شذوا عن القاعدة وبينهم عربي واحد.. لاعبون أغنياء قبل ممارسة كرة القدم
رغم أن معظم لاعبي كرة القدم وخاصة النجوم، نشؤوا في أسر فقيرة وانتشلتهم النجومية من الظروف المعيشية الصعبة التي كانوا يعيشونها، فإن هناك بعض اللاعبين الذين كانوا أغنياء بالفعل قبل أن يمارسوا اللعبة.
وسلطت صحيفة ذا صن البريطانية الضوء على هؤلاء النجوم الأغنياء الذين مارسوا كرة القدم حبا فيها أوبسبب الشهرة والنجومية أيضا، وبينهم لاعب عربي وحيد هو الساعدي القذافي نجل الزعيم الليبي الراحل، وهم كالتالي:
فايق البلقية
هو أغنى لاعبي كرة القدم على الإطلاق، ويلعب بالفريق الرديف لنادي ليستر سيتي الإنجليزي، وتزيد ثروته على20 مليار دولار ورثها منعائلة من أثرى أثرياء العالم بحسب مجلة "فوربس"، فوالده الأمير جعفري البلقية هو شقيق سلطان بروناي حسن البلقية.
ويبلغ عمر البلقية 21 عاما فقط، ولعب للعديد من الأندية الإنجليزية الكبرى في صفوف فرق الناشئين كجناح، حيث بدأ مسيرته الكروية عام 2009 مع ساوثامبتون، ولعب في 2013 فترة تجريبية في أرسنال.
وفي العام التالي انضم إلى تشلسي، وفي 2016 استقر بنادي ليستر سيتي الذي استمر معه حتى الآن، لكنه لم يلعب مع الفريق الأول بالنادي الذي توج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز عام 2016.
الساعدي القذافي
هو الابن الثالث للزعيم الليبي السابق معمر القذافي، وجرفه حبه لكرة القدم إلى اللعب في ثلاثة أندية إيطالية هي بيروجيا وأودينيزي وسامبدوريا.
ويعد ثاني أغنياء كرة القدم بثروة بلغتالملايين من الدولارات، لدرجة أنه قبل اعتزاله عام 2011 عمل معه الأسطورة الأرجنتيني دييغو مارادونا مستشارا فنيا خاصا به، كما عيّن العداء الكندي بن جونسون مدربا شخصيا لهلتنمية قدراته البدنية.
جيرارد بيكيه
عاش مدافع برشلونة والمنتخب الإسباني حياة مترفة منذ نعومة أظافره وسط عائلة ثرية في كتالونيا، فوالده محام ورجل أعمال ناجح، في حين كانت والدته مديرة مستشفى كبير في برشلونة.
لذلك لم يكتف بيكيه بكونه نجما لكرة القدم الإسبانية فقط، بل امتد نشاطه حتى أصبح أحد أبرز رجال الأعمال الناشطين في مجال الرياضة في العالم من خلال مجموعة شركات خاصة يديرها بنفسه، وقال في أحد تصريحاته إن زميله الأرجنتيني ليونيل ميسي يشاركه فيها.
كاكا
على خلاف كل لاعبي كرة القدم في البرازيل، نشأ كاكا الفائز بجائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم عام 2007، في أسرة غنية وكان ثريا قبل أن تتضاعف ثروته بعد احترافه كرة القدم، حيث كان والده إزيكسون بيريرا ليتي مهندسا مرموقا، بينما كانت والدته سيمون دوس سانتوس معلمة بالمدرسة.
جيانلوكا فيالي
عاش أسطورة تشلسي والمنتخب الإيطالي دومًا بوصفه رجلا نبيلا بفضل والده المليونير العصامي، الذي كان يعيش في قلعة بها 60 غرفةفي بلدة كريمونا شمالي إيطاليا.
ومارس فيالي لعبة الأثرياء الغولف وشارك في بطولة ألفريد دانهيل للمحترفين، التي تعد واحدة من أشهر بطولات الغولف في أوروبا.
فرانك لامبارد
لم يكن يسعى مدرب تشلسي الحالي لممارسة كرة القدم بحثا عن الثراء الذي كان يعيشه بالفعل منذ نعومة أظافره، ولكن أسرته الثرية الرياضية أيضا جعلته يرث ممارسة اللعبة التي أصبح أحد نجومها البارزين في بريطانيا، فعمه هاري ريدناب ووالده فرانك لامبارد سنر من نجوم اللعبة وأثريائها أيضا.
ودرس لامبارد في مدرسة برينتوود التي كان يقصدها أبناء الأثرياء في إسيكس، ويذكر أحد مدرسيه أنه كان يأمل أن يكون محاسبا لكنه أصبح نجما في كرة القدم.
ماريو بالوتيلي
لم يولد بالوتيلي ثريا حيث نشأ في باليرمو لوالدين من المهاجرين الغانيين الفقراء، لكن حياته تحوّلت إلى الثراء عندما تبنته عائلة فرانشيسكو وسيلفيا بالوتيلي الثرية التي كانت تعيش في منطقة أرستقراطية بريشيا تدعى كونسيسيو.
أندريا بيرلو
استمتع نجم يوفنتوس والمنتخب الإيطالي السابق الأنيق بحياة أرستقراطية منذ طفولته بفضل عائلته، حيث أسس والده لويغي شركة للحديد والصلب في بريشيا عام 1982، التي لا يزال للنجم السابق حصة فيها حتى الآن، إضافة إلى بعض الأعمال التجارية الأخرى التي انخرط فيها بعد اعتزاله الكرة.
هوغو لوريس
نشأ حارس مرمى توتنهام ومنتخب الديوك في مدينة نيس بجنوبي فرنسا لأسرة غنية، وكانت والدته محامية، بينما كان والده مصرفيًا.
اتجه لوريس إلى ممارسة لعبة الأثرياء التنس في طفولته المبكرة، لكن القدر قاده إلى كرة القدم عندما أصبح عمره 13 عاما في صفوف فرق الناشئين.
روبين فان بيرسي
منح والدا نجم المنتخب الهولندي السابقلفان بيرسي حياة الأثرياء قبل أن يصبح أحد نجوم فريق أرسنال ومن أبرز هدافيه.
نشأ في مدينة روتردام، ويعد والده بوب من الفنانين والنحاتين الكبار، كما كانت والدته خوسيه راس رسامة ومدرسة ومصممة مجوهرات أيضا.
انفصل والدا فان بيرسي عندما كان مراهقا، وعلى عكس توقعاتهما له بأن يكون فنانا مثلهما، اتجه لكرة القدم وأصبح من أبرز هدافي هولندا عبر تاريخها، كما توج بلقب هداف الدوري الإنجليزي الممتاز في موسمين.
أشهر فان بيرسي إسلامه عند زواجه بامرأة هولندية من أصل مغربي تدعى بشرى البالي، واستقر في لندن.
باتريك بامفورد
ينتمي مهاجم ليدز والمنتخب الإنجليزي لعائلة الثري البريطاني جوزيف بامفورد، الذي أسس شركة معدات الحفر الشهيرة "جي سي بي"، مما جعله يعيش حياة الأثرياء منذ نعومة أظافره ويتعلم العزف على الكمان والبيانو أيضا.
التحق باتريك (26 عامًا) بمدرسة نوتنغهام الثانوية التي لا يدخلها إلا أثرياء بريطانيا، ودرس اللغة الفرنسية والتاريخ والبيولوجيا على مستوى رفيع، وكان متفوقا على عكس معظم لاعبي الكرة حتى إنه حصل على منحة دراسية في جامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأميركية.
أسباب الظاهرة
ويفسر أستاذ التدريب الرياضي والمحاضر الدولي في كرة القدمالدكتور جمال إسماعيل للجزيرة نت ظاهرة ندرة الأغنياء في عالم كرة القدم، حيث إن كل النجوم تقريبا هم ممن نشؤوا فقراء أو في مستوى معيشي متوسط، ويقول إن أي أداء وخاصة في كرة القدم يتعلق بالدوافع لأنها محركات السلوك، ويضيف "نظرا لصعوبة أن يشق اللاعب طريقه في اللعبة الشعبية الأولى في العالم، يعزف الأغنياء عنها أو لا يكملون المشوار حتى النهاية".
ويرىإسماعيل أن اللاعبين الفقراء يكون الدافع لديهم أكبر للتفوق لأنها طريق الثراء والنجومية، خاصة عندما يرى تشجيعا من أهله ومحيطه، مشيرا إلى أن الدافع ينمو ويكبر مع اللاعب بشكل مضطرد، وأن أكثر الدوافع المستدامة إثبات الوجود وتحقيق الذات التي يطلق عليها علميا "أنا أكون".
ويؤكد إسماعيل بناء على تجربته الشخصية مدربا لكرة القدم منذ ثلاثة عقود، أن 99% من الذين يستمرون في اللعبة هم اللاعبون الذين نشؤوا في وسط فقير نسبيا، مدللا على كلامه بالبرازيل التي ينحدر معظم نجومها منالوسط الفقير أو من أسر معدومة أحيانا.
كما ضرب مثالا بأبرز نجوم مصر والوطن العربي حاليا، نجم ليفربول محمد صلاح، الذي كان يشرف على فريقه عندما كان لاعبا بفرق الناشئين بنادي المقاولين العرب، حيث نشأ في أسرة فقيرة تعيش في إحدى قرى طنطا بمحافظة الغربية، وهو نموذج ناجح ومتميز لقطاع كبير من لاعبي كرة القدم المصرية كافحوا حتى وصلوا إلى النجومية.
المصدر : الجزيرة,مواقع إلكترونية