أكاديمي يقارب بين مفاهيم الفرد والمواطن والجماعة في الجمعية الفلسفية
جو 24 : قارب أستاذ الأنثروبولوجيا في جامعة اليرموك الدكتور عبدالحكيم الحسبان في محاضرة ألقاها بعنوان "مقاربات أنثروبولوجية في الفرد والمواطن والجماعة"، مساء أمس الثلاثاء في مقر الجمعية الفلسفية الاردنية بعمان، بين مفاهيم الفرد والمواطن والجماعة من منظور انثروبولوجي.
واستعرض الدكتور الحسبان في مستهل محاضرته التي ادارها الدكتور احمد العجارمة، تطور علم الانثروبولوجيا في الجامعات الغربية، مشيرا إلى أن نشوءه جاء كحقل مكمل أو مرادف لعلم الاجتماع. ولفت الى انه في حين تطور علم الاجتماع بفعل تطور التصنيع والرأسمالية وظهور المدن وظهور نسق جديد من المشاكل الاجتماعية المرتبط بهذه التطورات، فإن ظهور الانثروبولوجيا ارتبط برغبة الغرب في فهم المجتمعات غير الغربية وتحديدا المجتمعات التي سميت حينها بالمجتمعات البدائية أو البسيطة.
واشار إلى ما يعانيه نموذج الدولة في المنطقة العربية من مآزق على مختلف الصعد متخذا عدة تمظهرات ومنها الفشل الاقتصادي المزمن والتهميش والاقصاء الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للغالبية العظمى من السكان، إضافة إلى الحروب والصراعات الداخلية المدمرة والفساد المعمم الذي ينخرط به المجتمع قبل جهاز الدولة. ورأى الحسبان أن جذور أزمة الدولة والمجتمع وكأنها أزمة بنيوية تخترق مكونات وعناصر البناء الاجتماعي والسياسي أكثر منها فشل لقطاع هنا، وضعف لقطاع هناك، موضحا أن الفساد المتمادي على سبيل المثال في دولة ما بعد الاستقلال، هو فساد بنيوي وهيكلي، بمعنى ان العناصر المكونة للبناء الاجتماعي كما شبكة العلاقات التي تربط هذه العناصر لا يمكن إلا أن تؤدي إلى فساد معمم يخترق كل عناصر البناء الاجتماعي.
وارجع معاناة الدولة العربية عجزا وفشلا في السياسة كما في الاقتصاد والاجتماع بسبب سيطرة "جماعات ظاهرة ما قبل الدولة" مثل العشيرة والطائفة والاثنية على السياسة والاجتماع وغياب مفهوم الفرد بالمعنى الغربي فيما يهيمن بدلا منه ظاهرة الفرد الجمعي.
وتحدث عن نشوء مفاهيم السياسة والفرد والمواطن والجماعة، مبينا أنه في المجتمعات البدائية او البسيطة كانت الوحدة الاجتماعية هي الزمرة وهي في الغالب تشتمل على المئات من الافراد الذي يتشاركون تحديدا علاقات الدم، مبينا أن ان ثمة نوعين من التاريخ الاجتماعي للمجتمعات بحسب المفكر هنري مين، النوع الاول مجتمعات تنظم علاقة القرابة كل الحقوق والواجبات، ومجتمعات ذات علاقات تعاقدية يرتبط أفراد المجتمع فيها بشبكة معقدة من الحقوق والواجبات وعلاقات تعاقدية غير مبنية على الانتماء القرابي بحسب هنري مورغان وتعني التشارك في الانتماء الى الارض او الاقليم الجغرافي.
وأشار الى اشتقاق مصطلح السياسة من مصطلح المدينة او المدينة الدولة الاغريقي، باعتبار أن السياسة تظهر حين تظهر المدينة، وحين تظهر المدينة يصبح عنصر الاستقرار في المكان عاملا مركزيا في صناعة العلاقات الانسانية والتفاعلات الاقتصادية والاجتماعية بين الجماعة، وبالتالي تتحلل البنى القرابية ولا يعود من مبرر سوسيولوجي لوجودها نتيجة الاستقرار والتشارك في المكان . وبين في المحاضرة التي حضرها عدد كبير من المثقفين والاكاديميين والمهتمين، أن مفهوم المواطنة يقوم على التجريد إذ ان الدولة والدستور والقوانين ترى في كل في ساكني الدولة وحاملي الجنسية مواطنين مجرد مواطنين ولا ترى دينهم او طبقتهم او لون بشرتهم، كما أن التجريد هو ممارسة يقوم بها افراد المجتمع تجاه الدولة وتجاه الحكام وشاغلي المواقع في اجهزة السلطة وتجاه كل الفاعلين السياسيين.
--(بترا)
واستعرض الدكتور الحسبان في مستهل محاضرته التي ادارها الدكتور احمد العجارمة، تطور علم الانثروبولوجيا في الجامعات الغربية، مشيرا إلى أن نشوءه جاء كحقل مكمل أو مرادف لعلم الاجتماع. ولفت الى انه في حين تطور علم الاجتماع بفعل تطور التصنيع والرأسمالية وظهور المدن وظهور نسق جديد من المشاكل الاجتماعية المرتبط بهذه التطورات، فإن ظهور الانثروبولوجيا ارتبط برغبة الغرب في فهم المجتمعات غير الغربية وتحديدا المجتمعات التي سميت حينها بالمجتمعات البدائية أو البسيطة.
واشار إلى ما يعانيه نموذج الدولة في المنطقة العربية من مآزق على مختلف الصعد متخذا عدة تمظهرات ومنها الفشل الاقتصادي المزمن والتهميش والاقصاء الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للغالبية العظمى من السكان، إضافة إلى الحروب والصراعات الداخلية المدمرة والفساد المعمم الذي ينخرط به المجتمع قبل جهاز الدولة. ورأى الحسبان أن جذور أزمة الدولة والمجتمع وكأنها أزمة بنيوية تخترق مكونات وعناصر البناء الاجتماعي والسياسي أكثر منها فشل لقطاع هنا، وضعف لقطاع هناك، موضحا أن الفساد المتمادي على سبيل المثال في دولة ما بعد الاستقلال، هو فساد بنيوي وهيكلي، بمعنى ان العناصر المكونة للبناء الاجتماعي كما شبكة العلاقات التي تربط هذه العناصر لا يمكن إلا أن تؤدي إلى فساد معمم يخترق كل عناصر البناء الاجتماعي.
وارجع معاناة الدولة العربية عجزا وفشلا في السياسة كما في الاقتصاد والاجتماع بسبب سيطرة "جماعات ظاهرة ما قبل الدولة" مثل العشيرة والطائفة والاثنية على السياسة والاجتماع وغياب مفهوم الفرد بالمعنى الغربي فيما يهيمن بدلا منه ظاهرة الفرد الجمعي.
وتحدث عن نشوء مفاهيم السياسة والفرد والمواطن والجماعة، مبينا أنه في المجتمعات البدائية او البسيطة كانت الوحدة الاجتماعية هي الزمرة وهي في الغالب تشتمل على المئات من الافراد الذي يتشاركون تحديدا علاقات الدم، مبينا أن ان ثمة نوعين من التاريخ الاجتماعي للمجتمعات بحسب المفكر هنري مين، النوع الاول مجتمعات تنظم علاقة القرابة كل الحقوق والواجبات، ومجتمعات ذات علاقات تعاقدية يرتبط أفراد المجتمع فيها بشبكة معقدة من الحقوق والواجبات وعلاقات تعاقدية غير مبنية على الانتماء القرابي بحسب هنري مورغان وتعني التشارك في الانتماء الى الارض او الاقليم الجغرافي.
وأشار الى اشتقاق مصطلح السياسة من مصطلح المدينة او المدينة الدولة الاغريقي، باعتبار أن السياسة تظهر حين تظهر المدينة، وحين تظهر المدينة يصبح عنصر الاستقرار في المكان عاملا مركزيا في صناعة العلاقات الانسانية والتفاعلات الاقتصادية والاجتماعية بين الجماعة، وبالتالي تتحلل البنى القرابية ولا يعود من مبرر سوسيولوجي لوجودها نتيجة الاستقرار والتشارك في المكان . وبين في المحاضرة التي حضرها عدد كبير من المثقفين والاكاديميين والمهتمين، أن مفهوم المواطنة يقوم على التجريد إذ ان الدولة والدستور والقوانين ترى في كل في ساكني الدولة وحاملي الجنسية مواطنين مجرد مواطنين ولا ترى دينهم او طبقتهم او لون بشرتهم، كما أن التجريد هو ممارسة يقوم بها افراد المجتمع تجاه الدولة وتجاه الحكام وشاغلي المواقع في اجهزة السلطة وتجاه كل الفاعلين السياسيين.
--(بترا)