فنان كفيف يتحدى الإعاقة.. ولوحاته تتحدث عن إبداعه
جو 24 :
الرسم حالة إبداعية تتطلب وعيا دقيقا بالأبعاد والألوان ودرجاته المختلفة بالإضافة إلى الأفكار، وبالطبع فإن رسم المناظر الطبيعية يختلف عن الرسم التجريدي، وبالتالي فإن الفنان يجب أن يكون مبصرا لما ينفذه ويقدمه في لوحاته.
ولكن أن يكون الفنان أو الرسام المبدع أعمى أو كفيفا، فهذا أمر صعب للغاية، ولكن فقدان البصر لم يحل دون أن يتمكن رسام بلغاري من وضع اللمسات الأخيرة على لوحاته.
فقد انكب الرسام البلغاري ستامين كارامفيلوف، على واحدة من لوحاته ليضيف إليها اللمسات الأخيرة، وأنجز عملا ليس بالهين على الإطلاق بالنظر إلى فقدانه البصر على نحو شبه تام، بحسب رويترز.
الرسام ستامين، البالغ من العمر 76 عاما الذي أصيب بالعمى فجأة في العام 2015، فقد الأمل تماما في العودة إلى الرسم في البداية، ووصل إلى حالة من اليأس جعلته يفكر في الانتحار.
لكن ستامين، الذي كان يتحدث في مرسمه بمدينة بلوفديف جنوب بلغاريا وحوله لوحات مليئة بالحيوية والألوان لمناظر طبيعية وأخرى تجريدية، اكتشف أنه لا يزال هناك سبيل لمواصلة الرسم بعد أن مرت أصعب لحظات الأزمة.
وقال الفنان البلغاري، الذي تعرض أعماله الفنية في ألمانيا واليونان وتركيا وعدة مدن بلغارية، وقد علت الابتسامة وجهه إن "السر يكمن في الخبرة الكبيرة والحدس والحس المرهف".
وكان ستامين اكتشف أنه لا يزال قادرا على تمييز الفرق بين مجموعات الألوان وبين الداكن والفاتح بعينه اليسرى أما باقي ما يستلزمه الخروج بلوحة إبداعية فيعتمد فيه على الموهبة والمهارة والذكريات التي جمعها عبر مسيرته الطويلة كفنان ومرمم لرسوم الكنائس.
وقال "أرسم فقط على لوح أسود، لأن بمقدوري التعرف على الألوان الدافئة مثل البرتقالي والأحمر والأخضر الفاتح... أذهب للرسم في الخارج عندما يكون الجو مشرقا ومشمسا لأنني أستطيع أن ’أرى‘ الظلال وقتها".
وفي المراحل الأولى من الرسم، يقف ستامين على بعد سنتيمترات من لوح الرسم ويقسم الصورة في ذهنه إلى مربعات صغيرة ثم يبدأ في رسمها وربطها معا، ويغطي سطح اللوحة بشمع شفاف سائل، وهي وسيلة كلاسيكية تمكنه من الشعور بالخطوط والمساحات اللونية.
ويعد ستامين حاليا لمعرضه الفني الثالث والثلاثين، ويأمل في أن ينقل طريقة الشمع السائل تلك لمن يرغب في تعلمها، وأشار قائلا "لم لا؟... سأبلغ السابعة والسبعين هذا العام، ولذلك فالمعرض الثالث والثلاثين لا يبدو رقما سيئا!".