجر، أو شخصا يسمح لك بالمرور في مفترق طرق. كل هذه الإيجابيات الصغيرة تساعدنا في رصد وفهم الطاقات المحيطة بنا.
يوفر التمرين البدني فوائد متعددة تسهم في إحساسنا بالسعادة، فهي مفيدة جسديا وعقليا. ولا يهم أي نوع من الرياضة البدنية نمارس، وبأي كثافة، ولكن المهم هو المواظبة على ممارسة الرياضة لكونها أداة ممتازة للتدريب على حب الذات.
وتفيد الرياضة فيما يلي
- تساعدك في أن تحب جسمك
- تساعدك في أن تتعرف على الإنجازات التي يمكن لجسدك أن يحققها
- تمكّنك من تحدي نفسك بوضع أهداف صغيرة تستطيع تحقيقها
- تمكّنك من الشعور بإيجابية إنجازاتك
- تفتح فرصة للمشاركة في أنشطة اجتماعية مع أشخاص آخرين، والإحساس بالمجتمع من حولك، والفرص التي يمكن أن يتيحها.
كما أن الرياضة تفرز هرمون الإندورفين الذي يساعد في تخفيف الآلام، ويعطي شعورا بالراحة والتحسن. كذلك يمكن أن تكون الرياضة البدنية من أفضل تمارين حب الذات، لارتباطها بالجوانب العاطفية والجسدية لوجودنا.
ويمكن أن تضع لنفسك أهدافا بسيطة وسهلة من الممكن تحقيقها، حتى لا تصاب بالإحباط في البداية، وحينما تنجح في تحقيق ذلك، سوف يوسع ذلك نطاق قدراتك الجسدية والعقلية والنفسية، ويجلب لك متعة تعلم شيء جديد، وتحقيق أهداف وإنجازات، بإمكانك تدوينها في دفتر اليوميات، حتى تذكّر نفسك بكل ما يمكنك تحقيقه.
لابد أن تقضي بعض الوقت بمفردك، للتأمل، الاستحمام، قراءة الكتب، شرب كوب من الشاي، أو لمجرد التركيز في بعض الأفكار التي تراودك. فالتأمل من أكثر ممارسة حب الذات المفيدة، وهي طريقة ممتازة لإطلاق حوار داخلي، يمكنك من خلاله التوقف والاستغراق في الوجود الذاتي، في كل زمان ومكان.
يمنحك ذلك الوقت بمفردك القدرة على استيعاب السلام الداخلي، والتفكير الذاتي، وإعادة تقييم الأمور، والتركيز في الأفكار التي لم يتسن لك الوقت من قبل أن تستوعبها أو تمنحها الفرصة للتطور والنمو، والاستمتاع بعواطفك. أنت بحاجة لإعطاء نفسك الوقت والاهتمام اللذين تحتاجهما للتأكد من أنك تستجيب لاحتياجاتك الخاصة.
ولا توجد طريقة لمعرفة الذات، سوى أن تكون بمفردك، ويستحسن أن يكون ذلك في بيئة طبيعية، فتستمع إلى أصوات الطبيعة، وتتنسم الهواء العليل، وتغمض عينيك بينما تسأل نفسك عن شعورك في هذه اللحظة.
وختاما، قد تكون تلك التمارين مفيدة بطرقها الخاصة، لكن أحدا لن يتمكن من ممارستها على النحو الأمثل سواك، فأنت وحدك من تعرف نفسك، وأنت وحدك من تستطيع أن تسمع ذاتك، وتعرف ما الذي تريده منك، حتى تتمكن من حب الذات، وبالتالي حب العالم من حولك.
المصدر: ليرنينغ مايند