أُنْس جابر.. من جامعة كرات إلى صاحبة أفضل إنجاز عربي في التنس
واستطاعت لاعبة التنس التونسية أُنس جابر أن تسلب اهتمام عشاق الكرة الصفراء عندما فجرت اليوم الجمعة مفاجأة من العيار الثقيل في دورة أستراليا المفتوحة، بفوزها على الدانماركية كارولين فوزنياكي صاحبة المركز 36 في تصنيف لاعبات التنس المحترفات.
وفي مواجهة مثيرة لحساب الدور الثالث، حققت أنس (25 عاما) الفوز على منافستها الدانماركية المصنفة الأولى سابقا وحاملة لقب نسخة 2018، بمجموعتين لواحدة (7ـ5 و3-6 و7-5)،لتضرب موعدا مع الدور ثمن النهائي وتصبح بذلك أول لاعبة عربية وأفريقية تصل عتبة هذا الدور في بطولة أستراليا الكبرى، أولى بطولات الغراند سلام.
إنجاز تاريخي
وشقت اللاعبة طريقها بثبات على ملاعب ملبورن، فقبل إزاحة فوزنياكي، فازت أُنس على البريطانية جوانا كونتا في الدور الأول بمجموعتين دون رد، ثم على الفرنسية كارولين غارسيا في الدور الثاني بمجموعتين لواحدة.
وستكون صاحبة المركز 78 في التصنيف الدولي فجر الأحد المقبل أمام فرصة مواصلة كتابة التاريخ عندما تواجه الصينية كيانغ وانغ المصنفة 29 عالميا والتي أزاحت الأميركية سيرينا وليامز إحدى أفضل اللاعبات في تاريخ التنس.
وقالت أنسعقب المباراة إن "الفوز على فوزنياكي يعد لحظة فارقة في مسيرتي.. لم أنجح في مشاركاتي السابقة في تجاوز الدور الأول لأني لم أكن أملك الخبرة في مثل هذه البطولات الكبرى.. الفوز على فوزنياكي إحدى اللاعبات اللاتي أعتبرهن ملهمات لي في عالم الكرة الصفراء، إنجاز كبير".
وتابعت في تصريح لإذاعة "موزاييك" الخاصة "سأعمل على مواصلة المسيرة بثبات رغم أن المواجهة القادمة لن تكون سهلة أمام الصينية وانغ".
واعتبرالرئيس السابق للاتحاد التونسي للتنسمحرز بوصيان أن الفوز لم يكن بمثابة المفاجأة بالنسبة إليه باعتبار أنه كان يدرك أن مثابرة أنس ستؤتي ثمارها يوما ما.
وقال بوصيان الذي يرأس حاليا اللجنة التونسية الأولمبية "كان لا بد أن يأتي اليوم الذي نشاهد فيه أنس وهي تشق طريقها في واحدةمن أعرق البطولات بالعالم.. كنت رئيسا لاتحاد اللعبة عندما فازت ببطولة رولان غاروس 2011 للشابات، وأراهن عليها لتنافس على الأدوار الأولى في أستراليا ثم في أولمبياد طوكيو 2020".
طموح للبطولات
وتوجت أنس المولودة يوم 28أغسطس/آب 1994 في مدينة قصر هلال (وسط)، بدورة تونس الدولية في ثلاث مناسبات (2013 و2014 و2016)، وأحرزت دورات الدار البيضاء (المغرب) وأنطاليا (تركيا) عام 2010، ورولان غاروس المفتوحة لفئة الشابات عام 2011.
وفي 2017، دخلت سباق أفضل 100 لاعبة محترفةبعد بلوغها الدور الثالث من بطولة "رولان غاروس" المفتوحة.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2018، وصلت أنس جابر نهائي دورة موسكو الدولية، ولكنها تعرضت للإصابة وخسرت اللقب الذي كان قريبا منها لفائدة منافستها الروسية داريا كاساتكينا، إلا أنها حققت أفضل تصنيف في مسيرتها ببلوغها المركز 61.
وكانت اللاعبة التونسية قد بدأت رحلتها مع عالم الكرة الصفراء منذ أن كانت صبية لم تتجاوز الرابعة من العمر، إذ كانت والدتها -لاعبة التنس الهاوية في أواخر تسعينياتالقرن الماضي- تصطحبها إلى الملعب لتحضر التدريبات حتى ازداد ولعها باللعبة.
وأضافت "نجحت أنس في إثبات علو كعبها وهي لم تتخط العاشرة، وفازت بعديد البطولات الوطنية، ثم حققت مع منتخب تونس مسيرة لافتة توجتها بالفوز بدورة فرنسا المفتوحة لفئة الشابات 2011".
وكان ذلك التتويج بمثابة المنعرج الحاسم في مسيرة اللاعبة التي دخلت غمار الاحتراف عام 2012، وخاضت أولى بطولاتها مع المحترفات في دورة قطر الدولية في فبراير/شباط من العام ذاته.
وتعتبر والدة أنس أن نجاح ابنتها كان بمجهودات فردية وبمساعدة من عائلتها وزوجها المعد البدني، في وقت هي أحوج ما تكون إلى الدعم المادي من وزارة الرياضة، بحسب قولها.
يذكر أن أنس جابرتوجت في ديسمبر/كانون الأول الماضي بجائزة أفضل رياضية عربية للعام 2019، وهي جائزة تمنحها مؤسسة "لندن العربية".
المصدر : الجزيرة