أمريكا تتجسس على هواتف الأردنيين و''إيملاتهم''
كشفت الوثائق الاستخبارية الأمريكية التي تمكنت صحيفة بريطانية من الحصول عليها أن الولايات المتحدة تجسست على هواتف الأردنيين ورسائل بريدهم الالكتروني طيلة السنوات الماضية، وأنها خلال شهر آذار/ مارس 2013 وحده تلقت 12.7 مليار تقرير استخباري من الأردن عبر القنوات الالكترونية.
لكن الأردن لم يكن وحده ضحية التجسس الأمريكي –كما أظهرت الوثائق- وانما كافة دول العالم تقريباً كانت واقعة تحت رحمة عمليات المراقبة والتجسس التي تجريها وكالة الأمن الوطني الأمريكي (NSA)، حيث تبين من الوثائق أن النظام المستخدم في المراقبة يتيح لرجال الأمن الأمريكيين اختيار الدولة التي يريدونها على الخارطة ومن ثم البدء بعمليات التجسس على مواطنيها من خلال شبكات الهاتف، وشبكات الانترنت في هنذه الدولة.
وتبين من الوثائق التي نشرتها جريدة "الغارديان" البريطانية، والتي اطلعت "السبيل" على مضمونها أن أكثر ثلاث دول تمت مراقبتها من خلال أجهزة الأمن الأمريكية هي ايران وباكستان والأردن، حيث خلال شهر آذار/ مارس الماضي وحده تمكنت الولايات المتحدة من الحصول على 97 مليار "قطعة استخبارية" من مختلف شبكات الكمبيوتر المنتشرة حول العالم.
وتمثل "القطعة الاستخبارية"، بحسب الوثائق، رسالة بريد الكتروني، او مكالمة هاتفية، أو رسالة نصية، أو تقرير استخباري.
وأظهرت التقارير ان ايران احتلت المركز الأول على مستوى العالم من حيث المراقبة الأمريكية حيث تمكنت اجهزة الأمن الامريكية من اصطياد 14 مليار تقرير من هناك، تلتها في المركز الثاني باكستان التي ورد منها 13.5 مليار، ثم احتل الأردن المركز الثالث عالمياً حيث تم منه اصطياد 12.7 مليار تقرير استخباري، ثم مصر بواقع 7.6 مليار تقرير، ثم الهند التي احتلت المركز الخامس عالمياً وورد منها 6.3 مليار تقرير لأجهزة الأمن الأمريكية.
وتمكنت "الغارديان" التي نشرت الوثائق في عددها الصادر يوم السبت من الحصول على ما أسمته "خريطة ساخنة" وتظهر الدول التي يتم التركيز عليها من حيث عمليات المراقبة، حيث تظهر باللون الأحمر، ومن ثم تبدو الأقل تركيزاً باللون الأصفر، ثم الأخضر الغامق، ثم الأخضر الفاتح للدول الأقل مراقبة من جانب وكالة الأمن الوطني الأمريكي.
ولم يستحوذ على اللون الأحمر على "الخارطة الساخنة" سوى كل من ايران وباكستان والأردن، وهي الدول الثلاثة الاكثر رصداً من قبل الأمن الأمريكي، وتتعرض هواتفها وشبكات كمبيوتراتها لعمليات المراقبة والتجسس الأكبر.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما دافع يوم الجمعة الماضية عن الأنشطة التي تقوم بها وكالات الأمن الأمريكية، ونفى أن تكون أجهزة الأمن تقوم بعمليات تجسس أو مراقبة على المواطنين الأمريكيين، وخاطب الأمريكيين قائلاً: "نحن لا نستمع لمكالماتكم الهاتفية".
وبدأت فضيحة التجسس الأمريكية على الهواتف ورسائل البريد الالكتروني قبل عدة أيام عندما تمكنت جريدة "الغارديان" البريطانية من اكتشاف أمر قضائي سري في الولايات المتحدة يتيح لوكالة الأمن الوطني الأمريكي الحصول على كافة البيانات والسجلات الهاتفية لملايين الأمريكيين المشتركين في واحدة من أكبر مزودي خدمات الاتصالات في الولايات المتحدة.
لكن الفضيحة تطورت عندما تبين بأن الأمن الأمريكي يدخل على بيانات المستخدمين المسجلين في أكبر ثلاث شركات للتكنولوجيا في العالم، وهي: أبل، فيسبوك، جوجل، وهو ما يعني ان كل مستخدمي الانترنت في الكون أصبحت ملفاتهم ومعلوماتهم متاحة لأجهزة الأمن الامريكية.
السبيل