تحذير فرنسي.. حفاظات الأطفال تحتوي على مواد كيميائية خطرة
جو 24 :
تستخدم ملايين الأمهات حول العالم حفاظات الأطفال معتقدات أنهن يوفرن أكبر قدر من الحماية لصغارهن من خلال الاعتناء بنظافتهم الشخصية واستخدام المنتج الأمثل لحماية بشرتهم وأجسادهم الصغيرة.
لكن مما تصنع الحفاظات؟ وهل تحتوي فعلا على مجموعة متنوعة من المواد الكيميائية الخطرة التي يحتمل أن تسبب أضرارا صحية للطفل؟
مواد خطرة
يؤكد مركز منتجات النظافة الشخصية للأطفال والكبار (بي أي أتش بي) أن حفاظات الأطفال التي تتمتع بتاريخ طويل من الاستخدام الآمن من قبل مئات الملايين من الأشخاص حول العالم قد تحتوي على مستويات ضئيلة من المواد الكيميائية، لكنها لا تشكل خطرا على المستهلكين.
غير أن دراسة أجرتها وكالة البيئة الفرنسية، المسؤولة عن الصحة والسلامة الغذائية والبيئية والمهنية (أي أن أس إي أس)، على حفاظات الأطفال التي تستخدم لمرة واحدة، توصلت إلى أنها قد تحتوي على مواد كيميائية تتجاوز مستويات الأمان.
تقول الدراسة إن الأبحاث عثرت على آثار 60 مادة كيميائية، بما في ذلك مادتا بوتيل فينيل ميثيل وبروبيونال، وكل منهما تشكل مخاطر محتملة، إضافة إلى مركب غليفوسات المثير للجدل.
أجريت الدراسة على 23 علامة تجارية من حفاظات الأطفال بين عامي 2016 و2018 المتوفرة في السوق الفرنسي، ولم تقرن النتائج بالعلامات التجارية التي اختبرتها، لكنها تستخدم في السوق الفرنسي، وتباع أيضا في عدد من الأسواق خارج فرنسا.
مواد مسرطنة
الاختبار الفرنسي على الحفاظات يعد الأول من نوعه في العالم، وجاءت نتائجه لتثير الجدل في سوق يستهلك ما بين 3800 حتى 4800 من هذه الحفاظات في السنوات الثلاث الأولى من حياة الطفل الواحد منذ التسعينيات.
الخبراء الذين أشرفوا على الاختبار أكدوا تجاوز العديد من المواد الكيميائية الحد المسموح به، بما في ذلك العطور التي قد تسبب حساسية للجلد، إضافة إلى مواد خام ملوثة.
في المقابل أكدت وزيرة الصحة الفرنسية أنييس بوزين أن الوضع الحالي لا يشكل مخاطر فورية على صحة الأطفال، ومع ذلك أصدرت مع وزير البيئة الفرنسي فرانسوا دي روجي ووزير المالية برونو لو ماير بيانا مشتركا يلزم الشركات المصنعة وتجار التجزئة باتخاذ تدابير في غضون 15 يوما للتخلص من هذه المواد من حفاظات الأطفال.
وبحسب وكالة رويترز، من المقرر أن يجري التخلص التدريجي من مادة الغليفوسات في فرنسا في غضون ثلاث سنوات، خاصة أنه منتج لا يوجد براءة اختراع له، ويجري تسويقه في جميع أنحاء العالم بواسطة عشرات من شركات الصناعات الكيميائية.
القطن سبب الاختراع
لم تكن حفاظات الأطفال موجودة قبل الحرب العالمية الثانية، لكن مع نقص القطن تم تطوير بديل أحادي الاستخدام بواسطة المخترعة ماريون دونوفان، ولم يمض وقت طويل قبل أن تدرك الأمهات الفوائد اليومية العملية للحفاظات الجديدة التي كانت عبارة عن غطاء بلاستيكي مستطيل على طبقات من المناديل الورقية، وفقا لـ"بيبي جيرلاب" (Babygearlab).
منذ ذلك الحين، مرت الحفاظات بالعديد من التغييرات، بما في ذلك أكثر من ألف براءة اختراع قدمت بأسماء مختلفة، وحظيت حفاظات الأطفال بشعبية كبيرة في منتصف الثمانينيات، واليوم، يجري التخلص من أكثر من 20 مليار حفاظة حول العالم.
اعلان
مادة مثيرة للجدل
تعتبر الغلوفيسات مادة مثيرة للجدل، فرغم أن دراسة لمنظمة الصحة العالمية صنفته على أنه "مسرطن على الأرجح" -مما جعله هدفا للناشطين في مجال الصحة والبيئة- فإن تسويقه لا يزال متواصلا تحت اسم "راوندآب" (Roundup) في الولايات المتحدة، ويستخدم على نطاق واسع، بحسب "بي بي سي".
وما زال الغلوفيسات أيضا أكثر مبيدات الأعشاب استخداما على نطاق واسع في أوروبا، حيث لم يصنفه مسؤولو الاتحاد الأوروبي مادة مسرطنة.
"الصحة" المصرية تنفي
الأمر الذي أثار جدلا في فرنسا بعد تصدره عناوين الصحف هناك، وجد صداه لدى البعض في الدول العربية، حيث كتب الدكتور أحمد أبو النصر، أول أخصائي معتمد من وزارة الصحة المصرية للعلاج بالنباتات الطبيعية، على صفحته عبر فيسبوك محذرا من احتمال وجود تلك الحفاظات في السوق المصري، خاصة أن الوكالة الفرنسية أشارت إلى أن تلك الحفاظات تباع أيضا في عدد من الدول الأخرى خارج فرنسا.
وقال أبو النصر في تدوينته -التي تفاعل معها الآلاف- إن الغليفوسات مبيد عشبي مسرطن ومسبب لمشاكل بغدة خصية الطفل وغدة المبيض للطفلة المسؤولة وكذلك الغدة الدرقية.
وناشد أبو النصر وزارة الصحة المصرية والشركات المنتجة للحفاظات أن يردوا برد رسمي بشأن وجود تلك المواد الخطيرة في الحفاظات الموجودة بالسوق المصري.
وتعليقا على ما أثير على مواقع التواصل الاجتماعي، نفت وزارة الصحة والسكان تلك الأنباء حسب صحف مصرية، مؤكدة أنه لا صحة لانتشار مستلزمات أطفال تحتوي على مواد مسرطنة أو أي مواد ضارة أخرى، وأوضحت أن كافة مستلزمات الأطفال الموجودة بالأسواق آمنة تماما وصالحة للاستخدام الآدمي، ومطابقة لكافة معايير منظمة الصحة العالمية، وتخضع للرقابة من الجهات المختصة بالوزارة.
اعلان
المصدر : الجزيرة,مواقع إلكترونية