بهدف التعافي أم الانتقام؟.. النساء يوثقن الطلاق في طقوس احتفالية
جو 24 :
رغم ما تعانيه النساء في المجتمعات العربية بعد اتخاذ قرار الطلاق، فإن ظاهرة الاحتفال بالطلاق باتت منتشرة في عدد من الدول، بل انتشرت مقاطع فيديو على صفحات التواصل الاجتماعي لتوثيق الحدث.
التعافي والرغبة في الانتقام والشعور بأن حدثا مؤلما لم يحدث في حياتهن من الأمور التي دفعت النساء للاحتفال بالطلاق. فكيف انتشرت الظاهرة في الدول العربية؟
احتفالات الطلاق في السعودية
ارتفعت معدلات الطلاق في الدول العربية بشكل ملحوظ خلال السنوات القليلة الماضية، فقد بلغ عدد صكوك الطلاق الصادرة عن وزارة العدل السعودية خلال العام 2018 أكثر من 58 ألف صك، في حين بلغت عقود الزواج في 2018 نحو 150 ألف عقد، رغم ذلك فقد ارتفع متوسط معدلات الطلاق سنويا بنسبة 2% في مقابل انخفاض بالنسبة ذاتها في معدلات الزواج، بحسب صحيفة عكاظ السعودية.
ومنذ أيام قليلة، أثارت السعودية أميرة الناصر جدلا على موقع التواصل الاجتماعي تويتر بنشرها مقطع فيديو مصورا لها أثناء ارتداء فستان زفاف أبيض من تصميم مصمم سعودي، حيث تعلن أنه كان من المفترض أن ترتديه في حفل عيد زواجها لكنها ارتدته احتفالا بطلاقها، ناصحة كل فتاة بعدم إيقاف حياتها على شخص واحد.
وتابعت أميرة نصيحتها قائلة "اعتبريه مات"، وللتأكيد على خبر انفصالها نشرت في مقطع آخر وثيقة الطلاق، فانهالت التعليقات بين داعم لها ورافض لذلك الفعل، إذ اعتبر البعض ما فعلته تشويها لسمعة "المطلّق".
يبدو أن أميرة ليست أول من تحتفل بطلاقها في السعودية، حيث تحدث تقرير لجريدة الرياض السعودية بعنوان "حفلات الطلاق.. آثارها سلبية على الزوجة نفسها" عن لجوء بعض المطلقات لإقامة حفلات طلاق، وأرجع فيه مستشار نفسي وأسري ذلك الأمر لنقص في تقدير الذات وعدم احترام مشاعر الأسرتين، كما أنه تعبير خاطئ عن الرغبة في الانتقام لمن تعرضت للإهانة في زواجها.
اعلان
مصر.. 2500 حالة يوميا
احتفلت المصرية أوليفيا حنا، وهي طبيبة أسنان، بطلاقها منذ عامين في واشنطن، وأقامت حفلا في أحد الملاهي مع عدد كبير من المدعوين، وارتدت فستان زفاف أبيض، ورقصت مع صديقاتها أمام قالب حلوى الطلاق.
أثار مقطع الفيديو جدلا بين المصريين حينها، وعلقت عليه أوليفيا في أحد البرامج قائلة "عشت تجربة زواج مريرة ومن حقي أن أحتفل ببداية حياة جديدة"، ونشرت على صفحتها في فيسبوك صورا من حفل طلاقها.
وتشهد مصر تزايدا في حالات الطلاق، إذ بلغت في العام 2018 مليون حالة بواقع حالة واحدة كل دقيقتين ونصف الدقيقة، أي أن حالات الطلاق تتعدى في اليوم الواحد 2500 حالة، وفقا لمركز معلومات رئاسة الوزراء.
بداية مبكرة بالعراق
بدأت الظاهرة في الانتشار بالعراق أبكر من بعض الدول العربية الأخرى، فقد بدأت حفلات الطلاق هناك منذ ثلاثة أعوام بتكاليف تضاهي تكاليف الزفاف.
لا تقام حفلات الزفاف في المنزل أو بصحبة عدد من الصديقات، بل يتم حجز قاعة الأفراح وشراء قالب الحلوى مع ارتداء "المطلقة" فستان زفاف، وزيارة صالون التجميل، للاحتفال وسط المدعوين بالغناء والرقص، بحسب الجزيرة مباشر.
ووفقا لإحصاءات رسمية صادرة عن مجلس القضاء الأعلى العراقي، فإن نحو 20% من حالات الزواج التي جرت خلال السنوات العشر الأخيرة انتهت بالطلاق.
الحياة الجديدة في موريتانيا
الحياة الجديدة هي أيضا الهدف من انتشار عادة حفلات الطلاق في موريتانيا. تعود المرأة الموريتانية "المطلقة" إلى منزل أسرتها بصحبة أطفالها، إن وجدوا.
وترحب والدتها وأخواتها بها، وتسارع صديقاتها إلى تنظيم حفل مليء بالموسيقى والدفوف و"الزغاريد"، وتجلس المرأة بثوب مبهج وقد تزينت بمساحيق التجميل.
ويعتقد أن الهدف من الحفل هو جعل زوجها يغار ويعدل عن قراره، كما أن تلك العادة موروث قديم لدى الموريتانيين، حيث ينظر للمرأة الموريتانية نظرة إيجابية لا تنتقص منها شيئا، حتى مع طلاقها أكثر من مرة تقيم حفل طلاق في كل مرة بعد أشهر العدة للإعلان أن المرأة المطلقة جاهزة لتجربة زواج جديدة.
الخبراء منقسمون
ترى الكاتبة تارا آيزنهارد، مدربة العلاقات، في مقال على موقع "بارينتس" أن الطلاق هو فرصة للتعلم والشفاء والنمو، وتشجع عملاءها على القيام بشيء ما، سواء كان "حفلا أو تجمعا بسيطا"، وتقول "إن إقامة حفل يساعد المطلقين على بداية جديدة وهم يشعرون بدعم الأسرة والأصدقاء".
في حين، ترى جوليا هوجان، وهي مستشارة مهنية متخصصة في الصحة السلوكية الإدراكية، في مقال على موقع "فيرلي ماج"، أن الاحتفال بنهاية العلاقة مع طرف ما يتعارض مع مشاعر الغضب والأذى والحزن المرتبطة عادة بالطلاق والتي من شأنها التأثير على النساء أكثر من الرجال، مؤكدة أن هذا النوع من السلوك قد يوفر شعورا مؤقتا بالانتقام لكنه لا يساعد في معالجة المشاعر السلبية.
وتنصح جوليان الشخص الذي طلّق حديثا باتباع عدد من الخطوات قد تساهم في شفائه من التجربة بدل حفل الطلاق، منها:
اعلان
1- امنح نفسك الوقت الكافي للحزن والبكاء.
2- أحط نفسك بأصدقاء وأقارب لتحظى بدعمهم في تخطي المرحلة الصعبة، وتحدث معهم في كل شيء.
3- قضاء الوقت في الانخراط في الرعاية الذاتية هو أيضا جزء مهم من الشفاء.
المصدر : الجزيرة,مواقع إلكترونية