تراجع المخاوف من نشوب صراع بالشرق الأوسط رغم استمرار التوتر وسط تهديدات
جو 24 :
رفضت إيران دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاتفاق نووي جديد وهدد قادتها بالمزيد من الهجمات في حين ظل التوتر يخيم على منطقة الشرق الأوسط في أعقاب قيام الولايات المتحدة بقتل قائد عسكري إيراني بارز ورد طهران بضربات صاروخية.
وفي تصعيد محتمل للضغط الدولي على طهران، عبر مسؤولون أمريكيون عن اعتقادهم بأن طائرة الركاب الأوكرانية التي تحطمت في إيران أسقطتها بالخطأ الدفاعات الجوية الإيرانية بعد أن شنت إيران هجمات صاروخية.
ونفت إيران التقارير عن إسقاط الطائرة.
وتراجعت المخاوف من نشوب حرب أوسع نطاقا في الشرق الأوسط بعدما ألقى ترامب كلمة يوم الأربعاء أحجم فيها عن إصدار الأمر بعمل عسكري آخر وقال وزير الخارجية الإيراني إن الضربات ”تختتم" الرد الإيراني على قتل سليماني.
لكن لم تتضح الخطوة التالية لأي من الطرفين، إلا أن جنرالات إيرانيين استأنفوا إصدار سيل معتاد من التحذيرات إلى واشنطن وقال ترامب إن عقوبات جديدة ستُفرض، فيما انتقد خصومه الديمقراطيون تعامله مع الأزمة.
لكن محللين يقولون إنه يريد تفادي الدخول في صراع يمتد طويلا في العام الذي يشهد الانتخابات. وأشاروا إلى أن إيران في المقابل ستحاول تجنب المواجهة المباشرة مع القوات الأمريكية الأكثر تفوقا لكن بمقدورها استخدام وكلاء من فصائل مسلحة في أنحاء المنطقة في ظل الضرر الذي تلحقه العقوبات الأمريكية بها.
وأطلقت إيران صواريخ يوم الأربعاء على قاعدتين في العراق تتمركز فيهما قوات أمريكية ردا على قتل الجنرال الإيراني القوي قاسم سليماني في هجوم بطائرة أمريكية مسيرة في بغداد يوم الثالث من يناير كانون الثاني.
وجاء ذلك بعد تصاعد التوتر على مدى شهور، منذ أن انسحبت الولايات المتحدة في عام 2018 من الاتفاق النووي الإيراني مع ست قوى عالمية وأعادت فرض العقوبات التي قلصت صادرات إيران النفطية وأضرت باقتصادها.
وقال ترامب في خطاب للأمريكيين يوم الاربعاء ”حقيقة امتلاكنا لهذا الجيش العظيم وهذه المعدات لا تعني أنه يتعين علينا استخدامها. لا نريد استخدامها".
وأضاف ترامب أن الصواريخ الإيرانية التي أطلقت على القاعدتين العسكريتين في العراق لم تسقط قتلى أو جرحى من الجنود الأمريكيين وأن إيران ”تتراجع فيما يبدو وهذا أمر جيد لجميع الأطراف المعنية".
* إرهاب اقتصادي
قال ترامب إنه وافق على فرض عقوبات جديدة على إيران. وأضاف ”كانت (العقوبات) صارمة للغاية لكنها زادت الآن بشكل جوهري".
كما قال إن لديه شكوكا إزاء تحطم الطائرة الأوكرانية من طراز بوينج 737 يوم الأربعاء في إيران. وقال ”ربما ارتكب شخص خطأ".
وقال رئيس هيئة الطيران المدني الإيرانية علي عابد زادة ”من المستحيل أن يضرب صاروخ الطائرة الأوكرانية".
وردا على دعوة ترامب لأن تستبدل القوى العالمية الاتفاق النووي الموقع مع إيران عام 2015 باتفاق جديد، قال مجيد تخت روانجي مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة إن طهران لا يمكنها أن تثق في أي اقتراح بإجراء حوار في الوقت الذي يهدد فيه ترامب بتكثيف عقوبات ”الإرهاب الاقتصادي" وفقا لما نقلته وسائل الإعلام الإيرانية.
ووجه الحرس الثوري الإيراني تهديدات جديدة كذلك لواشنطن فحذر قائد بارز من ”انتقام أشد قريبا"، وقال آخر إن ضربات يوم الأربعاء مجرد بداية لسلسلة من الهجمات في أنحاء المنطقة.
وقال القائد الجديد لفيلق القدس الذي يشرف على العمليات العسكرية الخارجية إنه سيواصل السير على نهج سلفه سليماني.
وقال البريجادير جنرال إسماعيل قاآني ”سنواصل على هذا الطريق المنير بقوة".
وكان سليماني قد مد النفوذ الإيراني من سوريا إلى لبنان والعراق واليمن متحديا السعودية القوة الإقليمية المنافسة إضافة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل.
وينظر إلى سليماني باعتباره بطلا قوميا في إيران واجتذبت جنازته حشودا ضخمة، لكن الغرب يعتبره عدوا خطيرا.
وتتعارض تصريحات العسكريين مع ما قاله وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يوم الأربعاء عن أن طهران لا تريد تصعيدا.
وقال محللون إن إيران، على الرغم من التصريحات النارية، أرادت تجنب نشوب حرب مع القوات الأمريكية الأكثر تفوقا رغم أنها قد تلجأ إلى قوات حليفة في المنطقة.
وقال علي آلفونه، الزميل في معهد دول الخليج العربية في واشنطن، ”لا أتوقع مزيدا من الهجمات المباشرة من إيران. سنشهد على الأرجح المزيد من الردود غير المباشرة عبر وكلاء".
وأضاف أنه ربما تكون هناك فرصة للتوصل إلى حل عبر التفاوض لأحدث أزمة نظرا لأن ”إدارة ترامب لا تسعى على ما يبدو بشكل فعال إلى حرب وتحتاج إيران لتخفيف العقوبات".
وكثيرا ما وجه ترامب انتقادات إلى الرؤساء الأمريكيين السابقين لإدخالهم الولايات المتحدة إلى حروب طويلة ومكلفة في الخارج.
وقالت واشنطن إن لديها مؤشرات على أن طهران تخبر حلفاءها بالامتناع عن القيام بتحرك جديد ضد القوات الأمريكية.
وقالت مصادر حكومية أمريكية وأوروبية إنها تعتقد أن إيران سعت عامدة لتجنب سقوط قتلى أو جرحى من الجنود الأمريكيين في ضرباتها الصاروخية تلافيا للتصعيد.
ودعت دول عربية، تقع على الجهة المقابلة من الخليج من إيران، أيضا لأن يسود الهدوء في العراق وخارجه.
وذكر التلفزيون الرسمي السعودي أن المملكة نددت يوم الخميس بالهجمات الإيرانية ووصفتها بأنها ”انتهاك للسيادة العراقية".
وأضاف التلفزيون أن السعودية ”تدعو مجددا إلى ضرورة ضبط النفس من قبل كافة الأطراف".-(رويترز)