كيف تساعدين طفلك لمواجهة الإقصاء الاجتماعي في مدرسته؟
ربما ينفطر قلبك حينما يخبرك ابنك أنه لم يعد مرحبا به مع مجموعة أصدقائه في المدرسة، وأنه أصبح يقضي الوقت وحده فترات الراحة رغم أنه لم يقم بأي شيء خطأ.
ولكن كما هو الحال مع الكبار، فسوف تلتئم قلوب الصغار، وعادة ما ينتهي الألم مع مرور الوقت ومع إمكانيات جديدة وفهم جديد لقوتنا ومرونتنا. ولكن كيف يمكنك المساعدة في الوقت الحالي ليتخطى ابنك الأزمة؟
تقول كاري غولدمان، كاتبة المقالات الاجتماعية لدى يو إس نيوز: كأم تحتاجين أولا إلى تقييم ما إذا كان طفلك قد تم استبعاده كجزء من تحول اجتماعي طبيعي أو ما إذا كان يتعرض للنبذ والعنف الشديد، ففي الحالة الثانية يجب التوجه إلى إدارة المدرسة لإيجاد حل.
وتشرح الكاتبة التحول الاجتماعي الطبيعي لدى الأطفال في مقالها بعنوان "ماذا تفعل حينما يتم استبعاد ابنك من مجموعة أصدقائه بالمدرسة؟" على موقع هيلث يو إس نيوز، قائلة "يحدث ذلك حينما يكون الأطفال الآخرون قد فقدوا اهتمامهم بالتسكع مع طفلك، لكنهم ما زالوا يحترمونه، وفي هذه الحالة يجب طمأنة طفلك بأنه لم يفعل شيئا خاطئا وأن أفضل خيار له هو البحث عن الأصدقاء الجدد، على الرغم من أنه قد يشعر بالخوف في البداية، وبغض النظر عن مدى صعوبة المحاولة، فإنه لا يمكننا إجبار الآخرين على التسكع مع شخص ما".
وتقول إيلين كينيدي مور، دكتوراه في علم النفس، في مقالها بعنوان "ثلاث طرق لتساعد ابنك في حال تم التغلب عليه من قبل صديقه" على موقع يو إس نيوز "على الرغم من أن تفكك الصداقة يمكن أن يكون مؤلما للأطفال، فإنه جزء لا يتجزأ من مرحلة النمو. وفي هذه الحالة يمكن لبعض المحبة الإضافية من قبل الوالدين أو أحدهما تخفيف الصدمة".
وبدوره، يقول د. جون شاري أستاذ جامعيلعلم النفس على موقع أيريش تايمز"إن العثور على مكانة ضمن العلاقات الاجتماعية بالمدرسة أحد التحديات الكبيرة للأطفال والمراهقين، ويعد وجود صديق أو صديقين حميمين والانتماء لمجموعة صداقة داعمة أمرا أساسيا لشعور الأطفال بالسعادة في المدرسة، في حين أن الشعور بالإقصاء والبقاء دون أصدقاء يمكن أن يشكل ضغطا كبيرا عليهم، حيث إن هذه المجموعات تعد جزءا طبيعيا من عملية المراهقة المتمثلة في تحديد هويتهم والمكان الذي ينتمون إليه".
ويواصل شاري قائلا إن ديناميكيات عمل مجموعات الصداقة في المدرسة يمكن أن تتحول إلى مشكلة للمراهقين، وذلك حينما يسيطر على تلك المجموعات قائد واحد أو اثنان ويتمحور الأمر حول "من هو داخل المجموعة ومن هو خارجها". في هذه الحالات، من السهل حدوث البلطجة وشعور الأطفال بالإقصاء.
ويقدم د. شاري مؤلف كتاب "الأبوة والأمومة" دليلا لحل المشكلات وبناء العلاقات وخلق الانسجام في الأسرة، ويهدي بعض النصائح للأمهات لدعم أطفالهن في هذه المرحلة:
ادعمي ابنك: أهم شيء يمكنك القيام به أن تكوني هناك لدعم ابنك. إن قدرتك على مشاركة مشاعره والتحدث معه حول ما يجري، أمر مهم للغاية لكسر العزلة ومساعدته على الشعور بالتحسن.
الاستماع دون تقديم الحلول: تضغط الأمهات بشدة على أنفسهن للحصول على الكلمات السحرية والإجابات الصحيحة لحل مشاكل الأطفال بسرعة. لكن مشاكل الصداقات معقدة وغير قابلة للحلول البسيطة. الأطفال والمراهقون يرغبون بشدة في أن يشعروا بأنهم مسموعون ومتفهمون من قبل آبائهم، وهذا ما يجب أن تقدميه فقط الوقت الحالي.
التعامل مع الشعور بالرفض: إذا شعر الطفل بالرفض الشديد وأصبح يلوم نفسه، فمن المهم أن تساعديه على فهم ما حدث دون الإساءة إلى أصدقائه الذين تركوه، يمكنك القول إن هذه الأمور تحدث طوال الوقت، ويجب أن يعتز بنفسه وألا يهدر طاقته في التفكير في الأمر.
تفكك الصداقة ليس فشلا: ساعدي ابنك على فهم حتمية التغيير في العلاقات الشخصية. أكدي له أن تفكك الصداقة ليس فشلا، ولكنه جزء يمكن التنبؤ به (وإن كان مؤلما) كجزء من مرحلة النمو. مثلما تتغير أجسام الأطفال واهتماماتهم وهواياتهم بمرور الوقت، كذلك تتغير صداقاتهم.
استكشفي الحلول مع ابنك: حينما يسمح لك ابنك بالتفكير معه لإيجاد حل ساعديه لاستكشاف الأشياء المختلفة التي يمكن القيام بها مثل التواصل مع الزملاء الجدد والزملاء في الصفوف الأخرى، يمكنك عمل عصف ذهني معه حول كيفية النجاح في نسج علاقات مع هؤلاء الجدد مثل بدء التواصل معهم بداية الفصل الدراسي، وأن تبدأ الدردشة معهم أثناء العمل على مشاريع جماعية داخل المدرسة أو وهم واقفون على الدرج.
إدارة أوقات الاستراحة: التحدي الأكبر في كثير من الأحيان هو إدارة أوقات الاستراحة داخل المدرسة خصوصا عندما ينقسم الجميع إلى مجموعات ولا ينتمي ابنك لإحداها، لذا الأفضل أن تستكشفي معه كيف يمكن إدارة هذه الأوقات. ومن المحتمل أن توجد أنشطة يمكن القيام بها مثل الذهاب إلى غرفة الموسيقى أو المكتبة، كما يمكن الرجوع لمستشار المدرسة للمساعدة من خلال تنظيم بعض الأنشطة خلال فترات الاستراحة كالانضمام إلى المجموعات الرياضية.
شبكة واسعة من الأصدقاء: واحدة من أبسط وأقوى إستراتيجيات الوقاية لمساعدة الأطفال على مواجهة تحديات الصداقة، وهي تشجيعهم على تكوين شبكة واسعة من الأصدقاء سواء في الحي أو المدرسة أو من خلال النادي. يجب تأكد الأمهات أن أطفالهن لا يضعون كل بيضهم في سلة واحدة، بل يطورون علاقات حقيقية مع أقرانهم المختلفين.
المعنى الحقيقي للصداقة: بعض الأطفال يعتقدون أن الصداقة تدور حول الكم (عدد المعجبين والأتباع) بدلا من الجودة. ذكري طفلك أن الصداقة الحقيقية تجعله يشعر بالرضا عن نفسه، ولكن إن كان يشعر بعدم اليقين وانعدام الأمن، فمن الجيد الابتعاد عن أي شخص لا يحترمه ويعامله معاملة غير جيدة.
الكرامة: علمي طفلك عدم تضييع وقته وطاقته على علاقته المنتهية أو المقطوعة، وأن يحول تركيزهإلى الصداقات والأنشطة التي تساعده على الشعور بالرضا عن نفسه، وأن يحتفظ بكرامته.