ريال مدريد في غزة من بوابة "تشامبيونز"
كانت ليلة مختلفة جدا، جاءت فيها العائلات واللاعبون والحماس يسبقهم، بعد أن دعتهم الأكاديمية الرياضية ليشهدوا حدثا كبيرا في عمر الرياضة الفلسطينية، لكن لم يكن أحدٌ منهم يتوقع أن تعلن إدارة النادي ومن مدينة مدريد الإسبانية، التعاقد مع نادي ريال مدريد، أحد أكبر وأشهر أندية العالم في لعبة كرة القدم.
"غزة كلها نامت فرحانة".. هكذا وصف رئيس مجلس إدارة أكاديمية "تشامبيونز" الرياضية، رجب السراج، يوم الإعلان عن التعاقد مع النادي الإسباني العريق، وردة فعل المنتسبين والجمهور في قطاع غزة بشكل عام.
أَشهرٌ من التواصل وطرق الأبواب خاضتها إدارة الأكاديمية بكل عزم للوصول إلى هدفها الكبير وغير المتوقع، تُوجت بإنجاز فلسطيني هو الأول من نوعه على مستوى قطاع غزة، كما يقول السراج للجزيرة نت.
رحلة طويلة
لم يكن الأمر سهلا في مدينة مثل غزة، فقد انطلق نادي "تشامبيونز" عام 2015، وواجه الكثير من الصعوبات والأزمات حتى استطاع الوصول إلى جمهوره، وكسب ثقة مجتمعٍ لم يعتد على فكرة الأكاديمية الرياضية، والنادي العائلي.
وضعت الأكاديمية خطة إستراتيجية نجحت في تحقيق الكثير من أهدافها خلال السنوات الخمس الأولى، أهمها زيادة عدد الفروع في قطاع غزة إلى ستة فروع تغطي جميع محافظات القطاع، وزيادة عدد الألعاب المتاحة لتشمل كرة القدم، كرة السلة، تنس الطاولة، رياضة الكاراتيه، رياضة الإسكواش، التنس الأرضي.
ونجح النادي الرياضي في ضم أكثر من 120 رياضيا وفنيا إلى فريق العمل، جميعهم يحملون شهادات رياضية علمية في مجالاتهم، إضافة إلى مدربي التغذية واللياقة البدنية، الأمر الذي استقطب نحو ألفمنتسب من جميع الأعمار وعائلاتهم.
إنجازات مستمرة
توجت الأكاديمية سعيها الكبير بإنجازها الأخير بالتعاقد مع نادي ريال مدريد، الذي يشمل برامج متعددة ينفذها الناديان فيما يخص اللاعبين والمدربين، كما يوضح، محمد رجب نائب رئيس مجلس إدارة أكاديمية "تشامبيونز".
وأضاف رجب "البرنامج الأول الذي سينفذ مع ريال مدريد سيتم الإعلان عنه في القريب العاجل، إذ سنرسل مجموعة من لاعبي الأكاديمية إلى النادي الإسباني للتدريب والاحتكاك بالمنظومة العالمية، إضافة إلى حصولهم على شهادة رسمية من نادي المرينغي".
سبق ذلك، حصول الأكاديمية على وكالة شركة "ريغنال للرياضات" في فلسطين والأردن، التي تقوم بتسويق اللاعبين والمناهج الرياضية في عشرين دولة أوروبية.
وأشار رجب إلى أن "تشامبيونز" حققت إنجازات محلية ودولية أهمها جائزة أفضل إنجاز فلسطيني من الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، والمشاركة في ثاني أكبر بطولة على مستوى أوروبا (دونستي كوب)، والحصول على المركز الأول في بطولة الكاراتيه على مستوى الفتيات في فلسطين، والحصول على مشاركات مميزة في ألعاب القوى، ومشاركة اللاعبين في المنتخبات.
وأكد رجب أن الرياضة جزء من اهتمامات القائمين على النادي، وأن المجال الاجتماعي والانساني جزء مهم كذلك، مشيرا إلى أن النادي يحرص على تطوير فكرة النادي العائلي وبرامجه المتعددة، كما قام بإنشاء أول ناد رياضي لمرضى السرطان في فلسطين.
رياضة ودراسة
من الأمور اللافتة عند الحديث مع الأطفال المنتسبين إلى الأكاديمية، مدى اهتمام الإدارة بالمستوى الدراسي للطلاب، ومتابعة تحصيلهم مع مدارسهم وعائلاتهم بشكل شهري ودوري.
عبد الله مشتهى (10 سنوات)، والحاصل على المركز الثاني في بطولة تنس الطاولة على مستوى قطاع غزة، أكد أن الجميع في الأكاديمية يتنافس ليكون "لاعب الشهر"، لأنه يحصل على امتيازات عالية.
ولاعب الشهر هو أكثر لاعب مميز في جميع الجوانب سواء الرياضية أو الدراسية، ويتم تكريمه داخل مدرسته وكذلك داخل النادي، مما خلق أجواء منافسة عالية بين اللاعبين.
وأكد مشتهى الحاصل على تقدير ممتاز (99.6) خلال الفصل الدراسي الأول، أن إدارة النادي تتواصل بشكل دوري مع مدرسته للاطمئنان على تحصيله الدراسي، منوهابأنه قادر على أخذ إجازة من التدريبات في أوقات الاختبارات والدراسة المكثفة.
أما الطفل خالد أبو شعبان (12 عاما)، فيرى في الأكاديمية فرصة كبيرة للوصول إلى العالمية، وتمثيل فلسطين في رياضة كرة القدم على مستوى المنتخب الأول في المستقبل.
وعن تجربته في السفر إلى أوروبا مع النادي يقول أبو شعبان، إنه لا ينسى أبدا مشاركة النادي في بطولة (دونستي الدولية)، إذ إن تجربة الحياة خارج غزة مختلفة تماما، من حيث النظام وعدم انقطاع الكهرباء، والحرية في التنقل والكثير من التجارب.
إنجازات مهمة تحققها الرياضة الفلسطينية في قطاع غزة، في الوقت الذي يبحث فيه اللاعبون عن فرصة تتيح لهم اللعب في نواد عربية ودولية، أو تمثيل المنتخب الفلسطيني دون معوقات طرق أو حصارٍ يسلب منهم الفرص.
المصدر : الجزيرة