آلام الرومانسية.. لماذا يكره البعض عيد "الحب"؟
في 14 فبراير/شباط كل عام، تمتلئ المحلات والشوارع بالورود الحمراء والدمى المحشوة، وبعض الأغاني التي صممت خصيصا لتلك المناسبة، استعدادا لما يسمى عيد "الحب".
يأتي أيضا بمجموعة من التوقعات من الشريك، هدايا أو عشاء أو حديث رومانسي. ومع ذلك فإن توقعات عظيمة يمكن أن تضعنا في خيبة أمل عندما لا تتوافق الحقيقة مع هذه الآمال غير الواقعية.
هناك الكثير من الأشخاص الذين لا يحتفلون بهذا العيد بل ويعلنون كراهيتهم لذلك اليوم وتلك المناسبة مع سرد عدد من الأسباب قد يجدها البعض منطقية إلى حد ما.
1- مبالغ فيه
ربما بسبب العروض الترويجية والمبيعات المرتبطة بـ "الفالنتين" من أزهار ودمى حمراء اللون وشوكولاتة، يصف 48% من البالغين في الولايات المتحدة هذا العيد بأنه "مبالغ فيه" وليس "رومانسيا".
ويؤكد غالبية البالغين بالولايات المتحدة أنهم لا يخططون لقضاء ليلة رومانسية بهذه المناسبة، كما يؤكدأكثر من نصف المتزوجين والمرتبطين أنه من غير المرجح أن يذهبوا في موعد للاحتفال، بحسب استطلاعأجرته شركة"يو جوف YouGov" الدولية المتخصصة في أبحاث السوق وتحليلات البيانات.
2- مقاومة الالتزام
حين يشعر بعض الأشخاص بأنهم مطالبون بالامتثال لسلوك محدد مسبقا، فمن المحتمل ألا يفعلوا ذلك.
قد يولد الشعور بالالتزام مقاومة لدى الشخص، خاصة أن كثيرين يصنفون تلك المناسبة بالتجارية البحتة. ووفقا لدراسة بعنوان "مقاومة السوق وأحداث عيد الحب" منشورة في "مجلة أبحاث الأعمالJournal of Business Research ". ويعتبر الكثيرون أن هذه المناسبة تحولت إلى يوم تجاري تديره مجموعة من الشركات الراغبة في تحقيق الأرباح بدس أنفها في مناسبة رومانسية خاصة بين شخصين، مما حولها إلى مناسبة تجارية استهلاكية وجعل الشعور بالالتزام يقتل أي شعور عاطفي جاء مع تقديم الهدية.
3- التوقعات المرتفعة
ترتفع التوقعات بين الأزواج والمرتبطين حول هذا العيد من الهدايا المثالية والعشاء الخيالي إلى فكرة الحب والرومانسية الأبدية.
كل هذا الضغط خلال هذا اليوم يمكن أن يضر بالعلاقات حتى يؤدي إلى الانفصال، وهو ما أثبتته دراسة تتبع حالات الانفصال على فيسبوك، بحسب "Cnn سي إن إن" أن المرتبطين بعلاقة عاطفية يميلون إلى الانفصال أكثر من مرة بعد يوم عيد "الحب".
4- تعميق الخلافات
هناك علاقات تعاني بعضا من المشاكل، وقد يسلط الضوء عليها في هذه المناسبة ويزيد من حدتها ويجعل أي مشاكل تبدو أسوأ مما هي عليه، ويؤدي إلى تكثيف المشاعر السلبية في علاقة متوترة في الأساس، فيصبح يوما مخيبا للآمال، وفقا لـ "سيكولوجي توداي Psychologytoday".
5- مناسبة تجارية وهدية إجبارية
لم يعد تقديم الأزهار وقطع الشيكولاتة أو كارت معايدة هي أنواع الهدايا المنتظرة ذلك اليوم، ويشعر الكثيرون بالضغط المادي الذي يصاحب تلك المناسبة، إذ يتعين عليهم -بسبب الدعاية الترويجية وتنافس الشركات الكبرى في اجتذاب المستهلكين لشراء المنتجات الثمينة- اجتزاء جزء كبير من الميزانية لشراء هدية تواكب ما يروج له خلال تلك المناسبة، وهو ما يتسبب فيضغط نفسي ومادي على كثير من الأشخاص.
6- يؤذي الأعزب
على الرغم من أن "الفالنتين" يدور حول "الحب" فإنه في الحقيقة قد يجرح الكثيرين حيث إنه على أرض الواقع يهتم بالعلاقات الرومانسية التي تتجاهل العزاب، وهم كثيرون.
عندما يجد الأعزب احتفالا سنويا صاخبا يخص الأشخاص المرتبطين فقط، فإنه يشعر بالنبذ والإحباط وقد تجرح مشاعره، لأن العالم المليء بالبشر لا يوجد فيه شخص واحد يبادله مشاعر الحب.
7- يسبب الألم للمنفصلين
امتلاء الشوارع والطرقات بالأحمر والوردي يمكن أن يثير أفكارا وتساؤلات عن الحب في حياة الفرد، خاصة إذا كان في علاقة عاطفية انتهت بالفشل والانفصال.
تصبح هذه المناسبة بمثابة ألم حقيقي لهؤلاء وتذكرهم بتفاصيل التجربة المؤلمة التي مروا بها. بعبارة أخرى، يمكن أن يكون الحب مؤلما، ويمكن أن يكون يوم الاحتفال به بمثابة تذكير بذلك الألم.
يقول د. بول زاك، عالم اقتصاد عصبي بجامعة كليرمونت للدراسات العليا في كاليفورنيا في مقال على "Shape "شايب" إن عقولنا لا تمنحنا طريقة سهلة للابتعاد عن الصراع أو العزلة الاجتماعية التي نشعر بها في عيد الحب عندما لا يجد شخص ما من يشاطره المشاعر، مضيفا "وتتم معالجة هذا الشعور بالعزلة والصراع بنفس الطريقة التي تتم بها معالجة الألم البدني، ربما من خلال مواجهة الألم الذي تحدثه تلك المناسبة بكل جرأة وشجاعة".