كيف تحتفلين بفشلك على طريقة إيلون ماسك؟
هل فكرت من قبل -مثلما فكر إيلون ماسك، المصمم والمدير التنفيذي لشركة تصنيع السيارات الكهربائية (تسلا)- أن تحتفلي بفشلك بشكل علني أيضا بلا خجل أو تردد؟
إذا كنت ممن لا يقفون عند المحاولة الأولى بالرغم من تكرار تجارب الفشل، فربما ستصبحين مديرا تنفيذيا لأكبر شركة في العالم أو أن تصبحي المرأة الأعظم في مدينتك، أو حتى ربة المنزل والأم الأنجح على الإطلاق.
قميص تسلا
نجاحقميص تسلا المعروف باسم "القميص المضاد للرصاص" هو احتفال جميل بالفشل. وهي عادة معروفة لدى الملياردير "إيلون ماسك".
قميص تسلا مستوحى من حادث كسر زجاج نافذة الشاحنة الكهربائية "سايبر تراك"Cybertruckأثناء إطلاقها أمام العالم كله في نوفمبر/تشرين الثاني، وقد أكدت الشركةعلى أن شاحنتها مقاومة للرصاص، ولإثبات ذلك أثناء العرض ألقيت كرة فولاذية على نوافذ النموذج الأولي مع ضرب الأبواب بمطرقة ثقيلة، وبالرغم من أن النوافذ لم تتحطم بشكل كامل فإنها تضررت.
عندما حدث ذلك، علق ماسك بهدوء قائلا "هناك فرص أخرى للتحسين". اليوم التالي، نشر تغريدة بلغة واثقة تفسيرا منطقيا لما حدث واعدا بعدم تكراره مرة أخرى.
بعد الحادث بشهرين تقريبا، قامت تسلا ببيع القميص الذي يسخر من الحادثة ويخلد ذكراها، وهي فكرة تسويقية تدر أموالا طائلة لم يكن أحد يتوقعها.
هذه ليست المرة الأولى التي يفشل فيها ماسك أمام العالم كله، فقد حدث ذلك عام 2007 حينما تم إطلاق صاروخ فالكون 9، التابع لشركة سبيس أكس التي يمتلكها ماسك أيضا، لينفجر الصاروخ بتكلفة مئتي مليون دولار في الهواء أمام الجميع. ليستمر ماسك في المحاولة مرة أخرى حتى ينجح.
لماذا هو مختلف؟
وفقا لـ ميندا زيتلين الرئيس السابق للجمعية الأميركية للصحفيين والمؤلفين -في مقالها على موقع إينك.كوم- إذا كنت تريدين أن تسلكي مسلك ماسك، فيجب أن تعرفي عنه التالي:
إنه لا يتبع قواعد الشركات، حينما يتركز اهتمام الجميع على الأخبار الجيدة لضمان زيادة الإنتاج، فهو لا يستثني لحظات السقوط لتكون القاعدة التي يبنى عليها النجاح القادم.
لا يأخذ نفسه على محمل الجد، يعالج كل الأمور بشكل ساخر أحيانا، وليس بالجدية التي يتعامل بها الناس الذين يقومون بمهام كبيرة كالتي يفعلها ماسك، كرغبته في إنقاذ البشرية عن طريق التقليل بشكل كبير من انبعاثات الكربون وإبطاء التغير المناخي، ناهيك عن استعمار المريخ، وجعله موطنا للبشر.
يحتفل بالفشل، لقد سمعنا مرارا وتكرارا عن أهمية تدارك الفشل والاحتفال به، والحديث عنه كشيء إيجابي، ولكن التعامل معه بطريقة ماسك أمر نادر جدا. هو مدير تنفيذي متقبل تماما لفكرة الفشل العلني.
لماذا يجب الاحتفال؟
الفشل غير ممتع بلا شك، لكن إذا استطعنا أن نتعلم الاحتفال بإخفاقاتنا كخطوات نحو النجاح، فسوف نستمر في بذل الجهود، ونواصل المحاولة. وفي النهاية نحقق النتائج التي نريدها، نحن في حاجة إلى تعلم المرونة والمثابرة.
المرونة والمثابرة
تجيب عن هذا السؤال شيلي فيليبس المستشارة الحياتية وصاحبة مدونة "الأمومة والأبوة الواعية" في مقالها بعنوان "لماذا يجب أن تحتفل بفشلك؟" على موقع "لايف هاك" من خلال ست خطوات، نذكرها فيما يلي:
الخطوة الأولى:تتمثل في إدراكك أن المرونة والمثابرة هما من الصفات التي ترغبين في تطويرها. الاعتراف بالرغبة في التغيير هو الخطوة الأولى نحو التحول.
الخطوة الثانية:يجب أن تدركي بشكل واضح كيف تتصرفين بها كرد فعل على "الفشل". هل تفزعين؟ هل تقومين برمي الأشياء؟ هل تصرخين بصوت عال؟ هل تنخرطين في الحديث السلبي عن النفس مثل إخبار نفسك أنك لست جيدة، هذه المعلومات هامة حتى تتمكني من بناء خطة للقضاء على سلوكياتك السلبية واستبدالها بنظرة أكثر مرونة.
الخطوة الثالثة:قرريكيفية التفاعل مع الفشل. يمكنك أن تقرري أنه في المرة القادمة التي تفشلين فيها ستختارين التنفس والاسترخاء والاعتراف بالفشل بدلا من أن تكرهي نفسك، يمكنك ببساطة الاعتذار لنفسك وإعادة المحاولة.
الخطوة الرابعة:حددي مجموعة من الاقتباسات أو العبارات التي تلهمك وتؤثر فيك بشكل كبير، ضعيها على الحائط في غرفتك أو على مكتبك أو على باب ثلاجتك بالمطبخ، لترجعي إليها كلما شعرت بالاختناق بسبب الفشل في تحقيق هدف ما.
الخطوة السادسة:أخيرا، تعلمي كيفية رؤية الجانب المضيء وراء كل فشل. التحديات تجعلنا نعمل بجد أكثر، وندرك أننا نسير على الطريق الصحيح للقيام بأشياء عظيمة.
مهارات الصمود
تقول المدربة والمؤلفة تريش توناج في مقال لها على موقع "ثريف جلوبال" ThriveGlobal: في الحقيقة، الفشل عنصر حاسم عندما ننظر إلى الهدف النهائي للنجاح. عندما نواجه حاجز طريق، فإنه يخلق فرصة لتبادل الأفكار الجديدة، وعادة ما تكون النتيجة أفضل من الخطة الأصلية.
تقول أيضا إن تبني الفشل يجعلك تتمتعي بعدد من المهارات أهمها:
حل المشكلات:هي مهارة نستخدمها عندما يتعين علينا النظر في بدائل أو إيجاد حلول للعقبات. يضع حل المشكلات الإبداعي أساسا لتحويل التحدي أو الفشل إلى فرصة.
اختبار الواقع:يجب أن يكون لكل خطة أهداف وغايات واقعية، وأن تحتوي على مراحل أو خطوات مختلفة لتحقيق الأهداف. إن تطبيق هذه المهارة على الفشل يفتح الباب أمام حلول مبتكرة ويبقينا مستمرين.