بين الاستهجان والسخرية.. فبركات مكافآت مذيعات ومذيعي الجزيرة تتعرض للتشريح والاستهزاء
الوثيقة المزورة نشرتها بفرحة كبيرة وربما بغيرة أيضا قناة العربية السعودية، واجتاحت مواقع التواصل بسرعة البرق ليتدفق بعدها سيل من التعليقات الهزلية والساخرة لما احتوته من عيوب ومغالطات فضحت المفبرك الهاوي وهشاشة الأهداف والمرامي.
الوثيقة "الطرفة" زعم مروجوها أنها موقعة من المدير العام لقناة الجزيرة، ويدعي المروجون لها أن المبالغ الطائلة المصروفة تندرج في إطار الدعم المالي المقدم من أمير قطرالشيخ تميم بن حمد آل ثاني لـ"أبواق" الإعلام القطري في ديسمبر/كانون الأول2019.
وعلق آخر "المبلغ مسروق منه 100 ألف لمن أعد التقرير ووقع عليه".مغردون تلقفوا الخبر وسارعوا للاستهزاء بما ورد في التسريب شكلا ومضمونا، وعلق عدد منهم على فشل عراب الوثيقة الفضيحة في جمع أرقام المكافآت المزعومة ليأتي المجموع أكثر بمئة ألف دولار، وعلّق أحدهم أنه كان بالإمكان إضافة اسم مذيع آخر أو مذيعة أخرى في القناة ليستفيد من "المال الوهم"،وخلص أحد المغردين إلى القول "حتى في الفبركة فاشلون".
وقع مفبرك الوثيقة المسكين في فخ يبدو أنه لم يحسب له حسابا بعد أن اعتمد مترجم غوغل، حيث مهر الوثيقة بكلمة (Depends)، ومعناها يتوقف على أو يعتمد على، بدلا من (Approved) أي يُعتمد، لتتصدر كلمة "Depends" بعدها المشهد الهزلي على مواقع التواصل.
أما الأسماء المدرجة خاصة أسماء الآباء والأجداد فقد جانب بعضها الصواب، إحدى المذيعات تم إدراج اسمها في الوثيقة "روعة إسحاق اوجيه" فكانت أول المستغربين من اسمها واكتشفت اسما جديدا لوالدها، وقالت في تغريدة لها "هو بابا صار اسمه إسحاق؟".
أما المذيعة غادة عويس المدرجة أيضا في القائمة الدولارية فقالت في تغريدة مخاطبة المفبركين "صيت غنى ولا صيت فقر.. الله يهديكم لم تنجحوا إلا في إضحاك الناس عليكم".
علا الفارس قابلت التزوير بسخرية، وقالت في تغريدتها "مساء الدولارات.. كنت أتوقع مليونا لكنني في2020 رح أشد حالي أكثر".
بعد هذا الفاصل العاطفي وما قاله الطيبون المخلصون للجزيرة، نعود إلى الوثيقةالتي لم يمر ختامها بسلام من تحت أنظار المغردين، فالوثيقة أوردت عنوانا خاطئا لمقر شبكة الجزيرة، وتعقيبا على ذلك قال أحد المغردين "كل الناس يعرفون (أنه) لا يوجد في قطر شيء اسمه بناية الجزيرة ما شبعتوا تأليفا وفبركة".ومع أن بعض المغردين واصل الإصرار على التعامل مع الوثيقة على أنها صحيحة رغم كل التفنيد، وهو ما يحيل للمثل القائل "قلنا له إنه ثور فقال احلبوه"، فإن بعضهم الآخر أبدى تأييدا حتى ولو كانت الوثيقة صحيحة على اعتبار أن مذيعي الجزيرة هم لسان حق ويستحقون هذه المكافأة وأكثر.
كما وجه عدد من المغردين انتقادات لاذعة لقناة العربية السعودية، وتساءلوا عن المهنية والمصداقية بعد أن تبنت الوثيقة كما هي دونما تدقيقأو تحرٍ أو تشكيك، وذهب البعض إلى حد اتهامها بالتواطؤ في إعدادها.
وقالت المغردة دنيا نوار "أتوجه للزملاء الصحفيين في قناة العربية.. مع الأسف خانتكم المهنية في هذه. الفبركة واضحة ومكشوفة، عيب بصراحة".
كما قال المغرد أبو اليزن من سلطنة عمان "شيء غريب جدا.. وش صاير في الإعلام والإعلاميين بالسعودية لهذه الدرجة لم تفرقوا بين المزور والحقيقة، هذه سقطة إعلامية كبيرة بتناقل هذه الوثيقة ومن قام بهذا العمل يسيء إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة".
قبل أن تنتهي الحكاية، ينبه أحد الزملاءإلى أن شعار شبكة الجزيرة الإعلامية يوضع عادة على الجهة اليمنى من الأوراق الرسمية وليس على الجهة اليسرى كما جاء في الوثيقة المفبركة! حتى هذه!!