jo24_banner
jo24_banner

على ذمة أرقام مركز الدراسات الإستراتيجية.. نصف الأردنيين لا يستحقون الرئيس

على ذمة أرقام مركز الدراسات الإستراتيجية.. نصف الأردنيين لا يستحقون الرئيس
جو 24 :
تامر خورما - مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، تراجع عن المستوى المبهر الذي كان قد سجّله في استطلاع سابق للرأي، ارتقى فيه إلى إيمان العجائز، عندما فجّر نتيجته "المذهلة" التي أكّدت أن غالبيّة الأردنيين متفائلون، لأنّهم يؤمنون بالله ويتوكّلون عليه.

اليوم صدمنا مركز الدراسات صراحة بتغييب الأبعاد الروحانيّة، عن نتائج الإستطلاع الذي أجراه حول حكومة د. عمر الرزاز بعد مرور عام ونصف على تشكيلها.. التقرير جاء مستندا إلى أرقام لا روح فيها، وخلا من الدعاء بالرحمة للشعب الأردني الذي يتحمّل مثل هذه "الدراسات"، وكأن ابتلاءه بالحكومة لا يكفي!

وفقا للتقرير المادّي الدنيوي للمركز فإن 47% من "قادة الرأي" في الأردن يعتقدون أن الأمور تسير في الاتّجاه الصحيح.. الكارثة أن التقرير لم يؤكّد على ضرورة الصلاة على النبي درء للعين والحسد.. وكأن وجود قادة عظماء للرأي يرون ما لا يراه "العامّة" في خطوات الحكومة من عبقريّة إبداعيّة، مسألة يكفي المرور عليها مرور الكرام، دون تفخيم وتعظيم.

المركز، الذي تناسى حمد الله على وجود قادة للرأي، بل ووجود اهتمام بالرأي العام أساسا، وجّه رسالة ضمنيّة عبر إعلان هذه النتيجة "النكراء"، مفادها أن هنالك 53% من قادة "الرأي الآخر"، لا يرون أن الحكومة تسير بالاتّجاه الصحيح.

يعني فقط نحو نصف قادتنا يطبّلون للحكومة، فماذا عن النصف الآخر؟ هل له أجندة خارجيّة، أم أنّه يعدّ لمؤامرة كونيّة خبيثة، للنيل من حكومتنا الرشيدة، المنشغلة بما هو أعمق من الأمور "السطحيّة"، كالتنمية والتطوير والتحديث، وما إلى ذلك من مفاهيم "غريبة" علينا.

كيف ومتى ولماذا تعجز استطلاعات الرأي في الأردن عن بلوغ ذات نتائج الإستطلاعات التي حقّقتها بعض دول الجوار، التي لا يقبل الرئيس فيها بنسبة تأييد تقلّ عن 99.99%؟! فقط 47% مؤيّدون؟! نسبة ضئيلة، تستوجب البحث والتحقيق في أسباب كفر البقيّة غير المطبّلة.

ويا ليت الأمر يقف عند حدود وجود قادة رأي لا يؤمنون بحكومة الرزاز، التي لا نستحقّها، بل يورد مركز الدراسات الإستراتيجيّة في استطلاعه أن 41% من أفراد العينة الوطنية (يعني عامّة الشعب) فقط هم من يعترفون بأن كانت قادرة على تحمّل مسؤوليات المرحلة السابقة.

كيف يجرؤ المركز المذكور على الخروج بمثل هذه النتيجة؟! من من الأردنيين يمكنه إنكار النجاح الباهر الذي حقّقته الحكومة في تحمّل مسؤوليّات المرحلة؟! أولم تشرح لنا صدورنا عندما حلّت المشكلة الإقتصاديّة جذريّا، عبر القضاء على الاستقلال الإقتصادي، من خلال ربط الوطن عضويّا بإرادة ومصالح المحتلّ الصهيوني؟ ألا يعدّ التخلّص من السيادة إراحة لرؤوسنا من همّ التفكير واتّخاذ القرارات المصيريّة؟!

ومن الذي سوّلت له نفسه بإنكار تحمّل الحكومة لمسؤوليّتها في الحفاظ على معدّلات الفقر والبطالة، وارتفاع المديونيّة وتفاقم العجز، بل وفتح الباب على مصراعيه أمام احتمالات ارتفاع هذه المعدّلات، لدرجة تؤهلنا دخول التاريخ كأكثر شعب يتمتّع برفاهيّة العيش بلا عمل، ودون تحمّل مشاق وأعباء الإنتاج، للنأي بأنفسنا عن تلك المنظومة الرأسماليّة القائمة على الإستغلال الطبقي..

لو كان ليون تروتسكي على قيد الحياة لأخبرنا كم هي عظيمة هذه الحكومة، التي تعرف كيف تحارب الإمبرياليّة، بـ "الثورة الدائمة"، التي تجلّت باستمرار "شفط" مليارات "اليانكيز" من صندوق النقد والبنك الدوليين، بهدف تسريع انهيار بلاد العم سام، وتحرير الطبقة العاملة.

أمّا في يتعلّق بإنكار فضل رئيس الوزراء الملهم فقد زعمت الدراسة أن 45% فقط من أبناء الشعب الأردني يؤمنون بأن الرئيس كان قادراً على تحّمل مسؤوليات المرحلة.. بمعنى آخر أن هنالك 55% من الناس من كفر بفضل الرئيس، الذي يحارب الدنيا بأسرها من أجل تحرير الأردن وتخليصه من كتب التاريخ، والارتقاء بشعبه الصابر المعطاء إلى عالم الغيب والشهادة!

من منّا ينكر فضل رئيس الوزراء في القضاء على "آفة" حرية الرأي والتعبير، عبر قانون الجرائم الإلكترونيّة، الذي يحمينا من "فتنة" الإنترنت ؟ ومن ينكر فضل دولته على المعتقلين، حين وفّر لهم الحماية من أنفسهم وأفكارهم، عبر "استضافتهم" في مراكز الإصلاح والتأهيل؟!

الرئيس وفريقه الوزاري تحمّلوا فوق طاقتهم، ولكن يبدو أن نصف الشعب الأردني غير راض، رغم كلّ الإنجازات التي تحقّقت في هذا العهد الميمون، لذا، وبما أنّنا لا نستحق الرئيس، فعليه الرحيل فورا، والبحث عن شعب آخر يقدّر نعمة وجود حكومة كحكومته، ترى ما لا تراه عامّة الناس، من إنجازات "خارقة"، وإعجازات أربكت حتّى كبار العلماء.

أمّا بالنسبة لمركز الدراسات الاستراتيجيّة فعليه التوبة، والرجوع إلى واحة الإيمان، كي نحظى بنسب تأييد مشرّفة، تقضي على هذا "الرأي الآخر"، الذي يهدّد أمن واستقرار البطالة، واتفاقيّة الغاز!

هل حقّا يعتقد مركز الدراسات الإستراتيجية أن الشعب الأردني ساذج إلى درجة هضم مثل هذه النتائج، التي لا تعبّر سوى عن مضيعة للوقت والجهد؟ بالأمس كانت النتيجة أن الشعب الأردني متفائل لأنه يؤمن بالله ويتوكّل عليه، واليوم تختلق نتائج أخرى لزعم أن نحو نصف الأردنيين يعتقدون بأن الأمور تمضي في الاتّجاه الصحيح، وأن رئيس الحكومة وفريقه تحمّلوا مسؤوليّة المرحلة.. هكذا بكلّ بساطة يلقى بغربال الاستطلاعات الموجّهة في وجه حقائق يعايشها الناس في كافّة تفاصيل حياتهم اليوميّة، وكأن في هذا العصر من لايزال يصغي لنغمات التطبيل المباشر، على نشازها!

 
تابعو الأردن 24 على google news