إعلانات إلكترونية وهمية لرحلات حج مجاني
جو 24 :
يضع مواطنون أملهم في إعلانات إلكترونية تغزو وسائل التواصل الاجتماعي، لتحقق حلمهم بزيارة بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج "مجانا” عن طريق نظام القرعة، ليكتشفوا لاحقا أنهم "ضحايا”.
فرغم التحذيرات الأمنية والرسمية التي تؤكد وجود مواقع احتيال إلكتروني تجمع المعلومات عن ضحاياها لاستخدامها لغايات القرصنة والابتزاز المالي والعاطفي، إلا أن البعض يتهافتون لتعبئة الطلب طمعا برحلة مجانية لجميع أفراد العائلة في ظل ارتفاع تكلفة رحلة الحج المالية.
تلك الإعلانات التي غالبا ما تكون بعنوان "الحج مجانًا”، تدفع الأشخاص إلى فتح موقع الإعلان الإلكتروني مباشرة، لا سيما أن هناك عدّادا يظهر فيه بالأرقام العد التنازلي لانتهاء الطلبات "كونها محدودة والمنافسة شديدة”.
وتفاصيل الإعلان كما هو منشور، "اربح رحلة حج مجانية لشخصين شاملة السكن والضيافة والمواصلات برفقة نخبة من الدعاة والإعلاميين والمنشدين”.
كما يطلب الموقع ضرورة "الإجابة عن أسئلة معينة للتقدم لرحلة الحج المجانية مدفوعة التكاليف، منها أهمها هل أديت فريضة الحج مسبقا؟”.
بالمقابل، تجد أسماء لأشخاص يمتدحون هذا الموقع، ويشكرون القائمين عليه لاستقطاب زوار أكثر له، لكن بمجرد أن تضع المعلومات المطلوبة، سواء كانت هذه المعلومات دقيقة أم غير دقيقة، فإن طلبك يحظى بالموافقة مباشرة، لكن شريطة أن تعمّم ذلك على العشرات من الأشخاص الّذين تعرفهم لا سيما في تطبيق "واتساب”.
"الغد” بدورها تتبعت مجموعة من هذه الإعلانات، والتي تظهر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو عبر مواقع إلكترونية مختلفة، للكشف عن ادعاءات أصحاب هذه الرحلات "الوهمية”.
وتتضمن معلومات يطلبها أصحاب الإعلانات "الوهمية” ملء خانات حول معلوماتهم الشخصية منها الاسم الرباعي وهاتفه الشخصي ومدينته، وبعد ذلك تصبح هذه المعلومات في حوزة "الجهات” التي قد تمارس الابتزاز المادي أو الشخصي.
كما يطالبك الموقع بإجراء عدة خطوات كي تحظى بهذه الرحلة المجانية، حيث وضعت "الغد” أسماء ومعلومات وأرقاما ورسومات لرموز وهمية، واستقبلت من صاحب الصفحة كلمة "تهانينا” مع جملة شروط حتى تحظى بفرصة الفوز.
وبمجرد أن تعبأ المعلومات إلكترونيا، وبعد حصول الموقع على تلك المعلومات، يشترط منك "نشر” رابط لحوالي 20 شخصا، وبهذه الخطوة يحصل ذلك الموقع على معلومات شخصية للأفراد وبهدف الابتزاز عبر الاختراق للأجهزة المختلفة.
بعد ذلك، يتم إبلاغ المستخدم بأنه حصل على رحلة حج مجانية، لكن بعدها سيتفاجأ بأنّ معلوماته قد استُملكت لجهات "مجهولة”.
الخبير في أمن المعلومات والجرائم الإلكترونية، عمران سالم، أكّد "أن الغاية من هذه الصفحات أو المواقع التي تتضمن هذه الإعلانات، هي اختراق معلومات الأفراد، وذلك لابتزازهم بوسائل مختلفة”.
ومن الأمثلة الفنية على ذلك، حسب ما أوضحه سالم، "أن هذه المواقع تتضمن عبارة (جميع الحقوق محفوظة) بدلا من الإفصاح عن اسم الشركة الرسمية ومكانها وهواتفها النقالة للتواصل معها، ما يؤكّد أن هذه المواقع تهدف إلى اختراق أجهزة الأفراد الإلكترونية، والنتيجة ابتزازهم بالحصول على معلوماتهم الشخصية”.
وأضاف، "أن هنالك مؤشرات كثيرة حول وهمية هذه الإعلانات، أبرزها مثلًا (عدّاد الأرقام الثابت)، كما أن الأسماء وصورهم غير حقيقية يتم وضعها لخداع المستخدم”.
كما حذّر الناطق باسم مديرية الأمن العام، المقدّم عامر السرطاوي، "من السقوط في فخّ هذه الإعلانات، التي تبتغي أن تجعل المواطن فريسةً للاحتيال ولأهداف مجهولة”.
وحصر السرطاوي التعامل فيما يخصّ الحج ورحلاته بـ”وزارة الأوقاف، والمكاتب المعتمدة والرسمية”.
أسباب عديدة دفعت مواطنين إلى الهرولة وراء هذه الإعلانات، منها المعايير الموضوعية المُحدّدة من قبل وزارة الأوقاف، حيث إن هذه المعايير من شأنها أن تجعل الأشخاص الذين يريدون زيارة بيت الله الحرام، أن يلجأوا إلى مواقع تدغدغ عاطفتهم الدينية، خاصّةً أن تكلفة رحلة الحج للمواطن الأردني تتراوح ما بين 1300 دينار و1940 دينارًا للفرد الواحد.
مدير برنامج الحج والعمرة في وزارة الأوقاف، مجدي البطوش، أكد "أن المعايير التي حدّدتها الوزارة لاختيار الحجّاج هي: السّن (الأكبر سنًّا)، والقرعة، والادخار في صندوق الحج”.
وأضاف البطوش، "الأعداد محدودة، وهذه الأعداد هي بناءً على قرار الجهات السعودية، لا يختزل هذا التحديد بحقّ الأردن فقط، بل جميع الدول الإسلامية، والتي تلتزم بعدد معين من الحجاج”.
وتبلغ حصة الأردن من الحجّاج 8 آلاف حاج، ويراعى معيار "الأكبر سنًا”، الأمر الذي يدفع الأشخاص الّذين لا يشملهم هذا المعيار، والّذين يتعطّشون لأداء هذه الفريضة، أن يتعرّضوا لـ”خداع واحتيال” من الإعلانات المزيفة.
وحذّر البطوش من هذه الإعلانات، التي وصفها بـ”الإعلانات الكاذبة”، والهدف منها استغلال العواطف لدى المواطنين.
ومن المتوقع، أن تصدر الأوقاف بيانًا تحذِّر فيه المواطنين من هذه الإعلانات الوهمية، وفق البطوش الذي أشار إلى "أن الوزارة ستراجع معايير الحج، بعد إجراء دراسة تضمن استجلاب الفئات الأخرى، وأبرز هذه الفئات الشباب”.الغد
فرغم التحذيرات الأمنية والرسمية التي تؤكد وجود مواقع احتيال إلكتروني تجمع المعلومات عن ضحاياها لاستخدامها لغايات القرصنة والابتزاز المالي والعاطفي، إلا أن البعض يتهافتون لتعبئة الطلب طمعا برحلة مجانية لجميع أفراد العائلة في ظل ارتفاع تكلفة رحلة الحج المالية.
تلك الإعلانات التي غالبا ما تكون بعنوان "الحج مجانًا”، تدفع الأشخاص إلى فتح موقع الإعلان الإلكتروني مباشرة، لا سيما أن هناك عدّادا يظهر فيه بالأرقام العد التنازلي لانتهاء الطلبات "كونها محدودة والمنافسة شديدة”.
وتفاصيل الإعلان كما هو منشور، "اربح رحلة حج مجانية لشخصين شاملة السكن والضيافة والمواصلات برفقة نخبة من الدعاة والإعلاميين والمنشدين”.
كما يطلب الموقع ضرورة "الإجابة عن أسئلة معينة للتقدم لرحلة الحج المجانية مدفوعة التكاليف، منها أهمها هل أديت فريضة الحج مسبقا؟”.
بالمقابل، تجد أسماء لأشخاص يمتدحون هذا الموقع، ويشكرون القائمين عليه لاستقطاب زوار أكثر له، لكن بمجرد أن تضع المعلومات المطلوبة، سواء كانت هذه المعلومات دقيقة أم غير دقيقة، فإن طلبك يحظى بالموافقة مباشرة، لكن شريطة أن تعمّم ذلك على العشرات من الأشخاص الّذين تعرفهم لا سيما في تطبيق "واتساب”.
"الغد” بدورها تتبعت مجموعة من هذه الإعلانات، والتي تظهر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو عبر مواقع إلكترونية مختلفة، للكشف عن ادعاءات أصحاب هذه الرحلات "الوهمية”.
وتتضمن معلومات يطلبها أصحاب الإعلانات "الوهمية” ملء خانات حول معلوماتهم الشخصية منها الاسم الرباعي وهاتفه الشخصي ومدينته، وبعد ذلك تصبح هذه المعلومات في حوزة "الجهات” التي قد تمارس الابتزاز المادي أو الشخصي.
كما يطالبك الموقع بإجراء عدة خطوات كي تحظى بهذه الرحلة المجانية، حيث وضعت "الغد” أسماء ومعلومات وأرقاما ورسومات لرموز وهمية، واستقبلت من صاحب الصفحة كلمة "تهانينا” مع جملة شروط حتى تحظى بفرصة الفوز.
وبمجرد أن تعبأ المعلومات إلكترونيا، وبعد حصول الموقع على تلك المعلومات، يشترط منك "نشر” رابط لحوالي 20 شخصا، وبهذه الخطوة يحصل ذلك الموقع على معلومات شخصية للأفراد وبهدف الابتزاز عبر الاختراق للأجهزة المختلفة.
بعد ذلك، يتم إبلاغ المستخدم بأنه حصل على رحلة حج مجانية، لكن بعدها سيتفاجأ بأنّ معلوماته قد استُملكت لجهات "مجهولة”.
الخبير في أمن المعلومات والجرائم الإلكترونية، عمران سالم، أكّد "أن الغاية من هذه الصفحات أو المواقع التي تتضمن هذه الإعلانات، هي اختراق معلومات الأفراد، وذلك لابتزازهم بوسائل مختلفة”.
ومن الأمثلة الفنية على ذلك، حسب ما أوضحه سالم، "أن هذه المواقع تتضمن عبارة (جميع الحقوق محفوظة) بدلا من الإفصاح عن اسم الشركة الرسمية ومكانها وهواتفها النقالة للتواصل معها، ما يؤكّد أن هذه المواقع تهدف إلى اختراق أجهزة الأفراد الإلكترونية، والنتيجة ابتزازهم بالحصول على معلوماتهم الشخصية”.
وأضاف، "أن هنالك مؤشرات كثيرة حول وهمية هذه الإعلانات، أبرزها مثلًا (عدّاد الأرقام الثابت)، كما أن الأسماء وصورهم غير حقيقية يتم وضعها لخداع المستخدم”.
كما حذّر الناطق باسم مديرية الأمن العام، المقدّم عامر السرطاوي، "من السقوط في فخّ هذه الإعلانات، التي تبتغي أن تجعل المواطن فريسةً للاحتيال ولأهداف مجهولة”.
وحصر السرطاوي التعامل فيما يخصّ الحج ورحلاته بـ”وزارة الأوقاف، والمكاتب المعتمدة والرسمية”.
أسباب عديدة دفعت مواطنين إلى الهرولة وراء هذه الإعلانات، منها المعايير الموضوعية المُحدّدة من قبل وزارة الأوقاف، حيث إن هذه المعايير من شأنها أن تجعل الأشخاص الذين يريدون زيارة بيت الله الحرام، أن يلجأوا إلى مواقع تدغدغ عاطفتهم الدينية، خاصّةً أن تكلفة رحلة الحج للمواطن الأردني تتراوح ما بين 1300 دينار و1940 دينارًا للفرد الواحد.
مدير برنامج الحج والعمرة في وزارة الأوقاف، مجدي البطوش، أكد "أن المعايير التي حدّدتها الوزارة لاختيار الحجّاج هي: السّن (الأكبر سنًّا)، والقرعة، والادخار في صندوق الحج”.
وأضاف البطوش، "الأعداد محدودة، وهذه الأعداد هي بناءً على قرار الجهات السعودية، لا يختزل هذا التحديد بحقّ الأردن فقط، بل جميع الدول الإسلامية، والتي تلتزم بعدد معين من الحجاج”.
وتبلغ حصة الأردن من الحجّاج 8 آلاف حاج، ويراعى معيار "الأكبر سنًا”، الأمر الذي يدفع الأشخاص الّذين لا يشملهم هذا المعيار، والّذين يتعطّشون لأداء هذه الفريضة، أن يتعرّضوا لـ”خداع واحتيال” من الإعلانات المزيفة.
وحذّر البطوش من هذه الإعلانات، التي وصفها بـ”الإعلانات الكاذبة”، والهدف منها استغلال العواطف لدى المواطنين.
ومن المتوقع، أن تصدر الأوقاف بيانًا تحذِّر فيه المواطنين من هذه الإعلانات الوهمية، وفق البطوش الذي أشار إلى "أن الوزارة ستراجع معايير الحج، بعد إجراء دراسة تضمن استجلاب الفئات الأخرى، وأبرز هذه الفئات الشباب”.الغد