jo24_banner
jo24_banner

الكاتب الأمريكي اليهودي فريدمان لم يحتمل: انحراف قائدين قذرين

الكاتب الأمريكي اليهودي فريدمان لم يحتمل: انحراف قائدين قذرين
جو 24 :
ترجمة تامر خورما - "بالنظر إلى توقيت إطلاق خطة الرئيس ترمب للسلام في الشرق الأوسط، يوم الثلاثاء، ينبغي أن أبدأ بسؤال: هل هذه الخطة تتعلق بدولتين لشعبين، أم أنها تتعلق بتضليل واحد لقائدين قذرين؟"

بهذه الكلمات يستهل الكاتب الأمريكي الذين يعتنق اليهودية ثوماس فريدمان مقالته التي نشرها في "النيويورك تايمز" تحت عنوان: هل ترمب هو أحمق بيبي؟

لا يخفي فريدمان في هذا المقال شكوكه المتعلقة بتوقيت إعلان صفقة القرن، حيث يقول: "في نهاية الأمر فإن كلا من الرئيس ترمب، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يواجهان تهما تهددهما وظيفيا_ ترمب يواجهة تهمة إعاقة العدالة، وإساءة استخدام السلطة، وبيبي اتهم حرفيا بالاحتيال والرشوة وخيانة الثقة. كلاهما لديه حاجة ماسة إلى تغيير الموضوع، والحصول على دعم قاعدتهما المشتركة لليمين اليهودي والإنجيلي".

ويضيف: "إذا ما كنت مكان جاريد كوشنر، وعملت لثلاث سنوات على خطة سلام، وكنت جادا بشأنها، مستمعا بعدالة لكافة الأطراف، فلا يمكنني إطلاقا إعلانها الآن، فهذا ستكون له رائحة".

ويعرب الكاتب الأمريكي اليهودي عن عدم تفاؤله بالقول: "ولكن وجهة نظري طالما كانت أن الشرق الأوسط سيرسم ابتسامة على وجهك فقط إذا بدأ هناك تغيير نحو الأفضل..".

ويتابع مستدركا: "ولكني أعلم أنه عندما تطرح أميركا شيء بهذا التفصيل على الطاولة، فإنه لا يمكن تجاهله، على الأقل على المدى القريب. نتنياهو سبق وأن أعلن أنه بمباركة ترمب ستمضي اسرائيل بسرعة في تطبيق قانونها لضم وادي الأردن في الضفة الغربية، وكافة المستوطنات اليهودية في المناطق المحتلة.. سيكون مثيرا للاهتمام رؤية كيف سيقوم الاتحاد الأوروبي، الذي مول الكثير من بنية الحوكمة الفلسطينية في الضفة الغربية، بالاستجابة لهذا عندما يبدأ بدراسة الخطة، ناهيك بردة الفعل اليومية للفلسطينيين والعرب"، ويردف: "لا أتوقع الكثير...".

ويعود فريدمان للتعبير عن رأيه، فيما يتعلق بجدية ترمب بالترويج لحل الدولتين، في قوله: "حسن، رغم الدافع السياسي الواضح لتوقيت إطلاق هذه الصفقة، ناهيك بملحقاتها، فهل هناك ما يثير لدي الإنطباع بأن إدارة ترمب جادة حقا في الترويج لحل الدولتين، وأن لديها حقا استراتيجية لتحقيقها؟ نعم، إذا ما أقدم الرئيس على أمر صعب، فماذا عساه يكون؟...

يتمثل الأمر بأن يقول لنتنياهو إنه يقبل بقيام بيبي بتوسيع القانون الاسرائيلي ليشمل كل مستوطنات الضفة الغربية تلك، ووادي الأردن، وإن ترمب يريد شيء واحدا: بأن اسرائيل ستحصل على كل ما ذكر (ويعدد نسب ما ستقضمه اسرائيل من أراضي) ولكن ما تبقى سيكون دولة فلسطينية مستقلة، إذا ما وافق الفلسطينيون على كل أنواع المتطلبات الأمنية".

وهنا يبدأ الكاتب الصهيوني بالتلميح إلى أن نتنياهو سيطمع لاحقا بما هو أكثر من المعلن عنه في صفقة ترمب، حيث يضيف: "يحتاج ترمب لأن يقول لنتنياهو: بيبي، أنت تقول إنني أكثر رئيسا داعما لاسرائيل جلس في البيت الأبيض. هذه الخطة تمت كتابتها مع فريقك. لقد دعمتك إلى أقصى حد....... ودون عودة للاجئين الفلسطينيين إلى اسرائيل. الآن أحتاج أن أعرف، الفلسطينيون يحتاجون أن يعرفوا، العالم يحتاج لأن يعرف، إن كان هذا لن يكون مجرد نقطة بداية جديدة لك. هل ستوافق الآن على أن ما تبقى من الأرض سيكون دولة فلسطينية، إذا ما وافق الفلسطينيون على نزع السلاح والاعتراف باسرائيل كدولة يهودية؟".

ويتابع فريدمان متقمصا للدور الذي يرى أن على ترمب لعبه بالتساؤل: "هل ستوافق الآن على أن لا تقوم بادعاءات مستقبلية جديدة أبدا في الضفة الغربية، وأن لا تقوم ببناء مستوطنات جديدة، خارج المناطق التي خصصتها خطة ترمب لاسرائيل؟".

ويبلغ الكاتب ذروة تشكيكه بالقول: "إذا ما أنفق ترمب قليلا من رأس المال السياسي بفعل هذا، قد أبدأ بأخذ هذه الخطة على محمل الجد، ولكن إذا ما أتيح لنتنياهو تجنب هذا السؤال، أو قام بتخييب أمل ترمب دون أية عواقب لذلك، فإن هذا الأمر برمته سيكون حقا مهزلة".

 
تابعو الأردن 24 على google news