طلبة الطب في الهاشمية يشكون إدراج "مواد وهميّة".. ورئيس الجامعة يوضّح
يشكو طلبة السنة الثانية في كلية الطب بالجامعة الهاشمية السياسة التي اتبعتها إدارة الجامعة إثر تعديل الخطة الدراسية. وقالوا إن الجامعة تجبرهم على دفع 150 دينارا ثمنا لما وصفوه بالمادة "الوهمية"، التي تُفرض على الطالب ضمن الخطة الدراسية ويدفع رسوم ساعاتها، دون أن يكون مضطرا لدراستها أو متابعة محاضراتها أو التقدّم لأي امتحان من أجل اجتيازها.
وكانت إدارة "الهاشمية" قد أقرّت مادّة "المهارات السريرية" على خطتها الدراسية لكلية الطب، بحيث يدرس الطالب مساق "مهارات سريرية-1" في السنة الأولى، ليتمكن من دراسة "مهارات سريرية-2" في السنة الثانية، وهكذا وصولا إلى السنة الدراسية الخامسة.
وأكد طلبة وصلوا إلى السنة الثانية في الجامعة قبل تعديل الخطة الدراسية، أن إدارة الجامعة أجبرتهم على تسجيل مادة "مهارات سريرية-1" بعد وصولهم الى السنة الثانية، التي درسوا فيها مساق "مهارات سريرية-2"، دون أن يكونوا مضطرين لدراسة المادة السابقة لهذا المساق، حيث استوفت منهم الجامعة رسوم المادة دون أن يدرسوها، وبعد انتهاء السنة الثانية تقرّر منحهم علامات تقديرية لتلك المادة، حيث احتسبت معدلاتهم في مساق "مهارات سريرية-2"، وتمت مقارنتها بمعدّل علامات طلبة السنة الأولى الذين درسوا مساق "مهارات سريرية-1"، وبالتالي تقدير علاماتهم بهذا المساق دون أن يتقدم أي منهم باختبار من أجل اجتيازه.
إحدى الطالبات راجعت الجامعة برفقة وليّ أمرها للاستفسار عن هذه القضيّة، وأكدت ل Jo24 إن مسؤولاً إداريا في الجامعة أقرّ لدى مناقشته بهذه المسألة بأن استيفاء رسوم مساق لا يدرسه الطلبة يعدّ "سرقة"، وأنّ الأمر يبدو وكأن الطلبة يسجلون لمواد "وهمية". وأضافت بأن المسؤول الإداري أبلغها -عندما سألته عن كيفيّة تمكنها من دراسة "مهارات سريرية-2" دون اجتياز المساق السابق- بأن ذلك المساق غير هام، وقام بتحويلها للمسؤول الإداري المعني بهذه المسألة من أجل مناقشتها معه.
وأضافت الطالبة إنها توجّهت برفقة وليّ أمرها إلى ذلك المسؤول الإداري الذي ما كان منه إلا أن طردهما من مكتبه قائلا لوليّ الأمر: "افعلوا ما يحلو لكم".
وتابعت: "وعندما توجهنا إلى رئيس الجامعة، وعميد كلية الطب، د. كمال بني هاني أخبرنا بأن الأمر لا يتجاوز كونه مساعدة للطلبة الذين وصلوا إلى السنة الثانية قبل تعديل الخطة الدراسية، وعندما سألناه عن سبب استيفاء مبلغ ال 150 دينارا رسوم مساق لا يدرسه الطلبة أجاب: إن أردتم أعدنا لكم المبلغ.. وإن أرادت الطالبة دراسة ذلك المساق فنحن مستعدون لتدريسها في شعبة خاصة".
وأشارت الطالبة إلى أن علامتها قد تقرّرت في ذلك المساق الذي لم تدرسه، متسائلة "هل جرت العادة أن يدفع الطالب رسوم المادة الدراسية ويحصل على علاماتها، ثم يقوم بدراستها بعد ذلك ؟!".
ولفتت إلى أن الجامعة كانت تعتمد في السابق "الامتحان الالكتروني"، بحيث يتقدم الطالب لاختباراته الكترونيا ويتم إدراج العلامات قورا، أما الآن فقد عادت الجامعة إلى أسلوب الاختبار الورقي، وأضافت: "حتى العلامات التي قدروها لي في مادة مهارات سريرية-1 قد اختفت عن موقع الجامعة الالكتروني، وقالوا إنهم يعملون على تعديلها مرّة أخرى".
كما تساءل أولياء أمور: كيف يمكن للطلبة دراسة مساق قبل اجتياز المساق السابق له ؟ ثم هل بإمكان طالب في السنة الأولى أن يقوم بتشخيص المرض وإدراك التاريخ المرضي لأي شخص، مشيرين إلى أن مادة المهارات السريرية في مختلف الجامعات الأردنية لا تدرّس إلا لطلبة السنة الرابعة في كلية الطب، وبمعدّل 9 ساعات اعتمادية يدرسها الطالب في تلك السنة.
رئيس الجامعة، عميد كلية الطب، د. كمال بني هاني قال في ردّه على استفسارات jo24 حول تلك المسألة: "إن هناك طلبة يحاولون ليّ ذراع الجامعة لأنهم رسبوا في السنة الدراسية، متذرعين بهذه القضيّة لإعادة النظر في واقع رسوبهم".
وأضاف بني هاني: "في الجامعة الهاشمية قمنا بتطوير مناهج كلية الطب الى درجة لا ترقى اليها سوى الجامعات الامريكية، حتى أن طلبتنا الذين نبتعثهم الى الولايات المتحدة يحرزون أفضل العلامات نظرا للمستوى الدراسي الذي وصلت إليه جامعتنا".
وتابع: "كان لدينا ضعف فيما يتعلق بالمواد السريرية، فتجرأنا وغيرنا المناهج بما يفيد الطالب، ومن الطبيعي وجود خطة انتقالية نتيجة "التداخل العامودي"، حيث قمنا بإدراج المواد السريرية قبل سنة ونصف السنة.
وزاد: "كان هناك خمسة طلبة –من أصل 361 طالبا وطالبة في السنة الثانية- رسبوا في عامهم الدراسي، فانطبقت عليهم الخطة الدراسية الجديدة، ولم يكن من المعقول إعادتهم إلى السنة الأولى من أجل التقدم لمساق مهارات سريرية-1، ونظرا لعدد الساعات الكبيرة والمرهقة التي يدرسها طالب الطب في السنة الدراسية الواحدة، قلنا لهم أننا سنحتسب علاماتهم في هذا المساق استنادا إلى ما يحرزونه من علامات في مساق مهارات سريرية-2، عوضا عن إجبارهم على دراسة المساقين معا، وقد كان الأمر من أجل مساعدتهم، واتفقنا معهم على ذلك في بداية العام الدراسي".
وحول اختفاء العلامات من موقع الجامعة الالكتروني أوضح بني هاني أن خطأ فنيا قد طرأ ويجري العمل على معالجته.
وأضاف رئيس الجامعة: "التغيير كان من أهم الأسباب التي وضعت كلية الطب في الجامعة الهاشمية على الخارطة العالمية.. لقد نالت الجامعة الاعتماد الدولي لأننا غيرنا المناهج، وقمنا بإقرار خطة دراسية متقدمة، والقضية التي تتحدث عنها تتعلق فقط بخمسة طلبة، احتسبنا علامات أحد المساقات استنادا الى علاماتهم في المساق الآخر، ولم يرسب أي منهم في تلك المادة، وجرى الأمر بالاتفاق معهم".
وختم بقوله: "لا يمكن لطالب الطب أن يتخرج من الجامعة قبل اجتياز 257 ساعة دراسية، وقد قمنا بتطوير الخطة الدراسية بحيث تدرج مساقات المهارات السريرية للسنوات الأولى والثانية والثالثة، عوضا عن دراستها في السنة الرابعة فقط".
***
كشف علامات يوضح دراسة مادتيّ "المهارات السريرية (1)، والمهارات السريرية (2) في نفس الفصل الدراسي
...
اختفاء علامة "المهارات السريرية (2) عن موقع الجامعة..