هولاند الاشتراكي رئيسا لفرنسا
تأكد فوز الاشتراكي فرانسوا هولاند بالانتخابات الرئاسية الفرنسية بحسب كل التقديرات التي صدرت بعيد إقفال مكاتب الاقتراع .
وافادت مؤسسة "سي اس اي" أن هولاند حصل على 51.8 % في حين اعطته ايبسوس 51.9 %، و"تي ان اس سوفريس" 52 %.
وفور إعلان النبأ اعتبر المتحدث باسم الحزب الاشتراكي بنوا هامون ان فوز هولاند حدث "سعيد جدا ينهي 17 عاما من سيطرة اليمين على الاليزيه".
ورأى المحلل السياسي جيرار غرونبرغ ان "هذا الفوز الواضح" سيمكن الرئيس الجديد من ان "يحصل على غالبية كبيرة الى حد ما في الانتخابات التشريعية" المقررة في 10 و17 حزيران (يونيو).
ورحب رئيس الوزراء الاشتراكي السابق لوران فابيوس بـ "الفوز الرائع" لهولاند، فيما اعلنت سيسيل دوفلو زعيمة حزب الخضر المتحالف مع الاشتراكيين ان هذه النتيجة تمثل "فرصة لفرنسا وللبيئة وللعدالة الاجتماعية وللديموقراطية".
وأقر الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي بهزيمته في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، موجها تحية الى خصمه الاشتراكي الفائز فرنسوا هولاند الذي بات على قوله "الرئيس الجديد". وخاطب ساركوزي انصاره في باريس قائلا "بات لفرنسا رئيس جمهورية جديد، انه خيار ديموقراطي وجمهوري. فرنسوا هولاند هو الرئيس الجديد لفرنسا ويجب احترامه".
وقال المتحدث باسم الحزب الاشتراكي الفرنسي بينوا هامون "انه حدث سعيد جدا ينهي سيطرة اليمين على الاليزيه طيلة 17 عاما".
ويصبح هولاند بذلك ثاني رئيس اشتراكي في الجمهورية الفرنسية الخامسة التي بدأت عام 1958 بعد فرنسوا ميتران (1981-1995).
وساركوزي هو الرئيس الثاني الذي يهزم في محاولته لتجديد ولايته بعد فاليري جيسكار ديستان عام 1981.
وقدرت نسبة المشاركة بما بين 80 و82 % وهي اعلى قليلا من النسبة التي سجلت خلال الدورة الاولى التي جرت في الثاني والعشرين من نيسان (ابريل) الماضي. الا أنها تبقى اقل من نسبة المشاركة التي سجلت في الدورة الثانية من انتخابات العام 2007.
وشهدت الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية امس إقبالا على التصويت فاق الدورة الاولى، للاختيار بين الاشتراكي فرانسوا هولاند الأوفر حظا بالفوز وبين الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي.
وفي ساعات الصباح تجاوزت نسبة المشاركة نظيرتها في الدورة الاولى التي جرت في 22 نيسان (ابريل) وناهزت 30.66 بالمئة مقابل 28.29 بالمئة، ما يعني ان نسبة المشاركة عموما ستفوق الثمانين في المئة.
وأغلقت صناديق الاقتراع في المدن الكبرى في الثامنة مساء بتوقيت باريس في حين تترقب معاهد استطلاعات الرأي الوضع لنشر تقديرات النتائج التي يمكن ان تنشرها قبل ذلك وسائل الاعلام الاجنبية كما حصل في الدورة الاولى في 22 نيسان (ابريل).
ودعي حوالي 46 مليون ناخب الى صناديق الاقتراع لانتخاب سابع رئيس في الجمهورية الخامسة والذي تمتد ولايته لخمس سنوات.
وادلى المرشحان بصوتيهما صباحا، فرنسوا هولاند في معقله تول في منطقة كوريز ونيكولا ساركوزي في الدائرة السادسة عشرة في باريس.
وفرانسوا هولاند (57 عاما) الذي تصدر الدورة الاولى من الانتخابات (28.63 % مقابل 27.18 لساركوزي) يعتبر منذ اشهر المرشح الأوفر حظا للفوز في هذه الانتخابات التي تجري على وقع ازمة اقتصادية ومعدل بطالة قياسي.
وقال لدى ادلائه بصوته "سيكون النهار طويلا لكني لا اعلم هل سيكون اليوم جميلا، سيقرر الفرنسيون ذلك". وفي حال انتخابه سيكون هولاند اول رئيس يساري منذ فرنسوا ميتران (1981-1995).
واعلن معسكره شبه الواثق بالفوز ان هولاند سيجري في حال انتخابه اتصالا بالمستشارة الالمانية انغيلا ميركل لمناقشة اوضاع اوروبا.
لكن الفارق بين المرشحين تراجع الى ادنى مستوى له منذ بدء الحملة حيث اظهر اخر استطلاع للرأي نشر مساء الجمعة ان هولاند نال 52 % من نوايا التصويت مقابل 48 % لساركوزي.
ويتقدم ساركوزي الى السباق باعتباره الرئيس الذي جنب فرنسا المصير الاقتصادي لليونان والذي يمكنه "حماية" الفرنسيين. وكان ساركوزي حقق فوزا كبيرا في 2007 لكن شعبيته تدنت كثيرا بسبب سياسته حيال الأزمة والصورة التي لصقت به ك"رئيس للأغنياء".
وتعتبر درجة تعبئة الذين لم يصوتوا في الدور الاول (20.53 بالمئة) واصوات ناخبي اليمين المتطرف بزعامة مارين لوبن التي سجلت نسبة تاريخية (17.9 بالمئة) وانصار الوسطي فرنسوا بايرو (9.1 بالمئة)، من العوامل الحاسمة في الانتخابات.
وشهدت فترة ما بين الجولتين سباقا للفوز بأصوات انصار الجبهة الوطنية (اليمين المتطرف) دفع ساركوزي الى تشديد خطابه حول الهجرة والأمن.
واعلنت مارين لوبن انها ستصوت بورقة بيضاء داعية بذلك ضمنا انصارها الى الاقتداء بها.
واعلن فرنسوا بايرو انه سيصوت بصفة شخصية لصالح هولاند لكن دون إصدار تعليمات تصويت لأنصاره. (وكالات)