الصين في مواجهة شرسة أمام الولايات المتحدة للريادة العالمية في الذكاء الاصطناعي
جو 24 :
تتسابق العديد من الدول لتحقيق ميزة ابتكار عالمية في الذكاء الاصطناعي (AI) لأنهم يفهمون أن الذكاء الاصطناعي عبارة عن تقنية أساسية يمكنها تعزيز التنافسية وزيادة الإنتاجية وحماية الأمن القومي والمساعدة في حل التحديات المجتمعية.
بدأت الصين والولايات المتحدة في الظهور الآن كمنافسين رئيسيين للقيادة العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، ويخوضان سباق تسلح جديد من أجل الهيمنة على هذا المجال وهو سباق قد يؤدي إلى مجالات هيمنة جغرافية، وامتدت التطبيقات التقنية الى أسواق المال مشتملة الفوركس والاسهم وغيرها.
يعتقد رواد التقنية والاستراتيجيون الجغرافيون أن الذكاء الاصطناعي هو التكنولوجيا المطلقة فكل من يخترع آلة ذكية فائقة سيحصل أولاً على نفوذ بدون منازع على أي شخص آخر، في عام 2017 قال "فلاديمير بوتين" الرئيس الروسي الحالي إن الفائز بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي سيكون "حاكم العالم".
انفاق الحكومة الصينية
فالصين ليس لديها أكبر عدد من السكان في العالم فقط، يبدو أنها ستصبح أكبر اقتصاد عالمي كماأنها تريد أيضًا أن تقود العالم عندما يتعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي (AI) فهي تفعل الكثير بخصوص هذا الأمر، في عام 2017أعلنت الحكومة الصينية عن رغبتها في جعل البلاد وصناعاتها رائدة على مستوى العالم في تقنيات الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030،وامتدت الاستثمارات من أسواق
" target="_blank" style="color: rgb(0, 0, 205);">تداول الأسهم والأسواق المالية الأخرى الي الاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي حيث من المتوقع أن يستثمر أحدث صندوق لرأس المال الاستثماري الحكومي أكثر من30مليار دولار أمريكي في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات ذات الصلة داخل الشركات المملوكة للدولة.تعرف خطتها الطموحة باسم تطوير الذكاء الاصطناعي للجيل الجديد، وللوصول إلى هدفها وضعتمجموعة من الأساساتالتي سيتم التوصل إليها بحلول عام 2020،التي تشملإسهامًا كبيرًا في الأبحاث الأساسية كونها وجهة مفضلة لألمع المواهب في العالم.
وعززت المبادرة أيضًا عددا لا يحصى من السياسات ومليارات الدولارات من الاستثمار في البحث والتطوير من الوزارات وحكومات المقاطعات والشركات الخاصة.
ومع بداية 2020 لاحظ الباحثون قفزات رائعة في جودة أبحاث الذكاء الاصطناعي في الصين، كما أنهم يتوقعون حدوث تحول في قدرة الصين على الاحتفاظ بالمواهب المحلية لأن الحكومة نفذت بعض برامج الاستبقاء الناجحة، خاصة مع تدهور العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الولايات المتحدة.
يقول "جوي دانتونغ" محلل الذكاء الاصطناعي بمعهد بولسون وهو مركز أبحاث في شيكاغوإلينوي يهدف إلى تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة والصين "إن فقدت أمريكا حافة الانفتاح، فإنها تخاطر بدفع مواهب الذكاء الاصطناعي مرة أخرى إلى أحضان منافسيها بما في ذلك الصين".
وقال الرئيس السابق لشركة جوجل "ليكاي فو" إنه في الوقت الذي تتفوق فيه أمريكا اليوم على العالم في مجال الذكاء الاصطناعي، فإن الصين ستتصدر زمام المبادرة في غضون الخمس سنوات القادمة.
الولايات المتحدة تواجه الصين
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة لا تزال تقود بالقيمة المطلقة آلية الذكاء الاصطناعي وتأتي الصين في المرتبة الثانية، إلا أن هذا النظام قد يتغير في السنوات المقبلة، حيث يبدو أن الصين تحرز تقدماً أسرع من الولايات المتحدة ومن أي دولة أخرى في العالم.
لا تزال الولايات المتحدة أيضًا هي القائدة في مجال البحوث بسبب جامعاتها التي تجتذب المواهب العلمية العالمية، مما يعطيها ميزة واضحة غير متناسبة مع سكانها، ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بتنفيذ التقنيات المعروفة بالفعل وتسييلها فإن الصين ستقود السباق العالمي في الذكاء الاصطناعي مدعومة بدورتها الافتراضية المتمثلة في امتلاك سوق كبير وبناء كبيرة من البيانات، مما يساعد على بناء الذكاء الاصطناعي بشكل أفضل.
ما يهم في تطبيق الذكاء الاصطناعي هو السرعة والتنفيذ وجودة المنتج والبيانات والدعم الحكومي، حاليًا الشركات الصينية تساوي أو تفوق على نظيراتها الأمريكية في كل مجال من هذه المجالات، لهذا تعد الولايات المتحدة هي الرائدة في العالم في اكتشافات الذكاء الاصطناعي، والصين هي الرائدة في تنفيذ الذكاء الاصطناعي.
وحاليًا تدرس لجنة تقدم المشورة للكونجرس توصية للحكومة الأمريكية بشأن المنافسة في الذكاء الاصطناعي، وتهدف التوصية الانضمام إلى الدول الديمقراطية الأخرى المتمثلة في المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان وكندا واستراليا لتجميع البيانات لمواجهة ميزة الصين.
