أصابوا حكما بقنبلة صوتية.. الشغب الجماهيري بملاعب غزة ظاهرة تهدد الكرة الفلسطينية
أصبح الشغب الجماهيري ظاهرة تهدد كرة القدم بقطاع غزة المحاصر، ولا تكاد تمر مباراة في الدوري المحلي دون ألفاظ خارجة أو إلقاء الحجارة والزجاجات الفارغة على الملعب بل والاعتراض العنيف على قرارات الحكام الذي وصل إلى حد إلقاء قنبلة صوتية على أحدهم وإصابتهخلال مباراة رسمية.
وسقط الحكم المساعد محمد خطاب على الأرض مغشيا عليه نتيجة لإصابته المباشرة بقنبلة صوتية ألقاها أحد مشجعي فريق اتحاد الشجاعية خلال مباراته بالجولة 15 من الدوري المحلي أمام ضيفه اتحاد خانيونس.
واضطر حكم الساحة إلىإنهاء المباراة في الدقيقة 77، بعد تلك الحادثة، وكانت النتيجة التعادل السلبي، وقرر الاتحاد الفلسطيني فيما بعد اعتبار اتحاد الشجاعية خاسرا صفر-3، عقوبة على تسبب أحد جماهيره بإصابة الحكمكما تنص لائحة المسابقات بالدوري.
ويهوّن عضو المجلس الأعلى للشباب والرياضة الفلسطيني عبد السلام هنية من قضية الشغب الجماهيري بقوله للجزيرة نت، "إن التعصب الرياضي ظاهرة ليس في قطاع غزة فقط بل في جميع دول العالم، وذلك سببه الانتماء الزائد لدى الجماهيروعشقها للفرق التي تشجعها".
وعن سبل الحد من الشغب الرياضي، أشار هنية إلى أنه يجب على إدارة كل نادٍ أن تعمل علىتوعية الجماهير وتحثهم على عدم ارتكاب أي مظهر من أعمال الشغب، لأنها تلحق الضرر المباشر بفريقهم الذي يشجعونه، مؤكدا ضرورة تحلي الجماهير بالثقافة الرياضية التي تجعلها تتقبل الخسارة بروح رياضية، خاصة أن الرياضة في قطاع غزة أصبحت مصدر الرزق الوحيد لبعض عناصرها من اللاعبين والمدربين والإداريين، وأي عقوبة قد تهدد أسرهم.
عقوبات وندوات
ويؤكد هنية أن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم يواجه تفشي ظاهرة شغب الملاعب من خلال مسارين، الأول هو تغليظ العقوبات الإدارية والمالية على الفرق التي يثبت تورط جماهيرها في أي أعمال شغب، والثاني تكثيف عقد ندوات التوعية لروابط الجماهير، وذلك رغم الظروف الاستثنائية التي تحيط القطاع ومنهاالحصار والبطالة.
ومن جانبه، يعدد الخبير الرياضي علي أبو حسنين أسباب تفشي الشغب الجماهيري قائلا للجزيرة نت"هناك العديد من الأسباب ومنها وجود خلل في تركيبة مجالس إدارات الأندية الرياضية، وعدم انتماء اللاعبين لفرقهم، إضافة إلى التعصب الجغرافي الجماهيري للفرق التي تمثل الأحياء التي يسكنونها في الدوري المحلي".
ويؤكد أبو حسنين أن "البطالة الموجودة في قطاع غزة تعتبر أحد أهم الأسباب المؤدية إلى الشغب، حيث تتسبب الأحوال الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الشباب الفلسطيني في القطاع المحاصر بتفريغ طاقتهم بشكل سلبي وتعصبهم المفرط خلال وجودهم في المدرجات لتشجيع فريق منطقتهم".
ويرى أبو حسنين أن ملاعب قطاع غزة ليست مهيأة لاستضافة المباريات الرياضية، كونها تفتقر للعديد من المقومات المهمة، وتحتاج إلى مزيد من اهتمام المسؤولين لتطويرها بالشكل الكافي.
ويشدد رئيس لجنة المسابقات بالاتحاد الفلسطيني لكرة القدم محمد العمصي على خطورةتحول الشغب الجماهيري إلى ظاهرة وخاصة تفشي الاعتداءات اللفظية من الجماهير تجاه اللاعبين والحكام وإشعال المفرقات التي تتسبب في إتلاف العشب الصناعي المستخدمفي الملاعب.
وقال العصمي للجزيرة نت، "نتعامل في الاتحاد الفلسطيني وفق النظم واللوائح والقوانين الدولية المعتمدة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). ونوقع عقوبات مغلظة ومنها نقل المباريات والغرامات المالية، وصولا إلى اعتبار الفريق المتسبب في الشغب خاسرا".
المصدر : الجزيرة