هجرة الرياضيين.. ظاهرة مؤقتة أم نزيف يهدد مستقبل الرياضة الإيرانية؟
تعد هجرة الكفاءات من إيران، أحد أصعب التحديات التي تواجهها الدولة منذ عدة سنوات، نتيجة تأثيرها السلبي على مختلف المجالات ومن بينهاالرياضة.
وخلال الأشهر الماضية هاجرت من إيران مجموعة من أشهر الرياضيين الحائزين على ميداليات عالمية، للعب تحت راية دولة أخرى، يحققون لها الفوز ويرفعون أعلامها، ولو كان انتصارا على أبناء جلدتهم.
ويخشى المسؤولون الإيرانيون من انتشارالظاهرة وضياع الجهود التي بذلت للاستثمار في تلك المواهب، ما قديؤثر على مكانة إيران في البطولات الرياضيةوخاصة في الألعاب الأولمبية المقبلة.
ولمتقتصر هجرة الرياضيينعلى مجال واحد فقط، بل توسعت لتشمل رياضيين من مختلف المجالات مثل الجودو والشطرنج والتايكوندو والمصارعة والجمباز والملاكمة وكرة السلة.
سعيد ملايي تخلى عن اللعب مع المنتخب الإيراني بعد فوزه ببرونزية أولمبياد 2016(غيتي) |
ومن أشهرالرياضيين الذين اختاروا الهجرة،كيميا علي زادة (22 عاما) لاعبة التايكوندو التي هاجرت إلى هولندا قبل شهر تقريبا، وهي المتوجة ببرونزية أولمبياد 2016، الميدالية الأولى والوحيدة في تاريخ الرياضة الإيرانية النسوية بالألعاب الأولمبية.
واختار لاعب الجودو سعيد ملايي (29 عاما)صاحب الميدالية الذهبية في بطولة العالم 2018، الهجرة إلى ألمانيا وحصل لاحقا على الجنسية المنغولية بعد انسحابه من بطولة العالم فيطوكيو عام 2019 لعدم مواجهة منافسه الإسرائيلي.
من جانبه، يدافع لاعب الشطرنج علي رضا فيروزجا (17 عاما)عنألوان فرنسا الآن وهو الحامل للقب أستاذ كبير -أكبر لقب يحمله لاعب شطرنج ويمنحه الاتحاد الدولي للشطرنج مدى الحياة-ويحتلحاليا المركز الأول في التصنيفالعالمي للاعبي الشطرنج الشباب.
ثمة أسباب تدفعلهجرة الرياضيين من إيران، أهمها الصعوبات المالية، والخلافات مع الاتحاد أو المدرب، والتعرض للإهمال من قبل المسؤولين في القطاع الرياضي، ونقص في المنشآت الرياضية، إضافة إلىتحدياتمثل إلزام الرياضيات بارتداء الحجاب في منافساتهن خارج البلاد وعدم السماح للرياضيين الإيرانيين مواجهة نظرائهم الإسرائيليين في البطولات الدولية.
ويعتقدالرئيس السابق لمنظمة التربية البدنية في إيران محسن مهر علي زاده، أن الرياضي المحترف تزيد رغبته في الهجرةعندما ينظر إلى حقوقه ومزاياه التي يتلقاها بالريال الإيراني مقارنة بالرياضيين في الخارج ومستحقاتهم التي يتلقونها بالدولار،فيإشارة إلى انخفاض قيمة الريال الإيراني مقابل الدولار.
وقال مهر علي زادة، إنه لا يمكنالاعتراض على تفكير الرياضي المحترف في الهجرة عندما يرى أن مهاراته ومواهبه وقدراته تُقدر في أماكن أخرى من العالم بشكل أفضل،مع الحصول على رواتب مرتفعة.
وتنقسم آراء المسؤولين الرياضيين ونواب البرلمان الإيراني بين تعاطف وإدانة حيال هجرة الرياضيين، إذطالبالنائب في البرلمان الإيراني جلال ميرزايي بمعالجة مختلف المشاكل التي يواجههاهؤلاء الرياضيون،وقال إنه "لا يليق بأبطال الوطن أن تكون الهجرة وسيلتهم لمواجهة الأزمات".
بدوره، طالبرئيس اللجنة الأولمبية الوطنية رضا صالحي أميري بعدم إدانة الهجرة،وتوفير الظروف المناسبة للرياضيينومعالجة الأسباب التي دفعتهم إلى البحث عن فرص أفضل في الخارج.
ويرى أن"الرياضيين لم يتخذوا نهجا سياسيا في هجرتهم، مما يعني أنها ظاهرة عابرة، وسيعود الجميع يوما -متأسفين على ذلك- إلى بيت العائلة(الوطن الأم)".
المصدر : الجزيرة