54 يوما في عراء الشتاء.. من "يفزع" للطفايلة؟
جو 24 :
في هذه الأجواء التي غرقت فيها العاصمة عمان، وتستعد المرتفعات لاستقبال الثلوج، يواصل أبناء حيّ الطفايلة المتعطلين عن العمل اعتصامهم المفتوح قرب الديوان الملكي، لليوم الرابع والخمسين على التوالي.
رغم تمسّك أبناء الحيّ بمطلبهم المشروع بفرص عمل حقيقيّة، تنشلهم من مخالب الفقر والبطالة، ورغم مضي نحو تشعة أشهر على تعهد وزارة العمل بحلّ قضيّتهم، مازال التجاهل الرسمي، هو ردّة الفعل الوحيدة، التي صدرت على المسؤولين.
بالأمس جاب أبناء حيّ الطفايلة شوارع وسط البلد، ليس لإيصال صوتهم إلى صناع القرار فحسب، بل ولمساعدة أصحاب المحلات التجاريّة، والعالقين في الشوارع، بعد الفياضانات التي ملأت شوارع وزقاق العاصمة.
ولكن من يبشّر بـ "الفزعة" للمتعطلين عن العمل، الذين لا يمارسمون احتجاجهم ترفا أو استعراضا، في هذه الأجواء الباردة، فمطلبهم لا يتجاوز أبسط ما أقرّ به العالم كلّه من حقوق أساسيّة، لا يمكن تجاهلها بأي حال من الأحوال.
الطفايلة انتقدوا في عدّة مسيرات ليليّة دأبوا على تنظيمها منذ بدء اعتصامهم استشراء الفساد، وهيمنة الواسطة والمحسوبية على قطاعات العمل، ولخّصوا قضيّتهم بالمطالبة بتحقيق العدالة الإجتماعيّة، فهل يتطلّب الالتفات الرسمي لهذه المسألة أربعة وخمسين يوما من الاعتصام المتواصل، والمبيت في العراء، في ظلّ الظروف الجويّة السائدة؟
ماذا ستكون ردّة الفعل الرسميّة في حال تدهورت الأوضاع الصحيّة للمعتصمين اللذين أصيبوا بأمراض البرد، جرّاء مواجهة مطلبهم المشروع بهذا الصمت والتجاهل؟ كلّ ما يريده الشباب الأردني هو أن يعمل، فهل هذا كثير؟