بعيدا عن صخب حياتك اليومية.. كيف يجعلك السفر شخصا أفضل؟
يعد السفر واحدا من أعظم مسرات الحياة، وبغض النظر عن أنه يقدم لك ملاذا رائعا من صخب حياتك اليومية، فإنه يجعلك شخصا أفضل بعدة طرق، فلا شيء أجمل من ملامسة قدميك الرمال الدافئة، والنسيم اللطيف الذي يُداعب وجهك، ورؤية المناظر الخلابة، وصوت الأمواج الهادئ.
الحياة معركة إرادة
في تقرير نشرته مجلة "كيريوس مايند ماغازين" الأميركية، قالت الكاتبةإليزابيث ويليامز إنه حين تتوفر الإرادة يصبح السبيل لتحقيق الأمور سهلا؛ فقد تحدث لك أشياء كثيرة غير متوقعة خلال سفرك، بدءا من فقدان أمتعتك في مدينة غريبة، أو ينتهي بك الأمر في فندق قذر، وما إلى ذلك.
وفي حين أنك قد لا تستطيع تغيير الأحداث فإنه بإمكانك تغيير طريقة تقبّلك لها. ويمكنك الغوص في الأفكار السلبية وإلغاء رحلتك والعودة للمنزل، أو يمكنك رسم ابتسامة على وجهك ومتابعة رحلتك واختيار السعادة.
ذكرياتك أكثر قيمة من المال
عند اتخاذ قرار السفر، ستدرك أن "المال" و"القيمة المعنوية" شيئان مختلفان. قد يكلف السفر الكثير من المال، خاصة إذا كنت تخطط لزيارة أرض أجنبية. ولكنك تختار المضي قدما بهذه الرحلة بسبب القيمة المعنوية التي قد تجلبها لحياتك. رحلة قد تصنع لك ذكريات لا تقدر بثمن، وستعتز بها بقية حياتك.
من جهة أخرى، إذا كانت تكلفة الرحلة تعيقك عن السفر حول العالم، فيمكنك دائما ادخار بعض المال، والتزم بميزانية متواضعة لتوفير المزيد من المال، كما أن هناك قروضا لتسهيل الدفع عبر الإنترنت يمكن أن تساعدك في تغطية بعض نفقات السفر الخاصة بك، حتى لو كانت لديك درجة ائتمانية ضعيفة.
السفر والوعي
نعيش في عالم يعتمد اعتمادا كبيرا على التكنولوجيا؛ نقضي ساعات ملتصقين بالشاشات في العمل والمنزل أيضا، وأصبحنا متشابكين للغاية مع أجهزتنا، حتى لم يعد لدينا الفرصة لتقدير جمال الطبيعة والتفاعل الإنساني الحقيقي.
ولهذا، يعد السفر وسيلة رائعة للانفصال عن أجهزتنا واحتضان الواقع؛ فالوعي بما حولنا يرفع معنوياتنا، ويقوي أذهاننا، ويساعدنا في تنظيم عواطفنا، التي تجعلنا في النهاية أشخاصا أفضل.
تعد فكرة السفر إلىمكان غريب أمرا مخيفا بما فيه الكفاية. ما الذي يمكن أن يكون أكثر رهبة من القفز من على متن طائرة أو القفز من منحدر أو المشي على جسر زجاجي؟
السفر يجعلنا نفعل أشياء لم نفكر في فعلها مطلقا؛ مغامرات مثل هذه لا تحدث سوى مرة واحدة في العمر، ومع ذلك، فإن تأثيرها يستمر فترة طويلة.
تقدير التنوع
زيارة بلدان أو مناطق مختلفة يجعلك تدرك أن العمر أو الجنس أو اللون أو العرق أو الدين لا تحدد هوية الناس. بعبارة أخرى، الجميع فريد من نوعه وجميل، ويستحق أن يكون محبوبا ومحترما.
فعندما تتعرف على ثقافتهم وتقاليدهم، ستُقدر الأجناس الأخرى أكثر. أنت تدرك أن الناس متساوون، وأن الاختلافات في الثقافة أمر ينبغي احتضانه وتقديره والاستمتاع به، وعدم الخوف منه.
العثور على الذات
المغامرة في مدينة جديدة دون معرفة أحد من سكانها أمر يتطلب الكثير من الشجاعة. لذلك، عليك الخروج من منطقة الراحة وتجربة أشياء جديدة. وفي مثل هذه الحالات، يمكنك الاستفادة من نقاط قوتك، واكتشاف نقاط ضعفك، وفهم نفسك أكثر.
إضافة إلى ذلك، يعد الابتعاد عن ضغوط الحياة اليومية، ومنح نفسك وقتا للاسترخاء والانعزال؛ طريقة رائعة للتواصل مع ذاتك الباطنية، وتأمل أشياء مثل ما تريده فعلا في الحياة، والعثور على ما يجعلك سعيدا حقا.
أفضل الأشياء مجانية
بالتأكيد تذاكر الطائرة باهظة الثمن، ولكن من خلال استكشاف العالم تدرك أن السعادة تأتي من أبسط الأشياء، مثل رسم الابتسامة على وجه شخص غريب، والاستمتاع بالهدوء على جزيرة، ونعومة الرمال تحت قدميك، والنسيم البارد الذي يلامس وجهك.
فأنت تدرك أن الأمور غير المادية -حتى تلك السيارة الفاخرة التي كنت تعمل بجد لأجل شرائها- لا يمكن أن تمنحك الكثير من السلام والسعادة مثلما تفعل الأمور الطبيعة.
فرصة للتفكير والتأمل
عند شعورنا بالارتباك إزاء أهدافنا ومسؤولياتنا، فإن كل ما نريده هو نوع الراحة والابتعاد، على الأقل لفترة وجيزة.
وفي الحقيقة، هذا بالضبط ما يمنحك إياه السفر، سواء كنت ستتخذ قرارا مصيريا أو قرارا وقتيا ولكنك غير متأكد بشأن إن كان صوابا، فإن السفر يمنحك المساحة التي تحتاج إليها للتفكير والتأمل.