مصلى باب الرحمة يواجه أطماع الاحتلال
الأناضول
- يتمسك الفلسطينيون في باب الرحمة كمصلى فيما يحاول المستوطنون تحويله إلى كنيس يهودي في ظل اعتداءات الشرطة الإسرائيلية واعتقال المصلين فيه بشكل متواصل** مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني للأناضول:
- هناك أطماع واضحة من قبل الاحتلال بالمصلى
- جماعات يهودية متطرفة تدعو صراحة لتحويله الى كنيس
- اعتداءات الشرطة الإسرائيلية على المصلين وحراس المسجد لم تتوقف منذ افتتاحه في فبراير الماضي
تحول محيط مصلى "باب الرحمة"، في الناحية الشرقية للمسجد الأقصى، إلى ساحة صراع شبه يومية بين الفلسطينيين من جهة والمستوطنين اليهود وعناصر الشرطة الإسرائيلية من جهة أخرى.
ومنذ أن افتتحت دائرة الأوقاف الإسلامية (تابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية) في مدينة القدس المصلى في فبراير/ شباط الماضي، بعد إغلاق من الشرطة الإسرائيلية استمر 16 عاما، تواصل الأخيرة اعتقالاتها لمصلين وحراس "الأقصى" بالتزامن مع الاقتحامات الشرطية المتتالية للمسجد.
كما كثف مستوطنون إسرائيليون من تواجدهم بالمنطقة المحيطة بمصلى باب الرحمة خلال اقتحاماتهم للمسجد الأقصى بحراسة الشرطة الإسرائيلية ما أثار مخاوف الفلسطينيين من مخططات إسرائيلية تستهدف المكان.
** أطماع بتحويل المصلى لكنيس
وقال الشيخ عمر الكسواني، مدير المسجد الأقصى، لمراسل الأناضول، إن "هناك أطماعا واضحة من قبل الاحتلال بالمصلى وهناك جماعات يهودية متطرفة تدعو صراحة لتحويله إلى كنيس يهودي".
وأضاف الكسواني: "لكننا نقول بوضوح إن مصلى باب الرحمة هو جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك وهو حق خالص للمسلمين وحدهم ولا يحق لغير المسلمين التدخل فيه".
و"باب الرحمة" أو الباب الذهبي، الوحيد الذي يعتبر بوابة للمسجد الأقصى والبلدة القديمة بمدينة القدس الشرقية في ذات الوقت.
ومن خارج أسوار البلدة القديمة، يظهر الباب المزدوج الذي يعود إلى العصر الأموي، على هيئة قوسين كبيرين.
ومن داخل الأسوار هناك قاعة كبيرة بمساحة 250 مترا مربعا، وبارتفاع 15 مترا، تعلوها قباب كانت على مدى عقود مصلى للمسلمين.
وتعلو القاعة غرف كانت على مدى سنوات تستخدم مدرسة، أطلق عليها اسم المدرسة "الغزالية"، نسبة إلى الإمام أبو حامد الغزالي الذي اعتكف فيها.
ومن الجهة الخارجية للباب، تقع الآن "مقبرة باب الرحمة" المدفون فيها عدد من صحابة الرسول محمد، أما من الجهة الداخلية فيرتبط الباب بدرج يؤدي إلى باحات المسجد.
ويعتقد الفلسطينيون أن الباب أغلق في عهد صلاح الدين الأيوبي بعد تحريره القدس، خشية تسلل صليبيين من خلاله إلى داخل المسجد الأقصى والمدينة المقدسة.
وبقي المكان مصلى حتى عام 1967، ومن ثم استخدم مكتبة دينية، ولاحقا كان مقرا للجنة التراث الإسلامي، حتى إغلاقه.
وأغلقت الشرطة الإسرائيلية مصلى "باب الرحمة" عام 2003، بداعي استخدامه من قبل مؤسسة فلسطينية صنفتها أنها "غير قانونية".
ومنذ ذلك الحين تجدد أمر الإغلاق سنويا، رغم مطالبات دائرة الأوقاف الإسلامية المتكررة بإنهائه.
وفي فبراير 2019 ، أعادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، المسؤولة عن إدارة شؤون المسجد، بالتعاون مع المصلين افتتاح المصلى للصلاة.
** محاولات لإغلاق المصلى
ولكن الشرطة الإسرائيلية، التي لم تخف غضبها من قرار إعادة فتح المصلى، وتوعدت بإعادة إغلاقه من جديد ولكن طلبها هذا ما زال مطروحا أمام أحد المحاكم الإسرائيلية.
وقال الشيخ الكسواني "الاستهداف الإسرائيلي لمصلى باب الرحمة كان واضحا منذ افتتاحه من قبل دائرة الأوقاف الإسلامية".
وأضاف: "مصلى باب الرحمة هو مصلى مثل باقي المصليات في المسجد الأقصى ومن حق المسلمين فتحه والصلاة فيه لأنه جزء من الأقصى".
وشدد على أنه من حق دائرة الأوقاف الإسلامية فتح مصلى "باب الرحمة" ولا حق للشرطة الإسرائيلية بالتدخل في هذا الأمر.
وتوعد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد اردان، في أكثر من مناسبة في الأشهر الماضية بإعادة إغلاق مصلى "باب الرحمة" بعد أن اعتبره بأنه ليس مصلى.
ولكن الشيخ الكسواني قال إن "أي محاولة إسرائيلية لإعادة إغلاق المصلى هي مرفوضة وكل المبررات التي تحاول أن تستخدمها سلطات الاحتلال لإغلاق المصلى واهية ولن يتم السكوت عليها في حال تم تنفيذها بالفعل".
** اعتداءات إسرائيلية متواصلة
ورصدت الأناضول طوال الأشهر منذ فبراير الماضي اعتقال الشرطة الإسرائيلية لعشرات المصلين وحراس المسجد الأقصى بداعي تواجدهم في المصلى والصلاة فيه.
وفي أكثر من حالة قام عناصر من الشرطة الإسرائيلية باقتحام المصلى بأحذيتهم ما أثار غضب المصلين ودائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.
وحول ذلك قال الشيخ الكسواني: "الاستفزازات والانتهاكات الإسرائيلية بحق المصلين في باب الرحمة اتخذت عدة أشكال، من أهمها الاعتقالات التي شملت كبار المسؤولين في دائرة الأوقاف الإسلامية".
وأشار إلى أنه تم اعتقال رئيس المجلس الأعلى للأوقاف الإسلامية في القدس الشيخ عبد العظيم سلهب في فبراير الماضي وإبعاده عن المسجد الأقصى لمدة 45 يوما.
ولفت أن الشرطة الإسرائيلية اعتدت بالضرب على العشرات من المصلين وحراس المسجد الأقصى الذين تواجدوا في داخل المصلى وفي محيطه.
ولاحظ مدير المسجد الأقصى تعمد عناصر الشرطة "الاحتكاك واستفزاز المصلين، بدون أسباب، في محيط باب الرحمة وخاصة خلال فترات اقتحامات المستوطنين الإسرائيليين للمسجد الأقصى".
وقال الشيخ الكسواني: "استمرت الوتيرة الكثيفة لاقتحامات المستوطنين الإسرائيليين للمسجد الأقصى خلال العام 2019، وهو أمر خطير، كما تعمد المستوطنون التوقف قرب باب الرحمة عند اقتحاماتهم للمسجد".
وأضاف: "ننظر بعين الخطورة البالغة لما تقوم به سلطات الاحتلال من استهداف للمسجد الأقصى بشكل عام ومصلى باب الرحمة بشكل خاص واعتداءات عناصر الشرطة على المصلين وحراس المسجد".
واعتبر أن "كل استهداف لمصلى باب الرحمة هو استهداف للمسجد الأقصى المبارك واعتداء على الأوقاف الإسلامية في القدس".
وأشار الشيخ الكسواني إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى تزيد بشكل تصاعدي ينذر بخطر كبير يهدد المسجد.
وذكر أن "هناك محاولات إسرائيلية واضحة لفرض سياسة أمر واقع جديد في الأقصى وتغيير الوضع القائم".
وتشهد مدينة القدس انتهاكات واعتداءات إسرائيلية يومية على المقدسات الإسلامية في المسجد الأقصى، تتمثل باعتقال المصلين واقتحام المستوطنين لباحات المسجد.
ويقول الفلسطينيون إن اعتداءات إسرائيل على المسجد الأقصى، "مقدمة عملية لفرض التقسيم المكاني والزماني في الحرم القدسي الشريف".