أردوغان يهدد بضرب النظام السوري في كل مكان.. ودمشق: منفصل عن الواقع
هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء بضرب قوات النظام السوري "في كل مكان” في حال تعرض جنوده لأذى، متهما في الوقت نفسه روسيا حليفة دمشق بالمشاركة في ارتكاب "مجازر” في إدلب بشمال غرب سوريا.
وتأتي تهديدات أردوغان بعد وقوع مواجهات مباشرة بين القوات السورية والتركية خلال الأيام العشرة الأخيرة، تسببت بزيادة التوتر كذلك في العلاقة بين تركيا وروسيا الداعم الأبرز للرئيس السوري بشار الأسد.
وعززت تركيا مواقعها العسكرية في إدلب آخر معاقل المعارضة في سوريا، حيث أرسلت مئات الآليات المحملة بقوات خاصة وصواريخ وعسكريين خلال الأيام الماضية.
وقال أردوغان في كلمة أمام كتلة حزبه الحاكم العدالة والتنمية في البرلمان في انقرة "أعلن اننا سنضرب قوات النظام في كل مكان اعتبارا من الآن بغض النظر عن اتفاقية سوتشي، في حال إلحاق أدنى أذى بجنودنا ونقاط المراقبة التابعة لنا أو في أي مكان آخر”.
وأعلن أن 14 تركياً قتلوا وأصيب 45 آخرون في قصف نفذته القوات السورية في محافظة إدلب.
وحققت قوات النظام السوري، المدعومة بغارات جوية روسية تقدماً في عمليتها لاستعادة محافظة إدلب من الفصائل الجهادية والمعارضة على الرغم من اتفاق سوتشي لوقف إطلاق النار المبرم عام 2018 بين تركيا وروسيا.
وأدت العملية منذ كانون الاول/ديسمبر إلى مقتل مئات المدنيين ونزوح الآلاف في ظلّ ظروف مناخية قاسية.
وفي موقف قل مثيله، انتقد أردوغان روسيا بشكل مباشر الأربعاء، بقوله إن "النظام والقوات الروسية التي تدعمه تهاجم المدنيين باستمرار وترتكب مجازر”.
وأضاف أن تركيا ستفعل "كل ما هو ضروري” لرد قوات النظام السوري إلى خلف نقاط المراقبة الاثنتي عشرة التي أقامتها في إدلب بموجب اتفاق سوتشي سعياً لمنع النظام من شن هجومه على المحافظة المتاخمة لها.
وأفاد مراسل لوكالة فرانس برس في إدلب عن وصول موكب جديد من مدرعات تركية الأربعاء إلى بلدة بنش الواقعة شمال شرق مدينة إدلب.
في الأثناء، تواصل القوات السورية التقدم والتوسع في عدد من البلدات في المحافظة، بعد سيطرتها على كل طريق حلب-دمشق الدولي للمرة الأولى منذ عام 2012.
وقال أردوغان: "نحن مصممون على رد (قوات النظام) وراء الحدود التي رسمها اتفاق سوتشي بنهاية شباط/فبراير. … سنفعل كل ما هو ضروري على الأرض وفي الجو دون أي تردد ودون أي تأخير”.
وقال الرئيس التركي أيضًا إن الطائرات التي تضرب التجمعات السكانية في إدلب "لن تتحرك بحرية بعد الآن”.
ويأتي ذلك بعد إشارة تقارير إلى أن القوات التركية أسقطت مروحية عسكرية سورية هذا الأسبوع في إدلب، لكن دون أن تؤكد أنقرة ذلك رسمياً.
وعبّر الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان عن رغبتهما الاربعاء "بالتطبيق الكامل” لاتفاقات خفض التصعيد الروسية-التركية في سوريا بحسب بيان صادر عن الكرملين.
وأكدت الرئاسة التركية الاتصال لكن لم تذكر تفاصيل.
وأجرى وفد روسي ضم مسؤولين عسكريين وأمنيين جولتين من المحادثات في أنقرة هذا الأسبوع لكن لم يصدر عنها أي اتفاق ملموس.
وأعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو أن وفداً تركيا سيذهب إلى موسكو "خلال الأيام المقبلة”.
وقال "نواصل العمل مع روسيا، نعمل على تحقيق وقف دائم لإطلاق النار. لكن حتى ولو لم ينتج شيء عن ذلك، تصميمنا واضح وسنفعل ما يلزم”.
ووصل المبعوث الأميركي الخاص لسوريا جيمس جيفري إلى أنقرة في وقت متأخر الثلاثاء للقاء مسؤولين أتراك.
في الأثناء، واصلت القوات السورية تقدّمها الأربعاء في محيط طريق حلب – دمشق الدولي ويعرف باسم "إم 5″، لضمان أمنه.
وتخشى تركيا التي تأوي أصلاً 3,7 ملايين لاجئ سوري من تدفق جديد للنازحين عبر حدودها في حال سقطت إدلب بيد النظام، وأبقت حدودها مغلقة أمام فارين جدد.
وندد أردوغان الأربعاء بـ”الصمت العميق” من جانب المجتمع الدولي حول العنف في إدلب.
وقال أردوغان "حتى لو غض الجميع الطرف وأداروا ظهورهم وجمّدوا ضمائرهم، تركيا لن تقف موقف المتفرج على هذا الوضع”.-
ووصفت دمشق من جهتها، الأربعاء، أردوغان بأنه شخص "منفصل عن الواقع” بعد تهديده باستهداف القوات السورية في "كل مكان”، وفق ما نقل الإعلام الرسمي عن مصدر في الخارجية.
وقال مصدر في وزارة الخارجية السورية، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، "يخرج علينا رأس النظام التركي بتصريحات جوفاء فارغة وممجوجة لا تصدر إلا عن شخص منفصل عن الواقع (…) ولا تنم إلا عن جهل ليهدد بضرب جنود الجيش العربي السوري بعد أن تلقى ضربات موجعة لجيشه من جهة ولإرهابييه من جهة أخرى”. (أ ف ب)