عندما تكون خادمة محور ذكريات طفولتك الرائعة.. فيلم Roma
جو 24 :
كان ألفونسو كوارون منذ أن بدأ مسيرته كمخرج سينمائي عام 1991 يكافح من أجل أن يصنع فيلماً سينمائياً مبنياً بكامله على ذكريات طفولته، وهو ما تحقق له أخيراً في فيلم Roma الذي عاد من خلاله إلى جذوره الأولى في المكسيك وإلى لغته الأم بعد غياب 17 عاماً منذ آخر فيلم حققه هناك «Y Tu Mamá También» عام 2001.
يعد فيلم «روما» جميلاً من كافة الأوجه، بدءاً من صوره بالأبيض والأسود التي حيكت ببالغ الدقة، إلى قصته الشخصية جداً للخادمة الشابة «كليو»، في محاولة منه رسم بورتريه عائلي عبر ذكرياته الخاصة.
كما يتميز أسلوب الفيلم عن أغلب الأفلام المشابهة بالتصاقه الوثيق بخبرة المشاهد. ويستدعي كوارون كلاسيكيات الواقعية الإيطالية الجديدة كفيلم «لصوص الدراجات»، مستخدماً الأبيض والأسود في مدى طبيعي من الرمادي، مبتعداً عن اللون المركز الذي اشتهرت به أفلام هوليوود الكلاسيكية التي يُطلق عليها اسم «الفيلم نوار».
ويعتمد المخرج على التصوير باستخدام عدسة بحجم «65 مم» من أجل مشاهد عريضة تنتقل خلالها الكاميرا أحياناً ببطء من اليسار إلى اليمين، دون الاستعانة بمونتاج مستهلك لتوجيه نظر المشاهد أو أحاسيسه.
أما الشخصيات فلديها أحداثها الخاصة التي تغير حياتها. ويستخدم المخرج مشاهده الطويلة المأثورة (وقد سبق أن استهل فيلمه «غرافيتي» (الجاذبية) بمشهد متصل لمدة 17 دقيقة) لتصعيد التوتر بإعطاء مجريات المشهد حقها.