بعد تعهد الشرطة بتأمينه.. عودة الحياة للدوري العراقي
عادت الحياة مجددا إلى الدوري العراقي لكرة القدم بعد إيقافه مدة أربعة أشهر بسبب الاحتجاجات التي شهدتها البلاد منذ1 أكتوبر/تشرين الأول 2019، إذ اضطر الاتحاد المحلي إلى تأجيل البطولة من الجولة الثالثة، وحال تصاعد الاحتجاجات وفرض حظر التجول في كثير من المدن العراقية دون استئنافها.
وانطلقت أول أمس الأحد مباريات الدوري العراقي بنظامه الجديد من مرحلة واحدة بعد الاتفاق الذي جرى بين الأندية ولجنة المسابقات، وذلك بعد الحصول على تعهدات من وزارة الداخلية بحماية الملاعب والجماهير، وهي النقطة الجوهرية التي تسببت أكثر من مرة في تأجيل استئناف المسابقة.
حضور جماهيري
ويشارك في الدوري العراقي للموسم الحالي 15 ناديا بعد انسحاب خمسة أندية هي السماوة والكرخ والقاسم والديوانية وزاخو بسبب الأزمة المالية التي تعانيها.
وخلافا للتوقعات، شهدت الجولة الأولى من الدوري حضورا جماهيريا غفيرا في بعض المباريات، أبرزها مواجهة الزوراء والطلبة التي أقيمت على ملعب الشعب الدولي في العاصمة بغداد، حيث بلغ عدد الحضور 15 ألف مشجع.
ولم تغب أرواح من قضوا في المظاهرات المتواصلة، حيث علقت جماهير الزوراء لافتة تنعى فيها رفيقها السابق بالمدرجات عمر سعدون الذي قتل في المظاهرات خلال مشاركته في انتفاضة أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كما أهدت فوز فريقها إلى روحه بترديد هتاف "يا عمر يا عمر.. الزوراء الليلة انتصر".
وقال مدرب فريق الزوراء باسم قاسم للجزيرة نت "إن عودة الدوري بأي شكل من الأشكال تصب في مصلحة الأندية والمنتخبات الوطنية، وذلك رغم وجود قصور في المساواة بين الفرق من حيث عدد المباريات التي يخوضونها خارج ملاعبهم، حيث تعرض فريقه لظلم، لأنه سيلعب خارج بغداد أربع مباريات مقابل مباراة أو اثنتين لمنافسيه".
وأضاف أن "الظروف التي مرت على العراق في الأشهر الماضية جعلت إقامة مباريات الدوري صعبة جدا، وهو ما دفع الزوراء للموافقة على المشاركة فيه بهذه الآلية الجديدة رغم كل شيء".
تأثير سلبي
وعبر مدرب فريق الطلبة أحمد خلف عن سعادته بعودة مباريات الدوري مجددا بعد فترة سبات دامت عدة أشهر أثرت سلبيا على الأندية والمنتخبات العراقية.
وقال خلف للجزيرة نت "إن النظام الحالي للدوري من مرحلة واحدة هو أفضل من نظام المجموعات الثلاث، حيث يعطي أملا في البقاء بالمنافسة حتى في حال الخسارة أكثر من مباراة، كما أنه سيكون أكثر قوة وتنافسا بين كل الفرق التي تمتلك مقومات إحراز اللقب".
من جانبه، يرى المدرب سامي بحت أن توقف الدوري أربعة أشهر أثر سلبيا الفرق فنيا وبدنيا، ويدلل على ذلك المستوى الضعيف لفريقي الشرطة والزوراء في البطولات العربية والآسيوية والذي أسفر عن تعرضهما لخسائر ثقيلة.
وقال بحت للجزيرة نت "كنت أتمنى مشاركة جميع الأندية في الدوري بشكل إجباري، مع تفعيل نظام هبوط الفرق التي تتذيل الترتيب حتى تزداد القيمة الفنية لجميع المباريات وتكون المنافسة أكثر شراسة في البطولة".
من جهته،يرى الناقد الرياضي يوسف فعل أن تأخير استئناف الدوري المحلي سببه سوء تقدير مجلس إدارة الاتحاد العراقي المستقيل، مشيرا إلى أن الأندية دفعت ثمن هذا الخطأ بتراجع مستوى فرقها، وهو ما وضح في مباريات الأحد الماضي وزيادة أعبائها المالية دون جدوى.
المصدر : الجزيرة