ممدوح العبادي يتحدث عن وصفي التل: حالة فريدة امتلكت أفكارا غير تقليدية.. صادقا مع نفسه ووطنه

مالك عبيدات - أكد نائب رئيس الوزراء الأسبق، الدكتور ممدوح العبادي، أن الشهيد وصفي التل شكّل حالة فريدة في تاريخ الحكومات الأردنية منذ بداية حياته السياسية وحتى استشهاده في 28 تشرين ثاني 1971.

وقال العبادي لـ الاردن24 إن مسيرة وحياة الشهيد كانت متقلبة وأثرت به، فكان يمتاز بامتلاكه أفكارا غير تقليدية وشجاعة عزّ نظيرها وجرأة باتخاذ القرارات الوطنية والمصيرية، مشيرا إلى أن التلّ عندما شكّل حكومته قام بمقابلة مرشحين للمواقع الوزارية ممن قابلهم في حياته العملية، وقد تحدّث مقربون من الرئيس الشهيد واطلعوا على أوراقه الشخصية أن "وصفي كان يدوّن اسم كل شخص يقابله وصفاته الشخصية".

وأضاف الدكتور العبادي: "لقد كان لي أنا شخصيا حادثة عايشتها مع الشهيد عام 1969 تؤشر على حجم وفاء الرجل وحبه لأصدقائه، حيث كان الدكتور ياسين الحسبان يبحث عن عمل بعد تخرّجه، وكنت أحاول مساعدته بايجاد عمل، إلى أن ذهبت معه إلى منزل الحاج فالح التل، وعندما عرّفتهم عليه، خرجت شقيقته وقالت هذا والده كان أخو وصفي اتصل به وأخبره عنه، وبالفعل قمت بالاتصال بالشهيد وأعطانا موعدا وذهبنا إلى منزله، وكان يعتقد أنني أنا ياسين وأخذني بالأحضان، إلى أن عرّفته عليه فحضنه بحرارة واعتذر لأنه لم يعرفه، حيث أن ياسين وُلد بعد وفاة والده، فأعطانا كتابين؛ الأول إلى الدكتور عبدالسلام المجالي وكان وزيرا للصحة آنذاك، والآخر لعلي الحياري وكان قائدا للجيش من أجل تقديم المساعدة إذا كان ذلك ممكنا، ليُصبح موظفا في وزارة الصحة".

وتابع السياسي والبرلماني المخضرم: "كان وصفي مبدعا ويحمل أفكارا خلاقة، وصادقا مع نفسه والآخرين، كان يعرف ما يريد، وقد دفع ثمنا غاليا لمواقفه التي تبيّن لاحقا أنها صحيحة، سواء في الادارة العامة للدولة أو الأفكار السياسية، لذلك كان حالة استثنائية بتاريخ الأردن ويذكره الأردنيون ولم يذكروا معظم رؤساء الوزارات رغم كثرتهم".

واختتم العبادي حديثه بالقول: "كان وصفي فلاحا نهارا، وسياسيا في الليل يلتقي الأصدقاء، كما كان وفيّا لكل معارفه"، لافتا إلى أن خدمته في القوات المسلحة وتجاربه صقلت شخصيته التي تحظى باجماع عام.