jo24_banner
jo24_banner

مبادرة ارحيل غرايبة.. بارقة أمل لانهاء حالة التأزيم

مبادرة ارحيل غرايبة.. بارقة أمل لانهاء حالة التأزيم
جو 24 :
محرر الشؤون المحلية - في خروج عن المألوف الرسمي، وبخلاف مظاهر اللامبالاة في التعامل مع ما يواجه الوطن من تحديات، وما أصاب الدولة من جمود في التفاعل مع أزماتها والتحرك لإنهائها، يكسر رئيس مجلس أمناء المركز الوطني لحقوق الانسان، الدكتور ارحيل الغرايبة، حلقة التأزيم ويقود مبادرة احتوائية واطفائية يلغي من خلالها جدران سوء الفهم وخيالات الشيطنة والتشويه لحراك أبناء قبيلة بني حسن المطالب بالاصلاح وتغيير النهج ومحاربة الفساد والفاسدين.

الرؤية التي خرج بها ارحيل الغرايبة من لقائه مؤخرا حراك أبناء قبيلة بني حسن، أن هؤلاء الناشطين هم جزء أصيل من الوطن وهم نتاج معاناة صادقة، وأن الوطن دوما بحاجة إلى رجال تصهرهم المعارك الصادقة. وحتى لو أخطأوا هنا أو هناك، فإن النهوض بالوطن يتطلب تفاعل جميع أوجه الحياة السياسية لتنتج نظاما سياسيا صحيا قادر على الحياة، والاستمرار باستيعاب جميع الأساليب السياسية الحقيقية التي تسعى لرفعة الوطن بعيدا عن الكلاشيهات والمؤتمرات المعلبة التي تقوم على المصالح والتنفيع وإنتاج نماذج فاشلة لنموذج رجل الدولة الناجح.

الحقيقة، إن الوطن أحوج ما يكون إلى مبادرة من هذا النوع التي قام بها الدكتور رحيل غرايبة لنزع فتيل التطرف في الآراء والخيارات، فالخاسر دوما سيكون هو الوطن إذا لم يتم التعامل بروح الأب الحاني والمحتوي للجميع من قبل الدولة لأبنائها، فهؤلاء الأبناء هم القادرون على صقل تجاربهم وخبراتهم لتصب أخيرا في خدمة وطنهم وبلدهم وتقدمه، حتى لو ضحوا بشيء من أعمارهم وأوقاتهم في سبيل وضع حد للفساد والفاسدين. 

إن التعامل بروح الإقصاء والعقاب الشنيع من قبل الحكومة بواسطة أحكام محكمة أمن الدولة تجاه أبناء حراك أبناء قبيلة بني حسن لن ينتج إلا مزيدا من التطرف والذهاب بخيارات قاتلة للوطن بعد خروج هؤلاء من السجون بأحكام طويلة وظالمة لمجرد ممارسة نشاط سياسي سلمي. لذلك فإن الوطن أحوج ما يكون إلى مبادرة كالتي قام بها الدكتور ارحيل الغرايبة؛ مبادرة تقرع جرس الانذار، وتحذر من انسداد قنوات الحوار وخطورة بناء الجدران بين أصحاب القرار السياسي والأمني وبين الشارع، كما أنها تحبط محاولات بعض الجهات والأشخاص في منع وصول الحقائق -كما هي- لغايات شخصية ونفعية بعيدا عن مصالح الوطن ومؤسساته في انتقال من مفهوم المؤسسة في التعامل مع الحراكيين الى مفهوم الفردية والشخصنة.

بعد أن ساد الصمت وبعدما لمسناه من لامبالاة ما يسمى برجال الدولة، خرجت مبادرة الدكتور الغرايبة كأمل في الجميع أن يخرجوا من المواقف المتشنجة والمتمترسة برفض الحوار والتعاطي بإيجابية مع يطرحه الشارع والحراكيون من مخاوف وقلق على مستقبل الوطن والدولة، وما يتهدده من اخطار خارجية صهيونية في وقت أحوج ما نكون فيه في تمتين الجبهة الداخلية وتقويتها عبر حلحلة مشاكل التأزيم وعلى رأسها قضية الحريات والاعتقالات.

ويبقى السؤال، هل سنشهد في الأيام المقبلة مبادرة من الدولة بالانتهاء من ملف المعتقلين السياسيين والتفرغ لقضايا ومخاطر تواجه الوطن أكبر بكثير من قضية المعتقلين؟!
 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير