2024-11-13 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

"أفق" أحدث طرق الموساد في التجسس

أفق أحدث طرق الموساد في التجسس
جو 24 :

أكد خبراء الاتصالات أن اختراق شبكات الاتصالات من أخطر التهديدات ما تواجهه مصر والدول العربية حاليًا، خاصة من قبل إسرائيل، موضحين أن هناك محاولات متواصلة من جانب الاستخبارات الإسرائيلية لاختراق الشبكات الاتصالية للدول العربية للتجسس وكشف أسرارها.


تاريخ التجسس على المحمول

قصة التجسس على الهواتف المحمولة بدأت مع انتشارها عام 1990، وكان الاعتقاد الشائع أنه يستحيل مراقبتها والتنصت عليها لأنها كانت تستعمل نظام GSM قوياً، وأمام هذه الصعوبة فى المراقبة طلبت وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA وضع شرائح صغيرة داخل هذه التليفونات لكى يتيسر لها مراقبة المحادثات الجارية خلالها.
وقد استطاعت شركة "رود شوارتز" الألمانية تطوير نظام أطلقت عليه IMSI، واستطاعت من خلاله التغلب على هذه الصعوبة واصطياد جميع الإشارات الصادرة عن هذه الهواتف وقلبها إلى كلمات مسموعة.
الغريب أيضاً أن المخابرات الألمانية لم تكتفِ باختراق المكالمات الجارية بالهواتف المحمولة بل توصلت إلى معرفة مكان المتحدثين أيضاً، كما طورت جهازاً إلكترونياً تستطيع بواسطته استخدام الميكرفون الموجود فى الهاتف المحمول لكى ينقل جميع الأصوات والمحادثات الجارية حوله، وسرعان ما انتقل النظام الإلكترونى إلى وكالتى NSA و CIA الأمريكيتين، وكان هذا التقدم التكنولوجى المذهل هو السبب فى اغتيال عدد من القيادات الإسلامية مثل يحيى عياش، والرئيس الشيشانى دوداييف، ووقع "أوجلان" فى الخطأ القاتل نفسه عندما قام بالاتصال بمؤتمر البرلمانيين الأكراد فى أوروبا فتم تحديد مكانه.


الإنترنت بوابة إسرائيل للتجسس

ظهرت منذ أعوام تكنولوجيا جديدة تسمى "الفويب" المكالمات الصوتية عبر الإنترنت، كما انتشرت أيضاً أجهزة دقيقة جداً يمكن من خلالها التنصت ونقل معلومات غاية فى الأهمية، ومن أهم أشكال هذه التقنيات (أجهزة اللينكسس وخدمة الكول باك) التى تحاول إسرائيل استغلالها لاختراق الأمن القومى المصرى وتمرير المكالمات الدولية والتنصت، وتستغل فى ذلك حاجة الشباب المصرى إلى فرصة عمل دون أن يعلم أن هذه الفرصة هى مجرد فخ من الموساد، وأجهزة مخابرات أخرى تستهدف مصر، وكثير منها يعمل خلف ستار شركات الاتصالات عن طريق الإنترنت (الفويب)، بهدف التخابر والإضرار بالأمن القومى للبلاد، وعن طرق استخدام وسائل التجسس ونقل المعلومات، وتفاصيل تلك التكنولوجيا وخطورتها نعرضها فى السطور التالية.


تعتبر تكنولوجيا الفويب VoIP هى المحرك الأساسى فى إمكانية إجراء مكالمات صوتية من خلال الإنترنت وهناك أشكال كثيرة لتلك التكنولوجيا، ويتم من خلالها تمرير المكالمات الدولية بطرق غير شرعية ولتفعيل هذه الإمكانيات تستخدم أجهزة تسمى "هيبر ميديا" فى تمرير المكالمات ويسع الجهاز الواحد 64 شريحة من مختلف الشبكات المصرية "فودافون ـ موبينيل ـ اتصالات" يتم وضعها داخله، ويتم تركيب هذه الأجهزة على الحدود المصرية فى منطقة رفح وداخل الحدود الفلسطينية وأحيانًا على الجهة المقابلة لطابا بالأردن، وتوصيلها بشبكة الإنترنت بخط مباشر يعتمد على خطوط ربط خارجية وتكون فى الغالب عن طريق أقمار صناعية أبرزها الإسرائيلى، ويتم التحكم فى ذلك من خلال الـ "أى بى" الثابت، وبذلك يمكن الدخول والتحكم فى هذه الأجهزة، بعدها يتم شحن الشرائح برصيد من خلال خاصية التحويل.


اصطياد الضحايا

ووفق المعلومات التى حصلناعليها  بشأن استخدام تكنولوجيا "الفويب" فى اختراق الأمن القومى المصرى فإن الموساد الإسرائيلى استغل حاجة الشباب فى الحصول على فرص عمل مناسبة، وقام بالإعلان عن توفير أجهزة حديثة يمكن استخدامها فى إجراء الاتصالات عبر الإنترنت وبأقل الأسعار الممكنة، وفى محاولة لاصطياد الشباب المصرى قامت الدولة العبرية باستخدام شركة talk free لتكون ستارًا لتنفيذ مخططاتها داخل الأراضى المصرية.


وبحسب ما وصلنا من معلومات حول تجسس الكيان الصهيونى على المنطقة العربية فقد تمكنت تلك الشركة فى استقطاب أعداد كبيرة من الشباب للعمل معها، وقامت بعرض إعلانات لها على مواقع الإنترنت فى صيغة "امتلاك شركة اتصالات عبر الإنترنت بـ 100 دولار، أى بما يعادل 600 جنيه مصرى، وعند تواصل ومراسلة الشباب المصرى لهم تقوم الشركة بإرسال بيانات ومعلومات بالخدمات المتوفرة إليها وقائمة بأسعار المكالمات التى تتم المحاسبة لها بقيمة السنت دولار وحسب كل دولة وبعض الدول التى المكالمات مجانية وعددها 50 دولة، فهم يتعاملون بطبيعة عادية حتى لا يشعر الطرف الآخر بشىء غريب، فيقوم أحد العاملين فى تلك الشركة بالاتصال بالشخص المصرى لشرح الخدمات له لكى يقنعه ويدخل الشباب المصريين المصيدة التى يدبرها الموساد من خلال ما يسمى الاتصالات عبر الإنترنت، فيقوم الشباب بالتراسل مع الشركة على كيفية إرسال الأموال إليهم فأكثر الطرق التى تتعامل بها تلك الشركة هى إرسال الأموال عن طريق الويسترن يونيون، والأغرب أن تلك الشركة مسجلة ولها حساب بالويسترن يونيون وعند إرسال الأموال يقوم الشباب بالتراسل مع الشركة لإعطائه رقم التحويل وتقوم بإعطاء لوحة تحكم يتم الدخول إليها لإضافة عملاء وإضافة رصيد لهم فى حسابهم فيتم جلب العملاء عن طريق الإعلانات فى الجرائد الإعلانية ومنها جريدة الوسيط ويكون الإعلان "للبيع خط دولى واتكلم برايفت نمبر سعر الدقيقة لأى دولة 30 قرشًا، سعر الخط 250 جنيهًا" فكلها وسائل يستخدمها الشباب المصرى للبحث عما يجلب لهم المال لعدم حصولهم على وظائف ولكنهم لا يعلمون أنهم وقعوا فى فخ من تدبيرات الدولة العبرية فيتم من خلال هذا الإعلان الاتصال بالمعلن ويتم اشتراكه فى الخدمة.


وعن آلية تمرير المكالمات من خلال تكنولوجيا "الفويب" فإنها تتم من خلال أجهزة تسمى "هيبر ميديا" التى تمت الإشارة لها مسبقًا، حيث يتم توصيل الشرائح وأجهزة الهيبر ميديا بشبكة الإنترنت من خلال خط تليفون مباشر، يكون متصلاً بالعديد من الأقمار الصناعية من بينها أحد الأقمار الإسرائيلية.


وبالنسبة لكيفية دخول أجهزة الهيبر ميديا إلى الأراضى المصرية فتشير المعلومات إلى أن الموساد الإسرائيلى يقوم بإرسالها للسعودية ثم للأردن ثم إلى فلسطين ثم للحدود المصرية فى رفح ويتم التحكم فيها عن طريق ما يسمى نظام سويتش ومنها "فويب سويتش" الذى قامت بتصميمه شركة voip swith" " ولإتمام عملية الاتصال بالشبكات المصرية تقوم الشركة بتركيب هوائيات "لا سلكى" لتقوية الإشارة وتشغيل الشرائح ويبدأ تمرير المكالمات من خلال أجهزة حديثة يتم تثبيتها على شبكات المحمول فى الحدود المصرية، وبذلك تستطيع إسرائيل التنصت على كل مكالمات المصريين.


فلاتر للتمويه

اعتقد الموساد الإسرائيلى خطأ أنه من خلال التقنيات الحديثة يمكن اختراق الأمن القومى المصرى، حيث استخدم بعض الفلاتر التى تحول دون رصد المكالمات التى يتم تمريرها، وإلى جانب تقنية الفويب استعان جهاز الاستخبارات الإسرائيلى بخدمة الكول باك، التى يتم استخدامها فى الاتصال على أحد الأرقام الأمريكية ثم يعطى للمتصل الرقم مشغولاً فيقوم "سيستم الكول باك" بمعاودة الاتصال مرة أخرى بالشخص، وعندها يظهر أحد الأرقام المصرية فتكون تلك المكالمة خارجة من الخطوط المتواجدة داخل أجهزة "هيبر ميديا" المتواجدة على الحدود المصرية فى منطقة رفح وداخل الحدود الفلسطينية.


ومن الجدير بالذكر أن إشارة تلك المكالمة تكون قوية فعند استقبال المكالمة التى عاودت الاتصال بالشخص يقوم بإدخال الرقم المراد الاتصال به وعند إجراء المكالمة يتم تسجيلها والتنصت على ما يدور داخل الأراضى المصرية، وذلك النوع من أخطر أنواع التكنولوجيا لأنه يتم تسجيل المكالمات بسهولة وعند تتبع مصدر المكالمة لا يمكن تحديده وتتبعه.


اللينكسس

هناك نوع آخر من تقنية "الفويب" وتعتمد بالدرجة الأولى على جهاز "لينكسس"، هذا الجهاز ممنوع دخوله إلى مصر ويتم تهريبه عن طريق إحدى شركات الشحن الدولية فى الدول المتواجد بها بكثرة الصين والولايات المتحدة الأمريكية، ولكن الدولة العبرية قامت بتصنيع اللينكسس بما يحاكى الأمريكى الصنع، والذى تم تصنيعه خصيصاً بغرض التجسس على مصر ودول المنطقة العربية المنتشر بداخلها تكنولوجيا الفويب، ويتم إدخال ذلك الجهاز إلى الأراضى المصرية على أنه "راوتر" إنترنت من نوعية "اللينكسس" ولكل جهاز سريال خاص به تتم برمجته ثم توصيله بكابل الإنترنت، وله مخرجان أحدهما لتوصيله بتليفون أرضى ويتم من خلاله إجراء الاتصالات، فعند إجراء المكالمات طريقة سيرها تتم باستخدام السيرفر الأول، الذى من خلاله يستطيع الاتصال وغالباً يكون متصلاً بالإنترنت الإسرائيلى، والسيرفر الثانى الذى تحول عليه المكالمات لتسجيلها وهو الستار الخفى ثم إرسالها إلى وحدة الاستخبارات الإسرائيلية لإعداد تقريرها عن المكالمات وما يحتويها من معلومات.


الجيت واى محاولات الموساد الإسرائيلى لاختراق الأمن القومى المصرى لم تتوقف عند هذا الحد، ولكنه استعان بتكنولوجيا تعرف بالـ "جيت واى"، وهذه التكنولوجيا عبارة عن جهاز حجمه صغير يشبه علبة الكبريت يتم توصيله بالحاسب الآلى ويتم من خلالها إدخال اسم ورقم سرى معد مسبقاً، ومن خلال ذلك يستطيع أى عميل للموساد داخل الأراضى المصرية إرسال البيانات والمعلومات المستهدفة دون أن تمر على أى جهة أمنية تتتبع الإنترنت فى لحظات، وهذا الجهاز يتم إدخاله مصر مطبوعاً عليه اسم أى دولة للصنع، منزوعاً منه المنشأ الأصلى إسرائيل لأنه صنع لصالح الموساد الإسرائيلى والمخابرات الأمريكية CIA، ويتم دخوله إلى مصر أم مهرباً عن طريق الحدود المصرية من خلال مدينة رفح المصرية وللموساد أكثر من طريقة لدخول تلك الأجهزة. والجدير بالذكر أن الجاسوس "إيلان جرابيل"، الذى تم إلقاء القبض عليه العام الماضى كان بحوزته جهاز يستخدم تقنية "الجيت واى" لاستقبال الإنترنت عن طريق القمر الصناعى الإسرائيلى داخل الأراضى المصرية.


سرعات إنترنت عالية

هناك نوعية أخرى من تكنولوجيا الفويب، وهى عبارة عن برنامج يتم تحميله على هواتف المحمول يعرف بـ mobile dialer وهذا البرنامج له سيرفر، الذى من خلاله يستطيع أى شخص إجراء المكالمات والسيرفر الآخر الخفى للتسجيل، فعند إجراء المحادثات يقوم السيرفر الأول بالاتصال عن طريق الإنترنت الإسرائيلى ولكن ليس بطريقة مباشرة، حيث يتم الاتصال على السيرفر الرئيسى فى الولايات المتحدة الأمريكية وأثناء إجراء المكالمة يتم تحويلها تلقائياً على السيرفر الآخر المتصل بالقمر الصناعى الإسرائيلى، ومن خلاله يتم التحويل على السيرفر المسئول عن تسجيل المكالمات.


تجدر الإشارة إلى أن تلك السيرفرات مزودة بسرعة إنترنت عالية جداً قد تصل إلى 1000 ميجا بايت، ويتم ربطها بالأجهزة المتواجدة بالحدود المصرية عن طريق ما يسمى "الأى بى الثابت" ويتم الدخول إلى النظام من خلال أى جهاز حاسب، ولكن عند التعامل مع النظام فهو معقد جداً لكن به ثغرات من خلالها يتم تحويل أى مكالمة من الأراضى المصرية عن طريق تحديد أى مكالمة تبدأ بالأكواد المصرية يتم تحويلها على السيرفر الذى يحمل "أى بى" المعين بتسجيل المكالمات .


ومن الوسائل التقنية التى يستخدمها الموساد فى عمليات التجسس برنامج pc2phoneوهذا البرنامج يشبه غيره من البرامج، حيث يتم تثبيته على أجهزة الكمبيوتر وهو عبارة عن شبكة اتصالات تتم إضافتها بمكون جديد للحاسب الآلى مع استخدام سماعة وميكرفون للتحدث من خلالها بالإضافة إلى إرسال واستقبال بيانات غير مرئية فإن هذه الشبكة يمكنها أن تجرى اتصالاً هاتفياً بأى أرقام هاتفية بجميع أرجاء العالم.


وهناك تقنية أخرى تستخدم مدمجة مع التقنية السابقة تسمى Did number أو الأرقام الافتراضية الدولية من خلالها يستطيع الموساد التراسل من داخل إسرائيل على أساس أنه من داخل أى دولة أخرى ونفس الشىء بالنسبة للجاسوس يقوم بالتراسل والتحدث على أنه من أى دولة أخرى ولكنه يتحدث من داخل الأراضى المصرية، ويكون متصلاً بالانترنت عن طريق القمر الصناعى الإسرائيلى من خلال أحد الأجهزة التى تشبه راوتر الإنترنت .


أيضًا هناك ما يسمى بخدمة Calling card فهذه الخدمة يتم ربطها عن طريق جهاز يسمى 2port FXO voice gatewayمن نوعية اللينكسس ويتم وضع 3 شرائح محمول داخل الجهاز ويتم توصيله بالإنترنت وربطه بالأى بى الخاص بالسيرفر وتحديد الرسالة الصوتية التى تنطق عند الاتصال وعند استخدام تلك الخدمة يقوم المتصل بالاتصال على أحد الأرقام وهى أحد أرقام الشرائح التى تم وضعها داخل الجهاز ويقوم بفتح الخط ويطلب إدخال رقم سرى وعند فتح المكالمة تكون مربوطة بسيرفر الاستقبال الأمريكى ويتم توجيهه تلقائياً إلى سيرفر الاستقبال داخل الدولة العبرية ومن خلال ذلك السيرفر يتم التسجيل لكل المكالمات التى تصدر من خلال أى شخص فإسرائيل لا تتجسس على مصر فقط بل على كل الدول العربية، وشبكة الاتصالات عن طريق الإنترنت تستخدم فى عمليات التجسس ويمكن من خلالها استخدام أرقام هواتف من شبكات اتصالات أخرى فى عمليات الاتصال دون أن يتم اكتشافها أو تحديد مكان إجراء المكالمات. Voip Cihp يوجد نوع آخر يسمى voip cihp ويتم إدخاله إلى مصر من قبل شركة مقرها الولايات المتحدة الأمريكية وهى ciao telecom وهذا النوع يشبه إلى حد كبير شريحة الموبايل يتم وضعها بداخلها وعند إجراء المكالمة تتم عملية الرصد من جانب الموساد.


وتجدر الإشارة إلى أن هذه الشركة قامت بالتراسل عن طريق برامج المحادثات الياهو والهوتميل مع بعض المصريين لعمل بوابة تمرير للمكالمات الدولية داخل الأراضى المصرية بطرق غير شرعية، وطلبت منهم إرسال خطوط المحمول من مختلف الشبكات العاملة فى مصر إلى تركيا بهدف تمرير المكالمات، على أن تقوم الشركة بإرسال جهاز للاستقبال داخل مصر، وقد بدأت عملها منذ سنة تقريباً وبها بعض الأشخاص يتحدثون العربية الشامية وباللهجة الفلسطينية.


روترات CLI

تعتبر روتات "السى إل أى" من أخطر أنواع خطوط الاتصال للفويب، حيث تستخدمها شركات الاتصالات عبر الإنترنت مدمجة مع نظامCaller ID من خلالها تستطيع أى جهة خارجية الاتصال وكأنها داخل مصر، ومن أبرز الشركات التى لديها هذا النظام talk free وهى الستار الخفى للموساد لمزاوله نشاطه، وعند التحدث مع أحد المسئولين بتلك الشركة ما يصرحون به بخصوص هذا النوع من الروترات أنه يتم شراؤه من المصرية للاتصالات Egypt Telecom، هل بالفعل تبيع المصرية للاتصالات تلك الروترات المستخدمة فى تمرير المكالمات الدولية إلى مصر، وأيضاً من الممكن استخدامها من قبل أفراد وحدة الاستخبارات الإسرائيلية للاتصالات بأرقام تشبه أرقامًا سيادية مصرية من داخل تل أبيب.


أمن المعلومات

يقول طلعت السيد، عضو الجمعية العلمية لمهندسى الاتصالات إن الاختراق وتداخل الشبكات أهم ما يهدد الدول حالياً، مشيراً إلى أن مصر تواجه خطراً على حدودها الشرقية مع "إسرائيل" والتى تعمل ليلاً ونهاراً على محاولة اختراق حدودنا فى ذلك من خلال الوحدة 8200 فى جيش الدفاع الإسرائيلى والمعاونة لجهاز الموساد.


وأشار إلى أن المرحلة السابقة شهدت قيام إسرائيل بالعديد من الاختراقات لبعض الدول المجاورة لها وعلى رأسها "لبنان"، حيث قامت باختراق شبكة الاتصالات اللبنانية وقيامها بتغيير البيانات الخاصة بها وكأنها شبكة إسرائيلية خاصة بها بهدف خدمة مخططتها العسكرية.


وأوضح السيد أهمية أن تقوم مصر بالعمل على امتلاك التكنولوجيا الحديثة لمحاربة عدوك خلال مستقبلياً من خلال الوسائل التكنولوجية الحديثة، لافتاً إلى أن عناصر التجسس تنقسم إلى عنصرين الأول هو "العنصر البشرى"، أما الثانى هى "التقنية" وهى الوسيلة المستخدمة لعملية التجسس ومن أهمها "التكنولوجيا الحديثة" فى جميع مجالاتها، والتى تعتمد على 3 عناصر: وهى التطوير فى تكنولوجيا صناعة المعلومات، والتطوير الهائل فى تكنولوجيا الاتصالات، وتطوير تقنية المعلومات.. وأوضح أن عمليات التجسس تعتمد على عملية زرع الأجهزة وعملية الربط وإعطاء كلمة السر ومفاتيح فك الشفرة والتحميل والمعالجة، لافتاً إلى أن أهم أنواع الاختراقات حالياً هى: الاختراق عبر شبكة الإنترنت، وذلك عبر زرع أجهزة عند الطرف الآخر "مثل قيام إسرائيل بزرع أجهزة داخل لبنان والتحكم وإدارة شبكة الاتصالات اللبنانية"، بالإضافة إلى زرع الأجهزة عبر الحدود، حيث يمكن الاختراق لمسافات بعيدة جداً تصل إلى أكثر من 50 كم من الحدود الجغرافية من خلال تركيب كاميرات عالية التقنية تعمل بدقة عالية لمسافات بعيدة.


وأضاف: أنه بدأ يتداول خلال الآونة الأخيرة مفهوم الحرب الإلكترونية وهى " cyber war" وهى حرب إلكترونية ليس فقط ضد الأهداف العسكرية ولكن أيضاً الأهداف المدنية مثل: شبكات اتصالات البنوك وشبكات الهاتف المحمول وشبكات الكمبيوتر والإنترنت وشركات الاتصالات والطيران. وقال السيد إن الولايات المتحدة وإسرائيل بدأت تعد لحرب إلكترونية مقبلة، حيث تقوم حالياً بزرع الفيروسات والأبواب الخلفية والشفرات السرية فى الأجهزة والتى من خلالها يمكنها أن تضرب أى بنية تحتية لأى دولة فى العالم بدقة عالية وفيه وقت قياسى.


علم التشفير

ويقول الدكتور مصطفى إبراهيم، الخبير فى علم التشفير، إن الدول العبرية تستطيع بكل سهولة فك شفرات أبراج المحمول بالتأكيد فهذا شىء فى منتهى السهولة الآن، يمكن عن طريق برنامج معين تقوم بتنفيذه الوكالات الاستخباراتية على أجهزة الحاسب فى خمس دقائق وأن تخترق جميع المكالمات الصادرة أو الواردة، وكذلك الرسائل الخاصة بأى موبايل حتى لو كان الموبايل المُستقبل مغلقًا ونفس الشىء بالنسبة للمعلومات الخاصة التى يتم تداولها عن طريق الإنترنت، حتى لو تم تشفيرها لأن علم التشفير نفسه له مراحل كثيرة ومعقدة.


خبراء الفويب

يقول حسن دياب، خبير أمن المعلومات فى إحدى شركات الاتصالات عبر الإنترنت الألمانية: إن عملية اختراق أبراج المحمول فى مصر تعد من القضايا العلمية الأكثر صعوبة ولكنها ليست مستحيلة، موضحاً أن كل شركة من الشركات الثلاث تمتلك أكثر من 10 آلاف برج للمحمول وسعة كل برج تتخطى خمسة آلاف خط. وأشار إلى أن الضامن الوحيد لعدم اختراق أبراج المحمول يكمن فى قائمة "الاستندر" أو ما يسمى بــ "GSM" وهو البرتوكول الذى يحكم أمان الاتصالات من خلال معايير التشفير، مبيناً أن هذه القاعدة محكومة بشفرات مكونة من 64 "بت"، بل إن بعض الأبراج تصل تشفيراتها إلى 128 "بت" أى أن المكالمة التى تتم بين التليفون المحمول والبرج التابع لإحدى الشركات يتم تشفيره بأكثر من 64 شفرة أو مفتاحاً يستحيل فتحه.


وأضاف دياب أن هذا النظام معمول به فى مصر منذ أكثر من 20 عاماً عندما أدخلت هذه الأكواد وكان يستحيل اختراقها فى التسعينيات، ولكن التكنولوجيا الآن لا تعرف المستحيل، وبالفعل ظهرت تكنولوجيا مضادة يمكنها أن تصل إلى بعض الشفرات من خلال وضع أجهزة على خط البرج أو فى مدى تغطية البرج وتوجيهه إليه لالتقاط الشفرات واختراقها وسماع المكالمة، مبيناً استحالة تغيير هذه الأنظمة التى مر عليها عشرون عاماً لأنها "استندر" عالمى يعمل فى كل دول العالم.


وأوضح أن الاختراقات تتم بالأخص فى الأبراج التى تقع على الحدود لأن الحدود المصرية فى سيناء على سبيل المثال يقع بها 200 برج يجرون فى الدقيقة الواحدة 200 مكالمة هاتفية؛ مما يعنى أنه فى حالة نجاح أى شخص فى اختراق الأبراج سيكون أمامه حوالى 4000 مكالمة فى الدقيقة، موضحاً أن تأمين مكالمات المصريين من الاختراق من اختصاص الأمن القومى، بالإضافة إلى تأمين أبراج اتصالات التليفون المحمول المصرية فى المناطق الحدودية والصحراوية عن طريق دوريات على مدار الساعة، وذلك لإمكانية تمكن عملاء من "الموساد" إلى زرع أجهزة تنصت بها.


محطة تجسس النقب

ويقول الدكتور سامح عباس، الخبير فى الشئون الإسرائيلية، إن الدولة العبرية قامت بإنشاء محطة تجسس إسرائيلية فى صحراء النقب للتنصت على المنطقة، وهى الأكبر والأضخم فى العالم، والتى تتمثل مهمتها فى اعتراض المكالمات التليفونية والرسائل والبيانات الإلكترونية،التى يتم إرسالها عبر الأقمار الصناعية وكابلات الاتصالات البحرية الموجودة فى البحر الأبيض المتوسط، كما أن لديها القدرة على جمع المعلومات الإلكترونية، ورصد اتصالات الحكومات والمنظمات والشركات والأفراد على حد سواء.


وأشار إلى أن أهداف قاعدة الاستخبارات تتمثل فى التجسس على عدد من الدول من بينها دول معادية لإسرائيل وأخرى تعتبر صديقة لها حيث إن القاعدة التى تقع بمنطقة (أوريم) بجنوب إسرائيل على بعد 30 كيلومترًا من سجن مدينة بئر السبع، تعترض الاتصالات الصادرة من الشرق الأوسط وأوروبا وإفريقيا وآسيا، حيث إن المعلومات التى تجمعها القاعدة ترسل للوحدة 8200 التابعة للمخابرات العسكرية الإسرائيلية.


وأوضح عباس أن الوحدة 8200 هى وحدة رصد استخباراتى ورصد الاتصالات جزء من عملها، ولديها أجهزة لرصد المكالمات داخل الحدود المصرية تصل إلى 5 كيلو مترات فى العمق الآخر، مشيرا إلى أن القمر الصناعى الإسرائيلى "أوفق" هو قمر استخباراتى يدور حول الأرض 90 مرة كل 90 دقيقة، يستخدم فى عمليات الرصد لصعوبة الاستعانة بعملاء لها، فبذلك تلجأ إلى السبل التكنولوجية، ومن مهام هذا القمر الصناعى "أوفق" رصد المكالمات والاتصالات للمصريين لأنه يتم تحديده وتشكيله على منطقة ما، ويتم بعد ذلك جمع البيانات التى يلتقطها القمر الإسرائيلى للمكالمات وتصب فى محطة الرصد فى النقب.


وأضاف أن فى مصر حوالى 70 مليون مستخدم للمحمول، ولكن ترصد إسرائيل بعض أرقام خطوط المحمول المعينة، وعلى سبيل مثال هناك محاولات من قبل الدولة العبرية للحصول على بعض أرقام هواتف الشخصيات المهمة ومنها الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح ومن خلال ذلك تستطيع وحدة 8200 الاستخباراتية رصد الاتصالات الخاصة به، وأيضاً تتنصت على جهات معينة ومنها التيار السلفى وجماعة الإخوان ويختار منهم بعض الشخصيات القيادية ويحصلون على أرقام هواتفهم عن طريق بعض عملاء الموساد، وبذلك يستطيع رصد اتصالات تلك الشخصيات، مشيرا إلى أن عملية تهريب أجهزة تمرير ورصد المكالمات إلى الحدود المصرية تتم من خلال الأنفاق فى غزة.


وأوضح أن وقت اقتحام السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، كان الموساد على اتصال ورصد للسفارة عن بعد من داخل إسرائيل، وكان بداخل السفارة شبكة اتصالات قوية "صوت وصورة" تربط بين القاهرة وتل أبيب، متسائلاً هل مسموح لإسرائيل دخول أجهزة اتصالات دقيقة وحساسة إلى السفارة الإسرائيلية تهدد الأمن القومى المصرى؟، مشيرا إلى أن الهدف من التنصت على المكالمات هو التعرف على مزاج الشعب المصرى.


وأشار إلى أن المنظمات الجهادية فى سيناء من المتوقع أن إسرائيل تقوم برصدها والتنصت عليها، والدليل على ذلك ما أعلنته الدولة العبرية منذ أيام وجيزة عن أنه يوجد إطلاق صواريخ من سيناء على إيلات .(صحيفة المصريون)

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير