البكاء ليس علامة ضعف إنه علامة على الذكاء العاطفي
جو 24 :
نشر موقع "أويرناس أكت" الأمريكي مقال رأي للكاتب جيرالد سينكلير، بيّن فيه أن البكاء دليل على الذكاء العاطفي، وليس علامة ضعف كما يعتقد البعض.
وقال الكاتب، في مقاله الذي ترجمته "عربي21"، إنه في حين يعتقد الكثير من الناس أن التعبير عن المشاعر بتلقائية، خاصة السلبية منها، هو علامة على أن الشخص غير قادر على التحكم في نفسه، أو أنه غير ناضج بما فيه الكفاية، فإن البكاء في الحقيقة دليل على الذكاء العاطفي.
وأشار الكاتب إلى أن الذكاء العاطفي بشكل عام هو قدرة الشخص على إدراك مشاعره، والتعبير عنها بكل عفوية. وإذا حاولت كبح مشاعرك لأنك لا تريد أن تبين ضعفك، فذلك من شأنه أن يؤدي إلى شعورك بالمزيد من البؤس. وإذا كنت شخصا يميل إلى تجاهل مشاعره، والتظاهر بأن كل شيء على ما يرام، فهذا يعني أنك في أمس الحاجة إلى إطلاق العنان لمشاعرك، لأن كبتها سيؤدي إلى تعميق المشاعر السلبية والإحساس بالعجز.
وفي الواقع، على الناس أن يؤمنوا بأنه لا مشكلة في التعبير عن المشاعر عن طريق البكاء.
وأفاد الكاتب بأن البكاء من شأنه أن يساعدك على تجاوز الأحداث المؤلمة والمضي قدما، ويجعلك تشعر بتحسن. كما يعد البكاء بمثابة عملية تطهير لنفسك من كل المشاعر السلبية التي تشعر بها، وهو دليل على مواجهتها. فبدلا من الانغلاق على نفسك والهروب من هذه المشاعر، أنت تواجهها وتعيشها، ومن ثم تتجاوزها. ويعدّ البكاء جزءا مفيدا للغاية في الحياة، فهو يساعدك على تقليل التوتر، ووسيلة رائعة لتهدئة النفس.
ونقل الكاتب مقتطفات من تقرير نشرته الدكتورة جوديث أورلوف على مدونتها، الذي بينت فيه أن الدموع العاطفية لها فوائد صحية خاصة.
وحسب ما ورد في هذا التقرير، اكتشف الكيميائي الحيوي و"خبير الدموع" الدكتور ويليام فري من مركز رامزي الطبي في مينيابوليس، أن الدموع اللاإرادية تحتوي على 98 بالمئة من المياه، في حين أن الدموع العاطفية تحتوي على هرمونات التوتر التي يفرزها الجسم عن طريق البكاء.
وبعد دراسة تركيبة الدموع، وجد الدكتور فري أن دموع العاطفة تساعد الجسم على طرح الهرمونات والسموم الأخرى التي تتراكم أثناء الإجهاد.
وتشير دراسات إضافية إلى أن البكاء يحفز إنتاج الإندورفين، وهو مسكن طبيعي للألم في الجسم ومن هرمونات "الشعور بالرضا".
وأكد هذا التقرير أن البشر هم المخلوقات الوحيدة المعروفة بذرف دموع العاطفة، على الرغم من أنه من المحتمل أن يكون لدى الأفيال والغوريلا وبعض الثدييات الأخرى مثل هذه الميزة. كما أن البكاء يجعلنا نشعر بالتحسن، حتى لو استمرت المشكلة التي نمر بها، هذا إلى جانب دوره في إزالة السموم من الجسم.
ونقل الكاتب عن الدكتورة جوديث أورلوف أن المرضى في بعض الأحيان يعتذرون عن البكاء، مبررين ذلك بأنهم في موضع ضعف.
وأوضحت الدكتورة أورلوف أن هذه العادة تعود إلى الآباء الذين كانوا يتجنبون البكاء أمام أطفالهم، والمجتمع الذي لطالما أخبرنا بأننا نظهر في موقف ضعف عندما نبكي؛ ولعل خير مثال على ذلك، المقولة الشائعة "الرجال الأقوياء لا يبكون".
خلافا لذلك، ترفض الدكتورة أورلوف مثل هذه الأفكار، وتقدر النموذج الجديد المستنير الذي يحدد قوة الرجل أو المرأة على أنهم أشخاص لديهم القوة والوعي الذاتي في البكاء.
ونصحت الدكتورة جوديث أورلوف بترك المفاهيم الخاطئة بشأن البكاء، التي عفا عليها الزمن، فالبكاء أمر جيد وصحي، ويساعد على التخلص من الحزن والتوتر. يعد البكاء ضروريا أيضا لتخفيف الحزن عندما تنتابنا موجات من الدموع بشكل دوري بعد تعرضنا للخسارة. من شأن البكاء معالجة الخسارة حتى نتمكن من الاستمرار في العيش بقلوب منشرحة. خلافا لذلك، إذا قمعنا هذه المشاعر القوية سيؤدي ذلك بالضرورة إلى التعرض للاكتئاب.
وخلص الكاتب إلى حقيقة أن البكاء ليس دليلا على الضعف، وأنه لا يوجد سبب لتجبر نفسك على عدم البكاء مطلقا. وإذا كنت تشعر في رغبة للبكاء افعل ذلك، لما للبكاء من آثار إيجابية على الصحة النفسية.