2024-07-02 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

غزة تستهلك أكثر من 5 أطنان قهوة يوميًا

غزة تستهلك أكثر من 5 أطنان قهوة يوميًا
جو 24 :

تنبعث روائح ونكهات مختلفة من حبّات البن المطحونة عند تحميصها في شركات إنتاج القهوة المختلفة في غزة، فتجذب المواطنين الذين يستهلكون أكثر من خمسة أطنان منها، بعد أن يتم تجهيزها وتوزيعها في السوق المحلي.
ويصنف قطاع غزة كأحد أكبر خطوط إنتاج واستهلاك القهوة في منطقة "الشرق الأوسط"، وتتوفر القهوة من خلال عشرات المصانع والشركات التي تستورد البن من العديد من الدول المجاورة، فيما يقصد سكان غزة المقاهي لشرب القهوة الفاخرة، ويعد هذا المشروب ضمن أكثر المشروبات شعبية.
ولا يتم التوصل إلى المذاق الرائق والنكهة الجميلة للقهوة بسهولة، بل هو ثمرة لخلطات معقّدة وخطوات إنتاج متعددة، وفق ما يقول نائب رئيس مجلس إدارة شركة "ديليس" للقهوة رياض عبد الفتاح.
ويحرص عبد الفتاح على انتقاء أجود حبّات البنّ وتحديدًا من نوعيتين تعرفان باسم "آرابيكا" أي القهوة العربية، و"روبستا" وهي من أقوى نكهات القهوة، ثم يُضيف إليها المياه النقية، ليتوصل إلى قهوة يتمتع بها المواطنون مع كل رشفة.
التأثير الذي تتركه قهوة "ديليس" والذي دفع المواطنين للإقبال على شرائها رغم أنّها الأعلى سعرًا في القطاع، يرجع إلى البنية التركيبيّة المعقّدة لحبات البنّ التي تحتويها، وتعد الشركة الوحيدة التي تستورد البن الأثيوبي الذي يعتبر أفخم أنواع البن في العالم، كما يقول صاحب الشركة.
وتعتاش مئات الأسر الغزية من خلال بيع وتسويق وطحن البن، بدءًا بالمصانع والموزعين وأصحاب المحال التجارية، وليس انتهاءً بافتتاح المقاهي التي توفر الدخل لتلك العائلات.
ووفق إحصائيات وقاعدة بيانات توصلت إليها شركة بدري وهنية من خلال التواصل مع موزعي القهوة في قطاع غزة، فإنّ أهالي القطاع يستهلكون أكثر من خمسة أطنان يوميًا من القهوة.
ويقول عبد الفتاح إنّ السنوات الماضية شهدت افتتاح شركات ومحال تجارية ومصانع كثيرة لإنتاج وتحميص وطحن القهوة، ولم تكن قبل عشر سنوات سوى شركتي ديليس وبدري وهنية وبعض الشركات الصغيرة، حتى وصل عددها الآن إلى 26 شركة في القطاع تتنافس على الجودة والأسعار.
ولا توجد أية زراعة للبن في غزة، إنما يُستورد من الخارج وخاصة من الهند، يواصل عبد الفتاح "نعمل على طحنه وتجهيزه ووضع كل ما يلزم عليه ليميز قهوتنا عن غيرنا".
ويوضح أنّه تم افتتاح معمل شركة "ديليس" عام 1997، مشيرًا إلى أن بعض موظفيها ممن اكتسبوا الخبرة، استطاعوا افتتاح شركات ومصانع خاصة بهم لإنتاج القهوة وتسويقها وتوزيعها.

الحصار يمنع التصدير
الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ سبع سنوات، وعدم فتح معبر رفح مع مصر كممر تجاري، حرم شركات إنتاج القهوة من تحقيق حلمها بالتصدير إلى الخارج.
وتؤكد شركتا "ديليس" و"بدري وهنية" قدرتهما على التصدير إلى الخارج وخاصة إلى مصر، لكّن أوضاع معابر القطاع تمنعهما من ذلك، فيما يقول أصحاب الشركتين إنّ المواطنين يأخذون كيلوات كثيرة من القهوة المحلية كهدايا إلى مصر.
ووفق نائب رئيس مجلس إدارة "ديليس"، وصل حجم توزيع القهوة إلى 560 كيلو يوميًا بعد أربع سنوات من إنشاء الشركة، فيما يتراوح الآن بين 300-400 كيلو، "وهذا الضعف جاء نتيجة وجود شركات منافسة كثيرة وضعف الاستهلاك بسبب سوء الأوضاع المعيشية".
ومع اشتداد الحصار الإسرائيلي على القطاع قبل عامين، ارتفع سعر طن القهوة من 2900 دولار إلى 6200 دولار بشكل تدريجي، يقول عبد الفتاح "كما ارتفع كيلو حب الهال من 25 شيكلا إلى 106 شواكل، واستمرت الأسعار هكذا لمدة سنة ونصف ثم بدأت بالانخفاض تدريجيًا، لكنّها لم تعد كما كانت سابقًا".
واعتمدت شركة "ديليس" عام 2009 على السوق الداخلي، وأصبحت تطحن حب البن الأخضر، لعدم تمكنها من جلب البن من الخارج بسبب الحصار وإغلاق المعابر، "وسبب لنا هذا الأمر كارثة في جودة البن".

القدرات الإنتاجية
وبدأت شركة "بدري وهنية" بالعمل أيضًا منذ عام 1997، وتعمل الآن بـ 25% فقط من طاقتها الإنتاجية، ويتحكم في هذا الأمر كمية الاستهلاك وحجم سكان القطاع.
ويقول مسؤول قسم التطوير في الشركة محمد هنية لـ"صفا" إنّ الإقبال على شراء القهوة في تزايد مستمر، ويرتبط هذا الأمر بالزيادة السكانية وشعبية هذا المشروب بالنسبة لأهالي القطاع.
ويوضح أنّ شركته تستورد البن من أكثر من دولة من بينها الهند، ولا تطحن بنًا محليًا، "ولدينا 10 أصناف مختلفة من القهوة، جاءت نتاج 30 سنة خبرة في التحميص والطحن والعمل على جميع نواحي الجودة".
ويُشير إلى أنّ شركته عرضت منتج القهوة الخاص بها العام الماضي في معرض غذائي بتركيا، "ووجدنا إقبالاً عجيبًا على تقبل المنتج، كما أخذنا عروض شراء من العديد من الشركات، لكن ليس هناك إمكانية للتصدير بسبب وضع المعابر".(صفا)

تابعو الأردن 24 على google news