مقتل طبيبات يثير الغضب في مصر.. وتحرك برلماني للمحاسبة
بعد أن لقيت طبيبتان مصريتان مصرعهما، وأصيبت أخريات في حادث انقلاب حافلتهن، خلال توجههن للعاصمة المصرية القاهرة قادمات من محافظة المنيا لحضور دورة تدريبية تابعة لوزارة الصحة، تحرك البرلمان المصري، ونقابة الأطباء، لمحاسبة المسؤولين بوزارة الصحة الذين أجبروا الطبيبات على السفر.
البداية كانت أول أمس الثلاثاء، حيث طلبت مديرية الصحة بمحافظة المنيا توجه 15 طبيبة من دفعة 2017 صباح اليوم التالي للقاهرة، لحضور دورة تدريبية في برنامج مبادرة صحة المرأة بمعهد التدريب.
تلويح بالعقاب
فيما لم تجد الطبيبات أي مقاعد لهن في القطارات المتجهة، الأربعاء، من المنيا للقاهرة، فطلبن الانتظار ليوم آخر لحين العثور على وسيلة انتقال آمنة ومريحة، خاصة أن المسافة تزيد عن 400 كيلومتر، وهو ما واجهه المسؤولون بالرفض والتلويح بالعقاب لمن يتخلف أو يعتذر عن حضور الدورة.
هذا واستقلت الطبيبات حافلة ضمت 15 منهن إضافة للسائق، وخرجن من منازلهن في تمام الثالثة فجرا، وفي ظروف جوية شديدة الصعوبة ودرجات حرارة تقترب من 7 درجات، للتوجه للقاهرة، وفي الطريق وعند منطقة الكريمات انقلبت الحافلة لتلقى طبيبتان مصرعهما إضافة للسائق، وتصاب أخريات بإصابات خطيرة بينهن طبيبة أجريت لها عملية جراحية لإزالة الرحم بعد وفاة جنينها، ويتم نقل المصابين إلى مستشفيات حلوان و15 مايو ومعهد ناصر لتلقي الرعاية الطبية.
14 سيارة إسعاف
وأوضح الدكتور خالد مجاهد المتحدث الرسمي لوزارة الصحة أن الحادث أسفر عن وفاة 4 أشخاص من بينهم طبيبتان، وسائق، وعامل، وإصابة 17 آخرين من الأطباء والطبيبات حيث كانوا متجهين من محافظة المنيا إلى محافظة القاهرة لحضور إحدى الدورات التدريبية.
وقال مجاهد إنه فور وقوع الحادث تم الدفع بـ 14 سيارة إسعاف مجهزة نقلت كافة المصابات وحالات الوفاة إلى مستشفى 15 مايو وحلوان العام، مشيرًا إلى أن الإصابات تنوعت بين كسور وجروح قطعية، وكدمات بأماكن متفرقة بالجسد، فيما تتواجد 3 حالات تتلقى العلاج بالرعاية المركزة بمستشفى معهد ناصر.
غضب واسع
كما كشف أن وزيرة الصحة قررت ضم والدي الطبيبتين المتوفيتين للبعثة الطبية للحج لهذا العام، وإطلاق اسميهما على الوحدتين الطبيتين اللتين كانتا تعملان بهما تكريما لهما.
وأضاف مجاهد أن الوزيرة قررت أيضا ضم كافة المصابين إلى البعثة الطبية للحج لهذا العام، بالإضافة إلى ضم أحد ذويهم من الدرجة الأولى.
هذا وأثارت قرارات الوزيرة غضبا واسعا، حيث أكد أهالي الضحايا أنها محاولة للالتفاف على المسؤولية الجنائية للمسؤولين بالوزارة، خاصة أن إحدى الطبيبتين اللتين لقيتا مصرعهما في الحادث قبطية، وبالتالي لا يمكن سفر ذويها لأداء الحج.
محاسبة وزيرة الصحة
وتقدم النائب حسين غيته، عضو مجلس النواب عن محافظة المنيا، ببيان عاجل ضد وزيرة الصحة، مطالبا بمحاسبتها وإقالتها بسبب الإهمال والعشوائية في القرارات، وعدم توفير وسيلة نقل آمنة للأطباء.
وأوضح أن أطباء المنيا كانوا في طريقهم للتدريب بالقاهرة، وكان من الممكن أن يتم توفير مدرب لهم في محافظتهم بدلا من سفرهم، خاصة أن بينهم طبيبات، إلا أن الوزارة رفضت ذلك.
إلى ذلك تقدمت نقابة الأطباء ببلاغ صباح اليوم الخميس للنائب العام والنيابة الإدارية لفتح تحقيق جنائي وإداري في الواقعة ضد كل من تسبب في إصدار أوامر إدارية تعسفية، أو شارك في تهديد الأطباء بالعقوبات في عدم السفر مما عرض حياتهم للخطر.
أوامر تعسفية
وطالبت النقابة في بيان رسمي بإحالة الأطباء المسؤولين عن إصدار الأوامر الإدارية المتعسفة للجنة التحقيق بالنقابة، كما طالبت أن يتم إقامة جميع الدورات التدريبية بالمحافظات، أما في حالة ضرورة الانتقال لأي محافظة أخرى فيجب أن تقوم جهة العمل بتوفير سبل الانتقال الآمنة على أن يتم إخطار الأطباء بأي مأموريات عادية أو تدريبية بموعد يسبقها بأسبوعين على الأقل.
وقررت النقابة رفع دعوى قضائية ضد وزارة الصحة لمطالبتها بالتعويض المناسب لأهالي الضحايا وللمصابين، وتقديم جميع سبل الدعم القانوني والنقابي لهم.العربية نت