ماني يرقص وحيدا في مصر
وجد ساديو ماني نفسه وحيدا في حفل تتويجه أمس، بجائزة أفضل لاعب إفريقي بعدما اعتذر، أو بالأحرى فضل المرشحان الآخران، رياض محرز ومحمد صلاح، الغياب بعد علمهما المسبق بفوز السنغالي.
غياب الجزائري والمصري، أثار امتعاض المهتمين بالشأن الكروي الإفريقي، ووسائل الإعلام المصرية، لكنه لم يؤثر على معنويات ماني، الذي بدا مسرورا وسعيدا، أثناء صعوده منصة التتويج، وخلال تسلمه الجائزة، التي لطالما حلم بنيلها.
وبقدر ما أثار غياب محرز وصلاح سخط الجماهير العربية والإفريقية، وغضب اللجنة المنظمة ووسائل الإعلام، بقدر ما نال ماني تعاطف ومحبة الجماهير بمختلف أطيافها، وألوانها، وانتماءاتها.
هذا التعاطف مع ماني ظهر بشكل أوضح في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أبرز بعض الرواد، التعامل الرائع، والسلوك الراقي للسنغالي، عندما واجه قبل سنوات، موقفا مماثلا للذي وضعه فيه صلاح ومحرز أمس الثلاثاء.
وانتشرت على نطاق واسع، صور لماني تعود للعام 2016، وهو يصافح ويعانق محرز في حفل تتويج الأخير بجائزة أفضل لاعب في إفريقيا، علما بأن السنغالي حل ثالثا، وكان يعلم حينها أنه لن ينال الجائزة لكنه حرص على التواجد في الحفل.
وفي فيديو ثان، انتشر كالنار في الهشيم، ظهر ماني وهو يشارك فقرة رقص مع صلاح المنتشي بنيله جائزة أفضل لاعب إفريقي لعام 2018 على حساب السنغالي وفي عقر داره.
أما الصورة الثالثة والأخيرة، فتعود للعام 2017، عندما توج صلاح بجائزة الكرة الذهبية الإفريقية للمرة الأولى في مسيرته، بينما اكتفى ماني بمركز الوصيف، لكن السنغالي لم يتغيب عن حفل التتويج.
من جهة أخرى، وعلى عكس محرز، فلم يكن لدى صلاح أي ارتباطات رياضية، أو بد للغياب، لكن المبررات وجدت، فهناك من رأى غيابه منطقيا وحتى متوقعا، على اعتبار أن اللاعب يخشى استغلاله دعائيا وإعلانيا في مصر، لتضارب المصالح واحتدام المنافسة بين الشركة الراعية للاتحاد المصري لكرة القدم، والشركة المتعاقدة مع صلاح، ولكن إذا فُرض جدلا أن صلاح كان سيظفر بالجائزة لو تواجد في الحفل، لما طرح هذا الإشكال أصلا!
تصرف النجمين العربيين يشجب ويرفض، لكنه لن ينقص شيئا من قيمتهما الفنية والمهارية، ولن يثبط من عزيمتها في مواصلة السطوع في الملاعب الأوروبية، ولكن على مستوى القاعدة الجماهيرية والشعبية، فقد يفقدان نقاطا لصالح ماني، وعلى الأقل، على الصعيدين الإفريقي والعربي.
المصدر: RT