الأردنيون لا يركعون.. إقالة مدير الأمن أقل اعتذار
جو 24 :
تامر خورما - فضيحة كارثية تقوض منظومة "الأمن والأمان" من أساسها، وتهز أركان الثقة بمن يفترض بهم حماية القانون، والسهر على سلامة وكرامة المواطن.. في مشهد هوليودي صادم رصدته الكاميرات في شوارع عمان، يظهر مدير الأمن الوطني، حسين الحواتمة، برفقة مسلحين، يقومون بتركيع مواطن بجملة "نام على الأرض"، وتهديده بالسلاح، في شارع رئيسي وعلى الملأ، ولسان حاله يقول: أنا فوق القانون!
الحواتمة، الذي عهدت إليه مهمة إدارة الأمن العام، وقوات الدرك، والدفاع المدني، بعد دمجها، يستهل مشواره بترويع الأردنيين، واستغلال منصبه للتصرف على نحو يكشف نظرة استعلائية، ولامبالاة مطلقة بكرامة المواطن وحقوقه الوطنية.. التسجيل الذي انتشر عبر وسائل التواصل الإجتماعي كالنار في الهشيم، يعكس درجة خطيرة للتجبر والتعسف، بل والتجاوز المتعمد على القانون.
الحواتمة جاء من أجل تطبيق القانون والسهر على راحة المواطن.. هذه هي وظيفته ومهمته، ولكن يبدو أن الرجل لديه وجهة نظر مختلفة تماما.. لا ندري ما هي الحيثيات، ولا تفاصيل ما حدث قبل هذا التسجيل، الذي يظهر فيه الحواتمة مع مسلحين يقال أنهم أبناؤه، ولكن هنالك قانون ومعايير يفترض أن تحكم الجميع، بعيدا عن مثل هذه الممارسات المرفوضة، والتي لا يمكن تخيل حدوثها إلا في عهد الغرب الجامح، وضواحي الكاوبوي، أو في ألمانيا النازية، حيث كان رجال الجستابو يتصرفون على النحو.
متى وكيف أصبحت مثل هذه المشاهد ممكنة الحدوث في الأردن؟! من هو الذي منح الحواتمة، أو أي كان، حق التجاوز والإعتداء على كرامة الأردنيين، وتركيعهم؟!
ما حدث لا يمكن وصفه إلا بالكارثة الحقيقية التي تستوجب أعلى درجات المحاسبة والمساءلة وبشكل فوري.. لا يحق لأي كان، مهما كان منصبه، تجاوز الأطر القانونية، أو الإحتماء بوظيفته لتركيع الناس.. الشعب لا يركع يا أصحاب الألقاب والرتب، ومخطئ كل من يعتقد أنه جبار زمانه!
الأصل أنك موظف دولة مهمتك هي خدمة الناس.. فكيف ينقلب الأمر إلى هذا النحو المرعب، الذي يهدد الدولة في عمقها؟! ما هي المعايير والمقاييس التي تستند إليها التعيينات الرسمية!
ليس هذا هو الأردن الذي نعرفه على الإطلاق؟ الدولة التي يعرفها الأردنيون هي الدولة التي قام فيها المرحوم هزاع ذنيبات بإيقاف موكب الملك حسين، لإعطاء أولوية المرور لسيارة إسعاف، وليس دولة يتجبر فيها المسؤولون الأمنيون دون حسيب أو رقيب!
الأردنيون لم يعرفوا في تاريخهم أي مسؤول أمني أو عسكري قام بالتصرف على هذا النحو الغريب. ليست هذه أعراق ولا تقاليد المؤسسات الأمنية، التي يعرفها جيل كبر وتربى على برنامج "العين الساهرة".. كيف وصل الأمر إلى هنا يا أصحاب المعالي؟!
لا يكفي على الإطلاق أي بيان أو توضيح حول هذه الحادثة المروعة، إن لم يقترن بمحاسبة شديدة، تبدأ بإقالة الحواتمة من منصبه، حماية لكرامة وأمن المواطن، ولسمعة المؤسسة الأمنية.