لبنان:قتل ابنته ثم خطيبها... علي دفع حياته في جريمة مروّعة فيتَّم ولدين وجنيناً
جو 24 :
خلاف قديم سُفكت بسببه دماء فتاة بريئة قتلت على يد والدها مصطفى صوفان، بعدما أصرّت على إكمال الطريق مع خطيبها، حينها تجرّد أقرب الناس إليها من إنسانيته، حمل سلاحاً حربياً وأرداها بطلقات نارية عدة، وبعد مرور سنوات على جريمته الأولى، أقدم على ارتكاب جريمة ثانية، فقتل خطيب ابنته علي برغل، ناسفاً المصالحات التي عقدها أهل البلدة، حارماً ولدين من سندهما وجنيناً لم يرَ النور بعد.
جريمة وتهديد
الكارثة تعود إلى ست سنوات من الآن، بسبب خلاف وقع، كما قال رئيس اتحاد روابط مخاتير عكار ومختار بلدة ببنين زاهر الكسار لـ"النهار"، "بين مصطفى صوفان وخطيب ابنته علي برغل على خلفية تجارة بينهما، عندها قرر مصطفى إنهاء خطوبة الفتاة القاصر التي كانت تبلغ من العمر 17 سنة على الشاب. وعندما رفضت، ضربها ضرباً مبرحاً ما اضطرها للهرب إلى منزل جيرانها، فلحق بها وأطلق النار عليها". وأضاف: "بعدها وقع خلاف بين عائلتي صوفان وبرغل، التقوا يوماً على الطريق وبدأ إطلاق النار بين الطرفين، عندها تدخلت فاعليات البلدة، وتم توقيع عقد مصالحة قبل أربع سنوات برعاية الجيش اللبناني، وأهم بنوده تسليم صوفان نفسه إلى القضاء. وقد دفع علي مبلغاً كبيراً من المال وصل إلى 60 مليون ليرة، ومع هذا خلف صوفان بوعده، لا بل وصل به الأمر قبل أشهر إلى تهديد أعضاء لجنة الصلح بأنه سيقدم على سفك الدم من جديد، إذا لم يحلّوا له وضعه الأمني، لتقع الفاجعة الكبرى قبل يومين والتي لم يتوقعها أحد".
حقد دفين
"مساء السبت الماضي كان علي (الذي يعمل سائق شاحنة لنقل البضائع) جالساً في سيارته يحتسي القهوة مع صديقه في ساحة البلدة كعادته، ليفاجأ بسيارة تقف بالقرب منه ويترجل منها مصطفى ويهاجمه". قال الكسار، وأضاف: "أطلق المجرم 30 طلقة أصابت ستٌّ منها علي، قبل أن يفرّ من المكان. وفتح مخفر ببنين تحقيقاً بالجريمة، في حين ترفض عائلة الضحية فتح باب التعازي قبل توقيف صوفان الذي تبرّأت عائلته منه"، لافتاً إلى أنه "ما أقدم عليه مصطفى فاجعة كبيرة، وللمرة الأولى يُنقض الصلح في بلدة عكارية، الأمر الذي أدى إلى توتر في ببنين، وأتمنى أن يتم توقيف مصطفى في القريب العاجل والاقتصاص منه كونه حرم والداً ظلماً من حياته ويتّم أولاده".
خنجر في خاصرة لجنة الصلح
إثر الجريمة، عقدت فاعليات البلدة اجتماعاً موسعاً، وأصدر المجتمعون بياناً أكدوا من خلاله أن "هذه الجريمة لا تخص آل برغل وحدهم، كونهم أولياء الدم، بل تجاوزت فظاعتها أبعد من ذلك، فهي خنجر في خاصرة لجنة الصلح السابقة، وكذلك أسست لأسلوب ونهج جديدين في البلدة، لا تُحمد عقباه، بسبب تأثيره السلبي على لجان الصلح وإصلاح ذات البين، وخوف المصلحين من التدخل، خوفاً من الغدر". وحثوا "المسؤولين عن الجاني، على أن يتحملوا المسؤولية بشكل جدي، والتعاون مع الأجهزة الأمنية، حقناً للدماء، ولإبعاد عرف الغدر ورفضه ونكرانه".
لتسليم المجرم
"أهم بند في المصالحة السابقة، هو تسليم الجاني خلال فترة وجيزة لإتمام المصالحة"، بحسب بيان فاعليات البلدة الذين اعتبروا أن "نقض العهد بدأ بعدم الالتزام بهذا البند، ما دفع المجرم إلى الاسترسال في جرمه"، وحمّلوا "المسؤولية للجهة التي تعهدت بتسليمه في حينه"، مطالبين الأجهزة الأمنية كافة "بالعمل الجاد والدؤوب على توقيف الجاني، مع كل من يثبت تورطه بالجريمة، محرضاً، فاعلاً، شريكاً ومتدخلاً في التنفيذ، وتسليمهم إلى القضاء المختص لإنزال أشد العقوبات بحقهم"، مناشدين جميع العائلات والعشائر في لبنان "عدم إيواء هذا المجرم أو مساعدته والمساهمة في إلقاء القبض عليه". كما ثمّنوا "الموقف المبدئي الذي أعلنته عائلة صوفان مشكورة، بموجب بيان عمم على وسائل التواصل الاجتماعي، على أن يستكمل هذا الموقف بخطوات جدية وفاعلة، لنصل إلى النتيجة المرجوة، وهي إحقاق الحق وتجنيب البلدة الفتن".أسرار شبارو المصدر: "النهار"