توقف دوري كرة القدم يرفع شعبية كرة السلة في الأردن
منذ الساعة الرابعة عصرا؛ يقفمشجع نادي الوحدات سفيان الشاعرقرب شباك التذاكر، ليحصل على تذكرة دخول إلى صالة الأمير حمزة بمدينة الحسين للشباب، كي يتابع مباراة فريقه في سلسلة النهائي أمام نظيرة الأرثوذكسي.
وبعد ذلك يقف سفيان في طابور طويل تحت المطر، وفي درجة حرارة قد تصل إلى الصفر، ينتظر فتح بوابات الدخول إلى الصالة عند الساعة الخامسة والنصف، أي قبل موعد انطلاق المباراة بساعتين.
يقول سفيان للجزيرة نت إن "اتحاد اللعبة يبيع التذاكر إلكترونيا، لكن الحضور المبكر، والوقوف تحت الأمطار، والإصرار على شرائها من شباك التذاكر؛ له نكهة خاصة، عدا عن كونه يضمن لك مقعدا مميزا في الصالة".
ويضيف "نحن جماهير متعطشة، ونعشق الوحدات، وأي فريق يمثل هذا النادي نؤازره، ونكون حريصين على التواجد في الصالات الرياضية والملاعب، وحتى أثناء التمارين".
المشجع سفيان الشاعر خلال إحدى مباريات الدور النهائي لكرة السلة(الجزيرة) |
وأوضحسفيانأن "مجموعة وحداتي" (ألترس) قررت منذ توقف الموسم الكروي التوجه إلى صالات السلة من أجل دعم فريقها، وكانت البداية بأعداد قليلة، ثم زاد عدد الجماهير بشكل لافت في الأمتار الأخيرة من البطولة.
وحسب مراقبين، فإن كرة السلة الأردنية تشهد حضورا جماهيريا لم تشهده منذ سنوات طويلة، وفي المباريات القليلة الماضية لم تتمكن صالة الأمير حمزة من استقبال أكثر من 7500 متفرج، حيث أُجبر المئات على العودة لمنازلهم.
ويعد الحضور الجماهيري لكرة السلة في الأردن حاليا الأكبر على المستوى العربي، حسب شارلي كيالي رئيس لجنة كرة السلة في النادي الأرثوذكسي.
ويبين كيالي للجزيرة نت أن حضور ما يزيد على سبعةآلاف مشجع في كل مباراة مفيد لكرة السلة الأردنية، ويدعم اتحاد اللعبة والأندية على حد سواء، مؤكدا أن الزخم الحالي للحضور الجماهيري "ليس طفرة كما يعتقد البعض".
ويلفت إلى أن مشاركة فريق جماهيري كالوحدات في بطولات كرة السلة زاد نسبة الحضور الجماهيري بشكل لافت، ومنح اللاعبين دافعا قويا للتنافس وتقديم الأفضل.
وتؤكد أرقام غير رسمية أن الحضور الجماهيري كان سببا في ارتفاع أعداد الناشئين المسجلين في الأكاديميات التدريبية لكرة السلة، حيث سجلت خلال الأشهر الثلاثة الماضية أكثر من 2500 طفل تتراوح أعمارهم بين 10 و15 عاما.
وحسب أيمن ادعيس -اللاعب الدولي السابق وعضو اللجنة الفنية في نادي الوحدات- فإن "جماهير النادي رفعت سقف الطموحات، حيث قررت إدارة الفريق المشاركة في البطولات العربية والآسيوية، ووضعت نصب عينيها لقب الدوري
المحلي الذي سيكون أول ألقاب النادي الأخضر المتخم بالبطولات المحلية على مستوى كرة القدم".
ويرى ادعيسفي حديثه للجزيرة نت أن "توقف دوري المحترفين لكرة القدم لم يكن سببا في زخم الحضور الجماهيري لمباريات كرة السلة، كون الوحدات يملك قاعدة جماهيرية كبيرة تحرص على حضور أنشطة النادي ومبارياته المتعددة".
وسعى اتحاد كرة السلة في الأعوام القليلة الماضية إلى إعادة الزخم الجماهيري للعبة؛ من خلال عرض تذاكر المباريات بأسعار رمزية للعائلات، حيث بات من المتاح لعائلة مكونة من خمسة أفراد الدخول إلى الصالة مقابل نحو سبعة دولارات.
ويصفرئيس الاتحاد الأردني لكرة السلة محمد عليان الزخم الجماهيري للعبة "بالأكبر في تاريخها، نافيا أن تكون ثمة علاقة بين هذا الزخم وتوقف الموسم الكروي.
وقال عليان للجزيرة نتإن رغبة الأندية المشاركة في دوري السلة في التتويج باللقب "زاد حدة التنافسية ونسبة الحضور الجماهيري، خاصة مع وجود أكثر من مباراة ديربي".
ولفتإلى أن جمهور الوحدات كان علامة فارقة في الموسم الحالي؛ من خلال حضوره بأعداد كبيرة، مما دفع الأندية الأخرى إلى السعي الحثيث لتكثيف حضورها الجماهيري.
وحظيت المباريات التي تبثعلى الصفحة الرسمية لاتحاد السلة بمشاهدات غير مسبوقة،حيث وصلت إلى أكثر من مئة ألف مشاهدة للمباراة الواحدة، كما حظيت بمتابعات واسعةعلى القناة الرياضية للتلفزيون الرسمي.
المصدر : الجزيرة