2024-11-26 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

أشخاص يدّعون معرفة كل شيء.. لماذا؟

أشخاص يدّعون معرفة كل شيء.. لماذا؟
جو 24 :

يدعي بعض الأشخاص معرفة كل شيء، فهم موسوعة في العلاقات الزوجية وعلم الأبوة وحتى الحياة المهنية.. إنهم ببساطة أناس "يعرفون كل شيء وأفضل من أي شخص آخر"، فلماذا هم كذلك؟

سلطتالكاتبة أوفيلي أوسترمان في مقالبصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، الضوء على هذا النوع من الأشخاص لتبيّن ما وراءها،وذلك بمساعدة عالم النفس السريري صموئيل دوك مؤلف كتاب "الانزعاج الجديد في الحضارة".

 هؤلاء الأشخاص من الواضح أنهم بإكمال معرفتك، يحاولون إكمال فراغهم(غيتي)
هؤلاء الأشخاص من الواضح أنهم بإكمال معرفتك، يحاولون إكمال فراغهم(غيتي)

نرجسية وهشاشة
تقول الكاتبة إنالدكتور صموئيل دوك الذي يحلل الإفراط في الفردية المعاصرة، يرى أن هؤلاء الذين "يدعون معرفة كل شيء" يتمتعون بخاصية النرجسية.ومع أن خطابهم الواثق يوحي بالصلابة، فإنه يخفي في الواقع هشاشة خطيرة تغذيها الشكوك ومشاعر القلق.

وأوضح دوك أن "هؤلاء الأشخاص لا يتركون مجالا لمحاورهم، لأن عدم معرفته تكشف عن عدم معرفتهم، والقبول بذلك يعني التأكيدأن الشخص ضعيف وغير مكتمل، وأنه ليس قويا بما فيه الكفاية، وهذا ما لا يطاق بالنسبة لهم".

ويضيفأن هؤلاء الأشخاص حينما يُكملونما نقص من معرفتك، إنما يحاولون إكمال فراغهم، "إنهم يبحثون في أعين المحاورين عن استعادة ثقتهم بأنفسهم" لأن الشيء الوحيد الذي يعرفونه هو أنهم لا يعرفون.

مجتمع "أعجبني"
ويشير دوك إلى أنه من غير المفاجئ أن أصل هذه الظاهرة يعود إلى معاناتهم من نقص ماأثناء طفولتهم، "كأن يكونوا فقدوا التشجيع الذي يمنحهم شخصية سوية، ولم يجدوا لدى والديهم تلك النظرة التي تشكل رؤيتهم لأنفسهم".

ويرىأن تحول الروابط الاجتماعية إلى المجال الافتراضي يقوّي هذا النوع من السلوك، لأن "التنسيق على الشبكات يتم عبر الشاشة، بحيث تصبح صورتنا وسيلة لتأكيد أنفسنا ويصبح الفكر أقل أهمية وأكثر هشاشة".

وبالتالي فإن ثقافة الإعجاب هذه تلحق الضرر بالاعتراف بالآخر بحيث لا مجال للنقاش، فينتهي المطاف إلى أن يكون كل الناس أقوياء أمام الآخر.

 ثقافة الإعجاب على وسائل التواصل تلحق الضرر بالاعتراف بالآخر(غيتي )
ثقافة الإعجاب على وسائل التواصل تلحق الضرر بالاعتراف بالآخر(غيتي )

مجالات الخطر
وينبه المختص في علم النفس السريريإلى أن هذه الشخصيات يمكن أن تظهر لغة السيطرة في أي موضوع، إلا أن بعض المجالاتتلائمهم أكثر، مثل العلاقات الزوجية وموضوعات الأبوة والأمومة، إذ كلما كانت العلاقة حميمة فإن "من يعرفون كل شيء" يشعرون بأن الطريق مفتوح أمامهم، خاصة أن "جميع هذهالمجالاتلا توجد فيها قاعدة محددة".

إضافة إلى حقيقة أنه مروع، يمكن لهذا السلوكأن يشوه العلاقات أو يقضي عليها، فكيف تتفاعل عندما يكون "صاحب المعرفة المطلقة" صديقا؟

يقول دوك إنه لا جدوى من الدخول في نقاش معه، والأفضل أن نبدأ خطابا واضحا ومطمئنا، و"من المهم أن تعترف بالعجز أمامه لأنه غير قادر على ذلك".

ويمكن أن نقول له مثلا "سمعت كلامك، ولكن في تجربتي الشخصية، هكذا شعرت بالأشياء، وربما أكون مخطئا". كما يمكنأن تطلب منه "ترك مجال لك للتفكير"، والأفضل طلب المشورة.

المصدر : لوفيغارو

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير