الحرب الإقليمية إذ تقرع الأبواب!
عريب الرنتاوي
جو 24 : كشف الرئيس السوري بشار الأسد في حديثه لقناة “المنار” عن وصول دفعة من صواريخ إس 300 المضادة للطائرة والصواريخ، مؤكداً أن بقية الكمية في الطريق إلى بلاده، ما رفع منسوب القلق والاستنفار والتحسب، في تل أبيب وعدد من عواصم الغرب، بحجة أن هذا السلاح “كاسر للتوزان”، ومن شأن امتلاك سوريا له، أن يقضي على نظرية التفوق الجوي والصاروخي الإسرائيلي.
موشيه يعلون، سبق وأن حذر من أن بلاده “تعرف كيف ستتصرف” في حال وصول هذا السلاح إلى سوريا، ما عُدّ تهديداً رسمياً بتجديد العدوان على سوريا لتدمير هذا السلاح، وسط تقديرات ترجحها مختلف المصادر الإسرائيلية والغربية، بأن سوريا لن تقف مكتوفة الأيدي هذه المرة، وأنها ستقوم بالرد على العدوان الإسرائيلي، ما يفتح الباب على اتساعه، أمام خطر اندلاع حرب إقليمية جديدة، قد لا تقتصر جبهاتها على سوريا وإسرائيل.
لكن اللافت للأمر، أن أوساطاً إسرائيلية وغربية، فوجئت بما كشف عنه الرئيس السوري من معلومات..فهي لم تكن على علم بوصول دفعات من هذا السلاح، ولا بالأماكن التي جرى نقله إليها، ولا الكميات التي وصلت بالفعل..وهذا ما دفع بعض الخبراء للقول بأن ما وصل ليس سوى أجزاء من المنظومة الصاروخية الجديدة، وأن وقتاً سيمضي قبل أن تتمكن دمشق من استخدامها على النحو الأمثل، الأمر الذي يمنح الدبلوماسية مساحة شهرين أو ثلاثة أشهر على أقل تقدير، لمعرفة كيف ستتطور الأمور ميدانياً.
الحرب قادمة، بخلاف ما يعتقد محللون آخرون من أن وصول هذا “السلاح الكاسر للتوازن”، سيمنع الحرب المقبلة ويقطع الطريق عليها، بالنظر لحالة “توازن الرعب” التي قد تنشأ على امتلاك سوريا له..وهذا تقدير على وجاهته، لا يصمد طويلاً أمام إصرار حكومة نتنياهو على استئصال “الأسلحة الكاسرة للتوازن”، لكي لا تظل في يد النظام ولا تقع في أيدي “القاعدة” أو حزب الله.
كل ما كتب وقيل في إسرائيل من “تقديرات استراتيجية” صاحبت الأزمة السورية، تؤكد أن تل أبيب ستمضي حتى نهاية الشوط، في منع سوريا من امتلاك أسلحة نوعية، أو نقلها إلى حلفائها وخصومها المتشددين على حد سواء، ولن “تنام إسرائيل قريرة العين”، فيما صواريخ إس 300 لا تسقط تفوقها الجوي فحسب، بل وبمقدورها أن تفرض مناطق “حظر طيران” في شمال ووسط إسرائيل كذلك، فهي ذات مديات تصل إلى أزيد من مائة كيلومتر، ما يجعلها قادرة على ضرب الطائرات الإسرائيلية وهي فوق أجواء المتوسط وفي الأجواء الإسرائيلية ذاتها.
لن “تنام إسرائيل على حرير الوعود والالتزامات” السورية – الروسية بشأن استخدامات هذا السلاح، وأماكن نشره ومدياته..وستعمد عاجلاً وليس آجلاً على استدعاء سلاحها الجوي، من أجل القضاء على بطاريات إس 300 وصواريخ “ياخونت” التي لا تقل أهمية لجهة “كسر التوازنات”، ولكن في مجال البحر لا الجو، هذه المرة.
في المقابل، لم يعد الرد على أي عدوان إسرائيلي قادم، أمر يستدعي النقاش ويثير التكهنات، فالقيادة السورية، كما تؤكد حساباتها ومصالحها وقراراتها الأخيرة، عاقدة العزم على الرد على أي ضربة إسرائيلية، لكن السؤال الذي ما زلنا بحاجة للإجابة عليه، هو هل سيكون الرد من حجم ونوعية وقوة العدوان، أم أننا سنكون أمام “رد رمزي”، مثير للمعنويات والانطباعات، أكثر مما يتوفر عليه من معاني الردع ورد الصاع صاعين.
ما تشهده إسرائيل من تدريبات للجبهة الداخلية، يشفُّ عن قرار استراتيجي بمنع سوريا من امتلاك السلاح الكاسر للتوازن أو نقله..وهي ستضرب من دون شك، وقد اتخذت من الإجراءات والتدريبات، ما تعتقد أنه كافٍ لامتصاص “الضربة التالية”، والمؤكد أنها ستسعى في تفادي الانجرار إلى حرب استنزاف طويلة الأمد، لأنها الأضعف والأكثر هشاشة في التعامل مع هكذا نوع من الحروب.
الحرب الإقليمية تقرع الأبواب، وتقرعها بقوة، وما لم يحدث اختراق سياسي في مسار “جنيف 2”، فإنها ستندلع بأسرع مما يتوقع كثيرون، خصوصا إن أتبعت موسكو القول بالفعل، ومضت حتى النهاية في تسليم الصواريخ إلى دمشق، وهذا ما ترجحه وتجمع عليه، مختلف التقديرات والمراقبين.
الدستور
موشيه يعلون، سبق وأن حذر من أن بلاده “تعرف كيف ستتصرف” في حال وصول هذا السلاح إلى سوريا، ما عُدّ تهديداً رسمياً بتجديد العدوان على سوريا لتدمير هذا السلاح، وسط تقديرات ترجحها مختلف المصادر الإسرائيلية والغربية، بأن سوريا لن تقف مكتوفة الأيدي هذه المرة، وأنها ستقوم بالرد على العدوان الإسرائيلي، ما يفتح الباب على اتساعه، أمام خطر اندلاع حرب إقليمية جديدة، قد لا تقتصر جبهاتها على سوريا وإسرائيل.
لكن اللافت للأمر، أن أوساطاً إسرائيلية وغربية، فوجئت بما كشف عنه الرئيس السوري من معلومات..فهي لم تكن على علم بوصول دفعات من هذا السلاح، ولا بالأماكن التي جرى نقله إليها، ولا الكميات التي وصلت بالفعل..وهذا ما دفع بعض الخبراء للقول بأن ما وصل ليس سوى أجزاء من المنظومة الصاروخية الجديدة، وأن وقتاً سيمضي قبل أن تتمكن دمشق من استخدامها على النحو الأمثل، الأمر الذي يمنح الدبلوماسية مساحة شهرين أو ثلاثة أشهر على أقل تقدير، لمعرفة كيف ستتطور الأمور ميدانياً.
الحرب قادمة، بخلاف ما يعتقد محللون آخرون من أن وصول هذا “السلاح الكاسر للتوازن”، سيمنع الحرب المقبلة ويقطع الطريق عليها، بالنظر لحالة “توازن الرعب” التي قد تنشأ على امتلاك سوريا له..وهذا تقدير على وجاهته، لا يصمد طويلاً أمام إصرار حكومة نتنياهو على استئصال “الأسلحة الكاسرة للتوازن”، لكي لا تظل في يد النظام ولا تقع في أيدي “القاعدة” أو حزب الله.
كل ما كتب وقيل في إسرائيل من “تقديرات استراتيجية” صاحبت الأزمة السورية، تؤكد أن تل أبيب ستمضي حتى نهاية الشوط، في منع سوريا من امتلاك أسلحة نوعية، أو نقلها إلى حلفائها وخصومها المتشددين على حد سواء، ولن “تنام إسرائيل قريرة العين”، فيما صواريخ إس 300 لا تسقط تفوقها الجوي فحسب، بل وبمقدورها أن تفرض مناطق “حظر طيران” في شمال ووسط إسرائيل كذلك، فهي ذات مديات تصل إلى أزيد من مائة كيلومتر، ما يجعلها قادرة على ضرب الطائرات الإسرائيلية وهي فوق أجواء المتوسط وفي الأجواء الإسرائيلية ذاتها.
لن “تنام إسرائيل على حرير الوعود والالتزامات” السورية – الروسية بشأن استخدامات هذا السلاح، وأماكن نشره ومدياته..وستعمد عاجلاً وليس آجلاً على استدعاء سلاحها الجوي، من أجل القضاء على بطاريات إس 300 وصواريخ “ياخونت” التي لا تقل أهمية لجهة “كسر التوازنات”، ولكن في مجال البحر لا الجو، هذه المرة.
في المقابل، لم يعد الرد على أي عدوان إسرائيلي قادم، أمر يستدعي النقاش ويثير التكهنات، فالقيادة السورية، كما تؤكد حساباتها ومصالحها وقراراتها الأخيرة، عاقدة العزم على الرد على أي ضربة إسرائيلية، لكن السؤال الذي ما زلنا بحاجة للإجابة عليه، هو هل سيكون الرد من حجم ونوعية وقوة العدوان، أم أننا سنكون أمام “رد رمزي”، مثير للمعنويات والانطباعات، أكثر مما يتوفر عليه من معاني الردع ورد الصاع صاعين.
ما تشهده إسرائيل من تدريبات للجبهة الداخلية، يشفُّ عن قرار استراتيجي بمنع سوريا من امتلاك السلاح الكاسر للتوازن أو نقله..وهي ستضرب من دون شك، وقد اتخذت من الإجراءات والتدريبات، ما تعتقد أنه كافٍ لامتصاص “الضربة التالية”، والمؤكد أنها ستسعى في تفادي الانجرار إلى حرب استنزاف طويلة الأمد، لأنها الأضعف والأكثر هشاشة في التعامل مع هكذا نوع من الحروب.
الحرب الإقليمية تقرع الأبواب، وتقرعها بقوة، وما لم يحدث اختراق سياسي في مسار “جنيف 2”، فإنها ستندلع بأسرع مما يتوقع كثيرون، خصوصا إن أتبعت موسكو القول بالفعل، ومضت حتى النهاية في تسليم الصواريخ إلى دمشق، وهذا ما ترجحه وتجمع عليه، مختلف التقديرات والمراقبين.
الدستور